البرنامج الرمضاني
موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||
الوسائل في ترسيخ معاني معرفة الله تعالى في أنفسنا لتعزيز الثقة به؟
الأثر الذي يصنعه في نفوسنا ترسيخ معنى (لا إله إلا الله)؟
دلالة قوله تعالى: {عالم الغيب والشهادة}؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
في مجال معرفة الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل ترسيخ معاني معرفته في أنفسنا لتعزيز الثقة به سبحانه وتعالى هناك وسيلة أخرى هي من أهم الوسائل، تلك الوسيلة هي: التمجيد والتعظيم لله سبحانه وتعالى، ومن خلال عرض الثناء عليه بكماله، كماله المطلق، والقرآن الكريم قد اشتمل على كثير من الآيات الكريمة التي كانت على هذا الأسلوب، قال تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الحشر:22- 24).
{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255).
{هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر:65).
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:18).
{وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (القصص:70).
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:73).
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:101 -103).
وكثير من السور في القرآن الكريم تصَدَّرت بالثناء على الله مثل قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (سـبأ: من الآية1-3).
وسور أخرى تصدَّرت بقوله تعالى: {سَبَّحَ} أو{يُسَبِّحُ} مثل ما في أول هذه السورة سورة [التغابن]: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التغابن:1) {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الحشر:1).
وكقولـه تعالى: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (يّـس:83).
وقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} (الروم:17-19).
وما أكثر ما ورد في القرآن الكريم من أمثال هذه الآيات.وليس فقط في القرآن الكريم بل ورد على هذا النحو أذكار كثيرة شرعها الله لعباده أن يرددوها في صلاتهم، وفي غير صلاتهم: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر) هذه من أذكار الصلاة، (سبحان الله العظيم وبحمده)، (سبحان الله الأعلى وبحمده)، ونحن في الصلاة، ندخل في الصلاة بالتكبير لله (اللَّهُ أَكْبَرُ) وداخلها نكرر التكبير لله عند الركوع، وعند السجود، وعند القيام، وعند القعود.
والتسبيحة: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) هي من الأذكار التي وردت أحاديث بفضلها.
كل هذا هو في الواقع خطاب ثناء على الله، ينطلق من وجدان الإنسان ثم يعود إليه بشكل معانٍ تترك آثارًا في النفس.
إذا تأملنا في الآيات الأولى قول الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} هو، يتبادر إلى ذهنك كل ما عرضه في القرآن الكريم من أنه الملك، وأنه الإله، وأنه الرب، وأنه المدبر لشؤون السموات والأرض، وأنه مالك لأمر عباده، هو الذي يحكم فيهم، هو الذي يتولى هدايتهم، هو الذي يُشرِّع لهم.
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} كلمة: {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّه} التي نرددها ونرفعها في أذاننا كل يوم للصلاة، كلمة: {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} التي تتردد في القران الكريم كثيرًا، سواء بالعبارة كاملة {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أو بعبارة {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} تكريرها جيلًا بعد جيل، سرًا وجهرًا هي في حد ذاتها دليل على أنه فعلًا ليس هناك إله إلا الله.
من هو ذلك الإله الذي جاء يعترض علينا فيقول: لا، عاد باقي واحد ثاني. عندما نؤذن في الصلاة وبمكبرات الصوت (أشهد أن لا إله إلا الله)، ونكرر ذلك ثم نقول في الأخير: {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ونقرأ القرآن وهو مليء بـ {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} لو كان هناك إله آخر لظهر.
فنحن نرددها جيلًا بعد جيل، مئات السنين، يرددها المسلمون في كل بقاع الدنيا، ولا أحد ظهر ليقول بأنه باقي واحد ثاني هو أنا. إذًا فحقيقة ليس هناك إله آخر.
إنما نحن الذين نصنع آلهة داخل أنفسنا، نصنع آلهة من الأشخاص ممن هم عبيد كالأنعام، وليسوا حتى مثل بقية الناس، نحن من نصنعهم آلهة، ونحن من نصنع داخل أنفسنا آلهة، في الوقت الذي نسمع قول الله تعالى يتكرر في آذاننا وعلى مسامعنا: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}. والمؤذن للصلاة يقول لنا: (لا إله إلا الله). ونحن نقول في صلاتنا: {سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله}.
لماذا لا نفكر في كيف يجب أن نستفيد من تكرير {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} نرسخ في داخل أنفسنا أن ما سوى الله لا يجب أن يخيفنا، لا ينبغي أن نخاف منه، لا ينبغي أن نعتمد عليه، ونطمئن إليه في مقابل الابتعاد عن إلهنا الذي لا إله إلا هو، وهو الله سبحانه وتعالى.
في درس سابق (1) حول قول الله تعالى لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله): {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (محمد:19).
تحدثنا كثيرًا عن كيف يجب أن نتعامل مع {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، وكيف يجب أن يكون ترديدنا لها، وكيف نستفيد منها، وكيف هو الأثر الكبير، الأثر المهم الذي تصنعه في النفوس، التي تحاول أن ترسخ معانيها فيها، كيف ستصبح قوة تقهر كل من يبرزون في هذا العالم كآلهة للناس، ممن هم عبيد أذلاء ضعفاء أمام الله الواحد القهار، جبار السموات والأرض، وكيف يجب أن تكون ثقتنا بالله ثقة مطلقة، فما الذي يمكن أن نخاف منه سوى الله؟ من الذي يملك ما يملكه الله؟ من هو الكامل ككمال الله؟ من هو الدائم بدوام الله؟ من هو القاهر كقهر الله؟ من هو الجبار كجبروت الله؟ لا أحد. لا أحد.
حتى كل من يبرزون في هذه الأرض يتَعَاظَمُون أنفسهم، ويقدمون أنفسهم كجبارين، وطواغيت، إنهم أذلاء، إنهم ضعفاء، إنهم مساكين، مساكين أمام جبروت الواحد القهار، ما أضعفهم! وما أحقرهم! وما أذلهم! وما أذلنا نحن! وما أحقرنا! وما أضعفنا إذا أصبحنا نخاف منهم ولا نخاف من الله! ما أضعفنا وما أحقرنا وما أعمى بصائرنا إذا اطمأنينا إليهم، ولا نطمئن ولا نثق بالله سبحانه وتعالى!
هو الله وحده فبه ثِق، وعليه توكل، وإياه فاسأل، وبه فاستعِن، وإليه فارغب، وإياه فارهب، وإياه فاعبد، وله فأخلص {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}. أليست هذه واحدة تكفي أن تتعامل مع الله على هذا النحو، وأن تنظر إليه هذه النظرة؟ لأنه لا إله ءَأْلَهُ إليه، أتجه إليه، أصْمُد إليه، أقصده، أعبده إلا الله.
وما أكثر ما ورد في القرآن الكريم من أمثال هذه الآيات.وليس فقط في القرآن الكريم بل ورد على هذا النحو أذكار كثيرة شرعها الله لعباده أن يرددوها في صلاتهم، وفي غير صلاتهم: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر) هذه من أذكار الصلاة، (سبحان الله العظيم وبحمده)، (سبحان الله الأعلى وبحمده)، ونحن في الصلاة، ندخل في الصلاة بالتكبير لله (اللَّهُ أَكْبَرُ) وداخلها نكرر التكبير لله عند الركوع، وعند السجود، وعند القيام، وعند القعود.
والتسبيحة: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) هي من الأذكار التي وردت أحاديث بفضلها.
كل هذا هو في الواقع خطاب ثناء على الله، ينطلق من وجدان الإنسان ثم يعود إليه بشكل معانٍ تترك آثارًا في النفس.
إذا تأملنا في الآيات الأولى قول الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} هو، يتبادر إلى ذهنك كل ما عرضه في القرآن الكريم من أنه الملك، وأنه الإله، وأنه الرب، وأنه المدبر لشؤون السموات والأرض، وأنه مالك لأمر عباده، هو الذي يحكم فيهم، هو الذي يتولى هدايتهم، هو الذي يُشرِّع لهم.
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} كلمة: {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّه} التي نرددها ونرفعها في أذاننا كل يوم للصلاة، كلمة: {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} التي تتردد في القران الكريم كثيرًا، سواء بالعبارة كاملة {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أو بعبارة {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} تكريرها جيلًا بعد جيل، سرًا وجهرًا هي في حد ذاتها دليل على أنه فعلًا ليس هناك إله إلا الله.
من هو ذلك الإله الذي جاء يعترض علينا فيقول: لا، عاد باقي واحد ثاني. عندما نؤذن في الصلاة وبمكبرات الصوت (أشهد أن لا إله إلا الله)، ونكرر ذلك ثم نقول في الأخير: {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ونقرأ القرآن وهو مليء بـ {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} لو كان هناك إله آخر لظهر.
فنحن نرددها جيلًا بعد جيل، مئات السنين، يرددها المسلمون في كل بقاع الدنيا، ولا أحد ظهر ليقول بأنه باقي واحد ثاني هو أنا. إذًا فحقيقة ليس هناك إله آخر.
إنما نحن الذين نصنع آلهة داخل أنفسنا، نصنع آلهة من الأشخاص ممن هم عبيد كالأنعام، وليسوا حتى مثل بقية الناس، نحن من نصنعهم آلهة، ونحن من نصنع داخل أنفسنا آلهة، في الوقت الذي نسمع قول الله تعالى يتكرر في آذاننا وعلى مسامعنا: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}. والمؤذن للصلاة يقول لنا: (لا إله إلا الله). ونحن نقول في صلاتنا: {سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله}.
لماذا لا نفكر في كيف يجب أن نستفيد من تكرير {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} نرسخ في داخل أنفسنا أن ما سوى الله لا يجب أن يخيفنا، لا ينبغي أن نخاف منه، لا ينبغي أن نعتمد عليه، ونطمئن إليه في مقابل الابتعاد عن إلهنا الذي لا إله إلا هو، وهو الله سبحانه وتعالى.
في درس سابق (1) حول قول الله تعالى لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله): {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (محمد:19).
تحدثنا كثيرًا عن كيف يجب أن نتعامل مع {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، وكيف يجب أن يكون ترديدنا لها، وكيف نستفيد منها، وكيف هو الأثر الكبير، الأثر المهم الذي تصنعه في النفوس، التي تحاول أن ترسخ معانيها فيها، كيف ستصبح قوة تقهر كل من يبرزون في هذا العالم كآلهة للناس، ممن هم عبيد أذلاء ضعفاء أمام الله الواحد القهار، جبار السموات والأرض، وكيف يجب أن تكون ثقتنا بالله ثقة مطلقة، فما الذي يمكن أن نخاف منه سوى الله؟ من الذي يملك ما يملكه الله؟ من هو الكامل ككمال الله؟ من هو الدائم بدوام الله؟ من هو القاهر كقهر الله؟ من هو الجبار كجبروت الله؟ لا أحد. لا أحد.
حتى كل من يبرزون في هذه الأرض يتَعَاظَمُون أنفسهم، ويقدمون أنفسهم كجبارين، وطواغيت، إنهم أذلاء، إنهم ضعفاء، إنهم مساكين، مساكين أمام جبروت الواحد القهار، ما أضعفهم! وما أحقرهم! وما أذلهم! وما أذلنا نحن! وما أحقرنا! وما أضعفنا إذا أصبحنا نخاف منهم ولا نخاف من الله! ما أضعفنا وما أحقرنا وما أعمى بصائرنا إذا اطمأنينا إليهم، ولا نطمئن ولا نثق بالله سبحانه وتعالى!
هو الله وحده فبه ثِق، وعليه توكل، وإياه فاسأل، وبه فاستعِن، وإليه فارغب، وإياه فارهب، وإياه فاعبد، وله فأخلص {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}. أليست هذه واحدة تكفي أن تتعامل مع الله على هذا النحو، وأن تنظر إليه هذه النظرة؟ لأنه لا إله ءَأْلَهُ إليه، أتجه إليه، أصْمُد إليه، أقصده، أعبده إلا الله.
دروس من هدي القرآن الكريم
#معرفة الله_عظمة_الله_الدرس_السابع
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 25/1/2002م
اليمن – صعدة