وزير الخارجية البحريني من التهليل لـ “إسرائيل” إلى المصالحة بین الفنانات.. استفزازات متلاحقة!

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي

لا يكفّ وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة عن إثارة الجدل عبر منصته الخاصة على موقع “تويتر”، هذه المنصة التي أظهرت للقاصي والداني الطريقة التي يفكّر فيها عميد الدبلوماسية البحرينية، والتي لا تمت بأي صلة إلى رجل يحمل على كاهله هكذا منصب حساس في ظل ظروف داخلية وخارجية تعصف بالمنطقة برمتها على رأسها أزمات بلاده الداخلية والأزمة الخليجية.

 

وبين كل هذه الأزمات نجد ابن حمد آل خليفة يملك وقتاً لمتابعة مشكلات الفنانات الخليجيات وأحاديث النساء، فقد غرّد سعادة الوزير في الأمس على “تويتر” مشيداً بالمصالحة بين الفنانتين الإماراتية أحلام والكويتية نوال.

 

وكتب خالد بن أحمد “كم أنت عظيمة يا أحلام، وكم أنت جميلة”. وأرفق الوزير البحريني تغريدته بوسم أحلام في مجموعة إنسان، ووسم شكراً علي العلياني، في إشارة إلى برنامج مجموعة إنسان الذي يقدّمه الإعلامي السعودي علي العلياني.

 

كان الأحرى بالوزير البحريني بدلاً من متابعة شؤون الفنانين والفنانات، أو متابعة بقية المواضيع السطحية التي لا تتناسب مع منصبه أن يتابع شؤون مواطني بلاده المظلومين والمسحوقين والمقموعين من أجهزة الأمن، وعوضاً عن أن يرحّب بهذه المصالحة عليه أن يحاول الحصول على رضا شعبه الذي يطالب بالحرية والعدالة والمساواة منذ عدة سنوات دون أن يلقى أي اهتمام بذلك، بل على العكس تم قمعه بكل الوسائل الممكنة وتم استقدام قوات خليجية لقمعه أيضاً ومنعه من التعبير عن مطالبه المحقّة، والتي دعمها آل خليفة بشكل معكوس في أماكن أخرى مثل “إسرائيل” التي شدّ على يديها وأيّدها في قصف سوريا.

 

إذا أراد الوزير البحريني أن يتابع أي نوع من الأخبار فهذا حقّه، ولكن بما أنه وزير خارجية الأولى به أن يتابع ما يمليه عليه منصبه، والأحرى به أن يتابع الملفات التي تطرحها اللجان الحقوقية حول انتهاك نظام آل خليفة لحقوق الشعب البحريني، كونه رأس الجهاز الدبلوماسي.

ومن لا يتصرّف بدبلوماسية في رأس الجهاز الدبلوماسي، من الطبيعي أن ينشغل بمتابعات، ربما تكون ذات أهمية لدى كثيرين، إلا أنها بالطبع ليس من المفترض أن تكون أولوية بالنسبة لوزير خارجية.

 

تغريدة وزير الخارجية البحريني لاقت غضباً شعبياً واسعاً وكتب مغرّد ردّاً على الوزير “ايش موضوعك أنت، يوم تطلع لنا بفن شعبي، يوم تطلع لنا بالسح الدح انبوه، يوم تطلع لنا بالطبخ الشعبي، الحين تطلع لنا بأحلام”. وغرّد آخر “واضح أنك فاضي طال عمرك”. وكتب ثالث “هو يقصد التقرب من قطر كما تحاول أحلام التقرب من نوال الكويتية وكان خلافهم فقط الغيرة”.

 

هذه ليست التغريدة الأولى المثيرة للجدل التي يطلقها ابن حمد آل خليفة، فقد غرّد خلال الأشهر والسنوات القليلة الماضية بعدد لا محدود من التغريدات التي حملت طابعاً “عنصريا” ضدّ غير الخليجيين في بعضها، وبعضها حمل دعماً للصهاينة وتأييداً لعدوانهم على أشقائه العرب حتى أنه دافع عن “الإسرائيليين” في أكثر من مناسبة، حتى أصبح بإمكاننا اليوم أن نعتبر شخصية الوزير هي “المثيرة للجدل” في ظل تجرّده من عروبته ودعم كيان الاحتلال الذي قتل أبناء فلسطين دون وجه حق.

 

ولا يمكن لأي مواطن عربي أن ينسى للوزير البحريني موقفين مثيرين في هذا الموضوع؛ الأول: يتمثل في دعم العدوان الإسرائيلي على سوريا قبل أقل من شهر، إذ غرّد آل خليفة قائلاً: “طالما أن إيران أخلّت بالوضع القائم في المنطقة واستباحت الدول بقواتها وصواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة ومنها “إسرائيل” أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر”، على حدّ قوله.

 

هذا الكلام لاقى صدىً واسعاً في “إسرائيل” وتم الترحيب به وكأنه الدواء لجروح الصهاينة، حتى أن وزير الاتصالات في كيان العدو الصهيوني، أيوب قرا، وصف تعليق وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة على العدوان الصهيوني على مواقع سورية بأنه “دعم تاريخي”.

 

الثاني: كان قاسياً على كل مواطن عربي يؤمن بأن “إسرائيل” عدو محتل، حيث هاجم وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، قبل ما يقارب العام منفذي عملية القدس البطولية في القدس المحتلة، فكتب على حسابه على “تويتر” إن العملية تنتهك المعاهدات الدولية، وقال الوزير في تغريدته عبر صفحته الرسمية: “الصلاة في المسجد الأقصى حق للمسلمين لا يمسّ ولا يمنع، أما مسألة قتل شرطة الاحتلال فتحكمها المعاهدات وبالأخص اتفاقية جنيف الرابعة”.

 

نريد أن نسأل الوزير الحنون المتعاطف مع الصهاينة، هل احتلال فلسطين جاء وفقاً للمعاهدات الدولية وهل اعتبار القدس عاصمة لـ “إسرائيل” هو حق للصهاينة وفق القوانين الدولية؟!، إلباس الحق بالباطل ليس من عاداتنا، فمن أي كوكب أتيت يا سعادة الوزير.

 

الجميع هاجم آل خليفة حينها بسبب هذا الموقف الصادم والمتحيّز للصهاينة، وكتب حينها المحامي حواس الشمري: “إن لم يسعك قول الحق…فلا تصفّق للباطل.. ما هذا التصهين؟ ألا تخجل؟ ألا تستحي؟ إن لم تستح من البشر فاستح من الله فإنك ملاقيه”. وقال سعيد الحاج في تغريدته: “المسجد الأقصى أرض محتلة وفق القانون الدولي، والعملية استهدفت جنوداً مدججين بالسلاح يقتحمون ويدنسون المسجد، أمتأكد أنك وزير خارجية”؟!، وردّ محمد المدهون عبر صفحته في تويتر: “كعادتك دائماً تصطف إلى جانب الاحتلال الإرهابي، هؤلاء الجنود الذين قتلوا اليوم هم الذين يمارسون أبشع الانتهاكات بحق رجال ونساء وأطفال الأقصى”.

 

الخلاصة، كل ما يصدر عن الوزير البحريني ينمّ عن إفلاس لا أكثر، ويمكن اعتباره هروباً من الواقع أو الحقيقة المرّة التي يحبسها الوزير في داخله ولا يستطيع البوح بها، فمن عجز عن خلق جسور تواصل مع شعبه ومن يكتب لرئيس الكيان الصهيوني السابق شمعون بيزيز عند وفاته، “أرقد بسلام”، لا يمكن أن تستبشر منه السلام.

قد يعجبك ايضا