كيف سيكون واقع من يخالفون هدى الله

|| من هدي القرآن ||

{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (البقرة: من الآية253). هذه القضية يكون منشؤها عند البعض من معتقدات غير لائقة بالله سبحانه وتعالى، وكأنه شاء ذلك منهم! شاءه مشيئة نافذة أي هو أراد لهم أن يختلفوا أراد لهم أن يقتتلوا! البعض يقولون في الأخير هكذا! هذه قضية غير صحيحة. في الجانب الآخر يأتي أيضاً تأويل فيه نوع من التعسف أنه كيف نحاول أن نجعل {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا} (البقرة: من الآية253) بالشكل الذي تكون لائقة بتنزيه الله سبحانه وتعالى! لكن عندما نعرف قضية هامة: الغاية من خلق الإنسان هنا في الأرض، واستخلافه في الأرض هي غاية مهمة، غاية نهايتها الشهادة بكمال الله سبحانه وتعالى ـ  كما تحدثنا في درس سابق ـ الشهادة بكمال الله، الشهادة بقدسية الله، بجلاله، بعظمته، بحكمته، بعلمه ، برحمته، بكل ما تعنيه أسماؤه الحسنى.

 

لأنه بعد أن يأتي برسل على هذا المستوى العالي، ويأتي ببينات على هذا المستوى العالي، فانظر أنت في الأخير كيف ستكون نتيجة من يخالفونه، وكيف سيكون الآخرون ممن هم لا يهتمون بما يقدم إليهم من هدى، وبينات على أيدي هؤلاء الرسل، ومن داخل هذه الكتب الإلهية، كيف سيكون واقع من يخالفون هدي الله؟ أليس هذا في حد ذاته مما يعطينا شهادة على عظمة هدى الله؟ على عظمة رحمة الله؟ على حاجة الناس كل الناس إلى أن يتلقوا بإصغاء واهتمام لما يأتي من عند الله؟ وإلا ستكون النتيجة هكذا؟.

 

إذاً فالموضوع شهادة، ولهذا نقول: أن الإنسان يكون دوره هنا، أعني: المجتمع البشري، المجتمع البشري رغماً عنه، رغماً عنه ولو حصل على يده ما حصل من مخالفات فإن كل ما يعمله هو يشهد، تلك الأخطاء التي يعملها، ذلك الضلال الذي هو فيه يشهد بعظمة هدى الله، لأنه[ وبضدها تتميز الأشياء] هذه قضية واضحة.

 

ولهذا نحن نقول أكثر من مرة : يجب أن ننظر إلى القضيتين مع بعض ، أن تعرف أن الجانب السلبي هو يمثل شهادة أيضاً، شهادة بطريقة أخرى، أي: أنظر عندما لا يسير الناس على هدى الله كيف سيكونون؟ عادة يكونون مختلفين، أو الذين يتجهون إلى المخالفة المتعمدة قليل في المجتمع، قليل، لكن هذا القليل يواجه ساحة من الكثير الذين ما كانوا يهتمون بالشكل المطلوب، عندما يقدم لهم هدى الله، ولهذا نحذر دائماً من قضية: [القضية معروفة الموضوع معروف] وأنها قضية يجب أن تنسف من أذهاننا، دائماً تكون مهتماً مفتحاً وإلا ستكون ضحية أنت للآخرين، النوعية، هذه وسيكون الضحية، هؤلاء البسطاء هم يقاتلون فيما بينهم، ويجعلونهم محرقة لأهوائهم، محرقة لضلالهم، محرقة لبغيهم وتعديهم .

 

الذين يتجهون إلى المخالفة المتعمدة يكونون نوعية من البشر قليل ، وقد قال لنا في القرآن بأن هناك نوعية من الناس نوعية لا ينفع فيه شيء ولا يسمع لشيء ، ولا يتجه لشيء ، هذه النوعية ستبقى غير مؤثرة إذا ما كان الباقون  ـ الذين ليس لهم الدوافع ـ مهتمين بالشكل المطلوب عندما يقدم لهم هدى الله، دوافع البغي والتعدي ليست قائمة عند الكثير من الناس هذه ، لكن هم ـ عادة ـ يصبحون ضحية بساطتهم عندما كان يقدم لهم هدى الله على يد أنبيائه ومن داخل كتبه، وعلى أرقى مستوى ، ثم لا يصغون بالشكل المطلوب، ويلتزمون حرفياً، ويقدرون القضية حق قدرها ، ويهتمون بها اهتماماً كبيراً بمعنى: أنه هكذا قدم الله هداه ونبه الناس على أنه يجب أن يتفاعلوا بإيجابية مع هداه وإلا فليجربوا أنفسهم وليذوقوا وبال إهمالهم ، وبساطتهم ، وعدم تفاعلهم.

 

لاحظ كيف تنتهي المسألة؟ هذه قضية بهذا الشكل لا نحتاج نقول: نربطها بعقيدة سيئة بالنسبة لله تتنافى مع قدسيته وجلاله، ولسنا بحاجة إلى تمحلات من ذلك النوع على أساس أنه فيما يتعلق بقضية: [ الأفعال ] أي: أن الله هو الذي حرك أيديهم ليقتلوا بعضهم بعض! ليست المسألة هذه.

 

لاحظ موقف أمير المؤمنين لتعرف كيف المسألة، موقف الإمام علي عندما يقول البعض: لماذا لم يتحرك الإمام علي ويذهب يقاتلهم ولو ضحى بنفسه، لو لم يكن إلا هو وأولاده؟ لا، إنك لاحظ هذا المجتمع قدم له هدى الله على أرقى مستوى ، ومن الهدى الذي قدم له على أرقى مستوى أن قال لهم: تمسكوا بهذا الشخص [علي] وهم يعرفون علياً من أول يوم في الإسلام ، يعرفون علياً في معارك الإسلام ، يعرفونه في كل المواطن ، يعرفون مدى اهتمام النبي (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) به لم يقل: ((من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه)) في مجلس معين ، أو في زاوية من زوايا المسجد ، أو لأربعة أو لخمسة ، في يوم ظاهر شاهر ـ كما يقول الناس ـ ويوم شمس مشرقة، أعني: نور واضح ، حتى لا يقولون: كان هناك ضباب لم ندر ، ولا رأينا من هو الذي رفعه ، شمس واضحة ، وصحراء بينة، لا يوجد فيها إلا أشجاراً معدودة التي وقف تحتها حتى لا يقولون: [كان هناك شجرة ما عرفنا والله من هو الذي قام معه، كان قدامي شجرة سدر، أو طلحة ، أو أي شيء من هذا].

 

أليست صحراء واضحة؟ وشمس محرقة؟ أي نور واضح، لا ضباب ولا أشجار، ولا صخرات، ولا مطبات، ولا شيء أمامهم، قضية واضحة، ثم ترص له أقتاب الإبل يعني: أن هناك جمع، أن يكون هناك عدد كبير من أقتاب الإبل ترص له، أليس هذا يعني شهادة: بأن هناك أناس كثير حاضرين لا يمكن أقتاب إبل إلا والإبل كثيرة، ولا إبل كثيرة إلا ويوجد ناس؟ أليس هذا شيء معلوم؟ ثم يصعد ولا يطلع هو لوحده، وهم يعرفونه، ويعرفون صوته، ويصعد معه بالإمام علي.

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

قد يعجبك ايضا