بالمختصر المفيد.. العدوان المهزوم وشعبنا المظلوم

موقع أنصار الله || مقالات ||  عبدالفتاح علي البنوس

 

يكثر الحديث هذه الأيام في شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية الموالية للعدوان والتابعة له، وحتى في أوساطنا المحلية وخصوصا أولئك الذين تتسم مواقفهم تجاه العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا بالمراوغة والتذبذب وخصوصا عقب فتنة ديسمبر من العام الماضي حيث يتم نشر الأراجيف وبث الدعايات والأخبار الكاذبة بهدف خلق حالة من الرعب والقلق النفسي في أوساط المواطنين في محاولة منهم للدفع بهم لارتكاب حماقات وممارسات تصب في مصلحتهم وتخدم أهدافهم، ظنا منهم بأن حرب الشائعات والأراجيف السرابية ستحقق لهم النصر وستقودهم نحو السيطرة على ميناء ومحافظة الحديدة، وهي المهمة التي طلبتها أمريكا من المبعوث الأممي مارتن غريفيت، والذي بدوره منحهم ثلاثة أشهر لحسم معركة الساحل الغربي كخطوة إستباقية لقيامه بعرض ما أسماها خطة السلام في اليمن ومع قرب انقضاء هذه المهلة دون تحقيق الهدف الرئيسي لها، هاهو المبعوث الأممي يستأنف نشاطه بزيارة الدنبوع في الرياض بعد تسريب تصريحات أممية تحدثت عن خطورة الأوضاع في الحديدة وضرورة إيقاف الهجوم الواسع الذي تشنه قوى العدوان على الساحل الغربي وبالتحديد محافظة الحديدة وهي تصريحات تأتي لحفظ ماء الوجه والتغطية على الفشل وإظهار ما حصل على أنه انسحاب من أجل الحفاظ على الحديدة وسكانها، ولا أستبعد أن يحمل غريفيت في زيارته المتوقعة لبلادنا تهديدات وشروطاً جديدة لقوى العدوان للضغط على القوى الوطنية وإجبارها على الخنوع والخضوع لمشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية .

هذا ليس بمستبعد من المبعوث الأممي والذي سبق وأن وعد بفتح مطار صنعاء الدولي في زيارته السابقة، ولكن وعده تبخر في الهواء، وذهب للتماهي مع قوى العدوان بمنحهم مهلة للسيطرة على ميناء الحديدة من أجل فرض أجندتهم وتضييق الخناق علينا وإجبارنا على الاستسلام وهذه هي خلاصة خطة السلام المزعومة التي يتشدق بها غريفيت منذ تعيينه ، وهو الذي يشاهد المجازر والانتهاكات اليومية لقوى العدوان ويقف حيالها متفرجا وإذا ما عرج على ذكرها باستحياء نجده يذهب في ذات الوقت لانتقاد الهجمات الصاروخية الباليستية التي تضرب على السعودية ضمن وسائل الرد على جرائم العدوان، كل ذلك في الوقت الذي لا تزال كفة أبطال جيشنا ولجاننا وأبناء القبائل اليمنية الغيورة هي الراجحة وهي صاحبة الغلبة .

قبل أيام كشفت السلطات السعودية عن الخسائر البشرية التي تعرضوا لها خلال شهر مايو المنصرم والتي وصلت نحو 73 قتيلاً وما يقارب 22جريحا وهي إحصائية صادمة للعدو السعودي، هذا بخلاف القتلى والجرحى في صفوف مرتزقته كل هذه الأعداد تؤكد على الهزائم المتكررة التي يتعرض لها العدوان والتي لم تعد طي الكتمان كما كان في بداية العدوان وهو الأمر الذي يفسر قيام السلطات السعودية بإعادة المفصولين في الجيش بما في ذلك من فصلوا على ذمة قضايا مخدرات وحشيش، ومع مرور الأيام سيتواصل نزيف الدم والمال السعودي والإماراتي وسيجد السعودي والإماراتي نفسيهما غير قادرين على مواصلة هذه المغامرة الأمريكية ولكن بعد أن يكون الفأس قد وقع على الرأس ولا مجال أمامهما للعودة إلا إذا ما قرر اسيادهما الأمريكان ذلك، ولن يتأتى ذلك إلا بعد أن يتأكد الأمريكي بأن ضروع البقرة الحلوب قد جفت ولم تعد تمثل لهم مصدر إغراء ، حينها سيتم رفع اليد الأمريكية عنهما لتبدأ مرحلة الحساب والعقاب على الطريقة الأمريكية .

بالمختصر المفيد، هزيمة العدوان ومرتزقته باتت وشيكة بفضل الله وتأييده، ومظلومية شعبنا اليمني المعتدى عليه والمنتهكة سيادته هي من ستعجل بها ، وهي من سترينا في آل سعود وآل نهيان وكل من شارك في هذا العدوان من مرتزقة الخارج والداخل عجائب قدرة الله فيهم عن قريب بمشيئته التي لا غالب ولا قاهر لها.

صوما مقبولا وذنبا مغفورا وعملا متقبلا وإفطارا شهيا .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا