المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم ينتصر لحقوق الفلسطينيين

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي

شكّل قرار المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم إلغاء مباراته التي كانت مقرّرة في القدس المحتلة مع الكيان الإسرائيلي، تأكيداً جديداً على  فشل الجهود الإسرائيلية الرامية لطمس حقوق الشعب الفلسطيني دولياً، بعد أن أثارت المباراة اعتراضات شعبية واسعة استهدفت خصوصاً مشاركة نجم نادي برشلونة الإسباني ليونيل ميسي الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين والمسلمين.

إعلان عزوف كبار نجوم كرة القدم في الأرجنتين عن خوض مباراة “ودّية” مع كيان الاحتلال جاء هذه المرة من عميد الدبلوماسية الأرجنتيني الموجود حالياً في واشنطن والذي أكد أن اللاعبين والمدرّب لا يرغبون في خوض هذه المباراة مشدداً على أن الجهاز الفني للمنتخب الأرجنتيني غير متحمس أبداً لهذه المباراة.

وفي السياق ذاته أكدت صحف رياضية معروفة أن اعتراضات جديّة سُجّلت من اللاعبين الأرجنتيين للذهاب إلى القدس المحتلة، وكان في مقدمة المعترضين قائد الفريق ليونيل ميسي، وزميله السابق في برشلونة ماسكيرانو، أما سامباولي، فقد قال في وقت سابق معترضاً على المباراة “لست أنا صاحب قرار من يلعب وأين، ولكن من الواضح أننا نرغب بالتخلي عن هذه المباراة والبقاء في برشلونة”، في حين أشاد الدولي الأرجنتيني غونزالو هيغواين نجم يوفنتوس الإيطالي بقرار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم إلغاء مباراة منتخب التانغو الودّية مع الكيان الإسرائيلي في القدس المحتلة والتي كانت مقررة السبت القادم، وعلق هيغواين على قرار إلغاء المباراة، في مقابلة مع شبكة“espn”، قائلاً: “لقد فعلوا أخيراً.. الشيء الصحيح

القرار الأرجنتيني بإلغاء مباراة كرة القدم مع الكيان الإسرائيلي أثار جنون قادة الاحتلال على أعلى المستويات وسارع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو إلى التواصل مع رئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري هاتفياً في منتصف الليل لحثّ منتخب بلاده على التراجع عن قرار إلغاء مباراة كرة القدم.

ولكن محاولات نتنياهو لم تلقَ آذاناً صاغية عند الرئيس الأرجنتيني الذي ذكّر نتنياهو بأن قرار اتحاد كرة القدم في بلاده قرار سيادي ولا يحق للسلطة السياسية العبث في شؤون كرة القدم التي تعتبر أكثر المواضيع أهمية وإثارة لشعوب أمريكا اللاتينية ومن بينهم بطبيعة الحال الشعب الأرجنتيني، الذي يخط اسم النادي المحلي الذي يشجعه على قبره، وأكد ماكري لنتنياهو أنه لا يملك قدرة التأثير في هذا الشأن.

كما أن إدلاء وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بدلوه في قضية إقامة المباراة يشير إلى البعد الكبير لقرار إلغائها إذ أعرب ليبرمان عن أسفه لإلغاء المباراة، معتبراً أن الفريق الأرجنتيني خضع للذين يضمرون الكراهية لـ “إسرائيل”، مضيفاً إنه “من المؤسف أن فريق كرة القدم الأرجنتيني لم يقاوم ضغوط الذين يضمرون الكراهية لـ “إسرائيل”، وهدفهم الوحيد انتهاك حقنا الأساسي في الدفاع عن أنفسنا وتدمير إسرائيل”، حسب زعمه.

قرار المنتخب الارجنتينيّ بإلغاء المباراة الودية مع الكيان الإسرائيلي يعدّ نجاحاً جديداً يضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققها حركة مقاطعة “إسرائيل”  BDS التي تحركت على مستويات عديدة لفضح الكيان الإسرائيلي في المحافل الدولية والأخيرة، التي أكدت الدور الكبير الذي لعبه نجم المنتخب الأرجنتيّني وفريق برشلونة الإسباني “ليونيل ميسي” في قرار إلغاء المباراة فضلاً عن ضغط اللاعب الأرجنتيني خافيير ماسكرانو والمدرب خورخيه سمباولي، خاصة بعد افتضاح الهدف غير المعلن لهذه المباراة “الوديّة” وهو تبييض الجرائم الإسرائيلية ضمن “احتفالات” مرور سبعين عاماً على النكبة، والتي خلّفت أكثر من 120 شهيداً فلسطينياً سقطوا بنيران جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة المحاصر.

ومنذ اللحظة التي اتخذت فيها وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية ميري ريغف قرار نقل المباراة إلى القدس، قام الفلسطينيون بجهد كبير لمنع إقامة المباراة، وتحركوا على عدة مستويات وخاطبوا كل هيئة ذات صلة بالموضوع، وما أثر على الموضوع بشكل كبير التحذيرات التي أطلقتها عدة منظمات حقوقية ودولية للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم من أن فرصه باستضافة المونديال عام 2030 قد تتأذى، إذا قرر إجراء المباراة في القدس المحتلة التي تشكّل أبرز بؤر الصراع المتجدد في منطقة الشرق الأوسط، فبحسب ما هو معلن فإن بوينس آيرس تسعى لاستضافة كأس العالم عام 2030، وخوض تلك المباراة سيلطّخ سجلها أمام المصوّتين، خاصة إذا استند الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على خلطها الرياضة بالسياسة، الأمر الذي ألمح إليه رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في مؤتمره الصحفي تعقيباً على الأزمة.

وعلى المستوى الإعلامي داخل كيان الاحتلال، اعترفت أغلب وسائل الإعلام الإسرائيلية أن قرار إلغاء مباراة كرة القدم بين المنتخب الأرجنتيني والمنتخب “الإسرائيلي” يعدّ انتصاراً للفلسطينيين ولحقوقهم ويشكل خيبة أمل كبيرة في الكيان الاسرائيلي الذي مهما حاول وسعى جاهداً لاكتساب مزيد من الاعتراف الدولي تعود قضية مثل هذ لتذكره بأنه كيان احتلال ليس أكثر، ولن يستطيع تزييف التاريخ والحاضر، والتعامل معه يعدّ عالمياً وصمة عار، خاصة إذا كان قرار التعامل معه صادر عن مستوى شعبي وليس عن مستوى سياسي.

وكالعادة وفي مساعيها لشيطنة أي قرار يقف مع حقوق الشعب الفلسطيني، شنّت وسائل الإعلام في الكيان العبري حملة إعلامية كبيرة للترويج بأن سبب قرار إلغاء المباراة هو خوف ليونيل ميسي على حياته بعد أن تلقّى هو وزوجته سلسلة من التهديدات في حال تمت إقامة المباراة، وهو ما تم إشاعته “إسرائيلياً” كتبرير لفشل السياسية الإسرائيلية داخلياً، ولإظهار الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي بمظهر الإرهابي الذي يلجأ إلى أساليب عنيفة، وهي السياسية التي تبرع “إسرائيل” وأدواتها الإعلامية في تلفيقها.

قد يعجبك ايضا