قائد الثورة ومعادلة الرعب الجديدة.. قادة العدوان تحت مرمى سلاح الجو المسير
موقع أنصار الله || صحافة محلية ||جمال محمد الأشول “صحيفة الثورة”
دخل العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني مرحلةً جديدة عنوانها ” قادة تحالف العدوان والمرتزقة تحت رحمة سلاح الجو المسير “، وقد حملت هذه المرحلة في طياتها رسائل ما فوق استراتيجية تقلب موازين القوى وتشكل معادلة الردع . ولا شك أن دخول سلاح الجو المسير المعركة بكثافة لا يمكن للقيادة السعودية والإماراتية ومرتزقتهما التغافل عن المرحلة الجديدة وتداعياتها على العدوان والداخل في آن واحد.
يبدو واضحاً أن الجيش واللجان الشعبية يستخدمون سياسة التصعيد التدريجي تنفيذاً لمقولة “معركة النفس الطويل” في وجه العدوان، لذلك يعتبر قرار استخدام الطائرات بدون طيار بعد 3 اعوام ونصف على الحرب ، يثبت ما توعد به السيد عبدالملك الحوثي من تطوير القدرات العسكرية بحراً وجواً وبراً ، الأمر الذي شكل قلق ورعب لدى قادة تحالف العدوان والقوات الموالية لها ، امتلاك الجيش واللجان الشعبية لهذا النوع من السلاح القادر على تغيير موازين الحرب، فما هو موقع معادلات السماء في المعارك المقبلة على الأرض؟ وما هي الرسائل التي حملها “سلاح الجو المسير” في رحلته إلى عدن المحتلة ؟
قبل الدخول في شرح الرسائل والدلالات لابد من سرد مقدمة نعرض من خلالها تفاصيل عملية استهداف مقر قيادات تحالف العدوان في البريقة بعدن والتي ادت إلى وقوع انفجارات كبيرة بحسب افادة شهود عيان بسماعهم دوي انفجار كبير في الموقع المستهدف ،
الناطق الرسمي باسم القوات الجوية، العميد عبدالله الجفري اكد أمن هذه العملية غيرت قواعد اللعبة العسكرية، وأيضاً غيرت الاستراتيجية من خلال المسرح العملياتي للمعارك ، موضحاً أن تطوير الطائرات بدون طيار جاءت عبر كوادر وضباط يمنية خالصة، استطاعوا أن يغيروا هذه المعادلة على صعيد المعركة، وأيضاً استطاعوا أن يوصلوا رسالة، تؤكد أن قيادة التحالف لم تكن في مأمن اليوم، وعليهم أن يعيدوا حساباتهم .
عملية استهداف مقر قيادات تحالف العدوان في البريقة بعدن ، للمرة الأولى وضعت عدن الخاضعة لسيطرة التحالف ، بمثابة رساله للسعودية والإمارات ، مفادها “أن تحركاتكم وتجمعاتكم لن تكون بعد اليوم في مأمن”، وأن عليكم اعادة حساباتكم ” .
رسائل ودلالات
لقد شكل استهداف مقر قيادات تحالف العدوان في البريقة بعدن ، للمرة الأولى ، علامة فارقة في مجرى الحرب، ومعادلة ردع جديدة ، وحملت العملية في طياتها رسائل ودلالات عدة أبرزها:
أولاً: التهديد الذي أطلقه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ضد تحالف العدوان ، بانه سيفاجئ دول التحالف بالمنظومات الصاروخية الحديثة والمتطورة، وحتى على مستوى الطائرات المسيرة من دون طيار ، يثبت ما وعد به ، ويعد بمثابة اعلان عن معادلات وموازين قوى جديدة لهزيمة تحالف العدوان .
ثانياً: المعركة مع العدوان شاملة لا تحددها جغرافيا معينة ، فمدينة عدن وباقي المحافظات المحتلة ستحرر من الغزاة ، فيما وضعت قيادة تحالف العدوان والقوات الموالية له الموجودة في عدن وباقي المحافظات او العمق السعودي والإماراتي وأي دولة مشاركة في العدوان ، تحت نيران السلاح الجوي وهو ما يثير قلق ورعب التحالف كونهم وقعوا في دائرة استهداف سلاح الجو المسير .
ثالثاً: تطوير القدرات العسكرية للجيش واللجان الشعبية جواً وبراً وبحراً ونتيجة المعادلات الجديدة التي يثبتها قائد الثورة ، منها دخول الطائرات بدون طيار المعركة بقدرات تقنية متطورة وحديثة لا تتمكن رادارات العدو من اكتشافها او اسقاطها ، يمثل انتقال من الدفاع في توازن الردع، إلى الهجوم في معادلة تعدد الجبهات وتوسيعها لمواجهة الجذر المؤسس لاحتلال الأرض والعدوان .
رابعاً: لا يمكن لتحالف العدوان أن يتجاهل سلاح الجو المسير المتطورة والضربات التي نفذها مما يثير رعب وقلق قادة العدوان ،وهو ما أكدت مرة أخرى أن تهديدات قائد الثورة ليست من فراغ، وأن الأيام المقبلة ستحمل “مفاجآت” يمكن أن “تغيّر مجرى الحرب”، وفق ما توعّدت به قوات الجيش واللجان.
خامساً : التطوير الكبير في سلاح الجو المسير لها ابعاد استراتيجية يُشار إليها ببنانٍ مرتعد كأكثر المخاطر التي تهدد أمريكا وتحالفها العدواني وقد يكون من بينها تراكم خبرات وقدرات الجيش واللجان الشعبية على أرض المعركة ، رغم فارق الامكانات العسكرية واللوجستية التي تمتلكها 17 دولة اجنبية وعربية من دول العدوان بترسانتها وجيوشها ومرتزقتها .
سادساً: فرض مرحلة جديدة من اختبار استراتيجية “النفس الطويل”، حيث اختارت الهدف والسلاح والتوقيت بدقّة عالية، ولا شك أن الرسالة التي أرادت إيصالها قوات الجيش واللجان الشعبية لتحالف العدوان قد وصلت. وعندما تعلن وزارة الدفاع على لسان وزيرها ، أن الايام القادمة ستحمل مفاجآت كبيرة تكون مزلزلاً على السعودية والإمارات “، يعني أن قادة العدوان بات تحت مرمى “الطائرات بدون طيار” .
اما ملخص النتائج التي ستحكم المرحلة الجديدة ، فهي براينا ستشكل انقلابا في المشهد العام لقواعد الاشتباك معسكر الدفاع ومعسكر العدوان ، حيث ستجد قوى العدوان نفسها و قد خسرت ورقة التهديد بالحرب في التفوق الجوي برغم فارق الامكانيات العسكرية، و الزمت بمعادلة ردع استراتيجي توسعت من اليمن إلى العمق السعودي وربما الإماراتي جوا مع البر طبعا بالنسبة للسعودية ، و في هذا خسائر استراتيجية كبرى لحقت بدول العدوان اولا وأمريكا ثانياً .