الجيش السوري يستعيد ’مسحرة’ في ريف القنيطرة
|| أخبار عربية ودولية ||
دخل الجيش السوري بلدة مسحرة التي تبعد عن الجولان السوري المحتل مسافة اثني عشر كيلو مترًا، والتي فر مسلحوها باتجاه بلدة نبع الصخر في ريف القنيطرة. عملية الجيش العسكرية بدأت مع الساعات الأولى من فجر يوم أمس الأحد بعد تمهيد ناري كثيف أعقبته اشتباكات مع “النصرة” التي سرعان ما فضَّل عناصرها الفرار على المواجهة.
مصادر محلية في محافظة القنيطرة أفادت موقع العهد الإخباري بأن أصوات انفجارات مدوية سمعت في أرجاء محافظة القنيطرة وأرجاء الغوطة الغربية نتيجة الغارات المكثفة لسلاح الجو السوري على مواقع المجموعات المسلحة في التلال الحاكمة وبعض قرى مثلث الموت، وذلك عقب دخول قوات الجيش السوري والقوات الرديفة إلى بلدة مسحرة مع ساعات الصباح الأولى.
ومعلوم بأن بلدة مسحرة تقع شرق مركز محافظة القنيطرة بمسافة اثني عشر كيلو مترًا، وتبعد مسافة عشرة كيلو متر عن أول دورية صهيونية في الجولان السوري المحتل، وهي مدينة تشتهر بآثارها البيزنطية والرومانية.
مصدر عسكري سوري تحدث لموقع العهد الإخباري عن الأهمية العسكرية الكبيرة لبلدة مسحرة نتيجة وقوعها على الطريق الواصل بين ريفي درعا الشمالي ووسط محافظة القنيطرة، حيث يمر من خلالها طريق الطيحة – مسحرة الممتد حتى ممتنة ونبع الصخر التي فر إليها المسلحون، كما تستمد أهميتها من وقوعها بين مجموعة من أهم تلال الجنوب وهي: تل الشعار وتل بزاق وتل كروم جبا وتل المال على اتجاه مثلث الموت، ويقع على طرف البلدة التل الاستراتيجي المعروف باسم تل مسحرة على ارتفاع من 600 – 750 متر وتسيطر عليه المجموعات المسلحة، والذي يعتبر منطقيا الهدف العسكري المقبل للجيش السوري.
خرجت بلدة مسحرة عن سيطرة الحكومة السورية في العام 2013 عندما قامت المجموعات المسلحة بالإستيلاء على معظمها والتوسع على أطرافها لتصبح إداريا وبشكل كامل تحت سيطرة الإرهابيين في العام 2014.
أما المجموعات الإرهابية التي كانت متواجدة هناك فهي “هيئة تحرير الشام” التي كانت تسيطر على التل وتَحكم البلدة تنظيميا، ويضاف إليها مجموعات “لواء شهداء القنيطرة” و”ألوية العز” و”ألوية الناصر” وعدد قليل من عناصر فصيل “ألوية الفرقان”.
الحكومة السورية كانت قد طرحت في أوقات سابقة عدة مشاريع للتسوية مع المجموعات المسلحة المتواجدة هناك، وكان أبرز بنودها إعادة فتح طريق جبا باتجاه قطاع الريف الأوسط، إلا أن الأوامر الصهيونية صدرت في ذلك الوقت لقادة الميليشيا المتعاملة مع جيش العدو الصهيوني وأبرزهم أبو هزاع ممتنة وأبو جعفر ممتنة، وقضت بمنع المدنيين من الدخول والخروج عبر هذا الطريق، كما أن عمليات تصفية جرت بإيعاز من هؤلاء العميلين لعدد كبير من قادة المجموعات المسحلة، التي أعلنت رغبتها في خوض غمار التسويات مع الجيش السوري الذي حسم أمره أخيرا ودخل البلدة فاتحا.