من الفراغ الرئاسي إلى النفايات لبنان .. أزمة تلد أخرى

 

تتوالى الأزمات في لبنان يوما بعد يوم ففي الوقت الدي يعيش فيه هذا البلد أزمة فراغ دستوري نتيجة فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ أكثر من عام وصولا الى عدم إجراء الانتخابات التشريعية يشهد لبنان اليوم أزمة جديدة وهي أزمة تراكم النفايات التي تزداد حدة في بلاد الارز حيث خرج المئات من البنانيين للاحتجاج على عجز الحكومة عن معالجة أزمة النفايات المستمرة منذ أكثر من شهر وحدثت صدامات مع القوى الأمنية أدت إلى إصابة عشرات الأشخاص من المحتجين وعناصر الأمن وهي أزمة قد تجعل لبنان على صفيح ساخن وهو ما خرج من رئيس الحكومة تمام سلام الذي قال: إن الأزمة في البلاد لم تعد تقتصر على النفايات في الشوارع بل هي في الأصل أزمة نفايات سياسية تعاني منها البلاد.

وفي هذا السياق قرر المحتجون ضد الحكومة اللبنانية على خلفية أزمة النفايات إرجاء مظاهرتهم التي كانت مقررة مساء أمس الاثنين الى يوم السبت المقبل بعد مواجهات عنيفة ليلا مع القوى الأمنية في وسط بيروت، وأكد المنظمون أن القرار لا يعني انتهاء تحركهم.
وأعلنت حملة “طلعت ريحتكم” المنظمة للتحرك وتضم ناشطين في المجتمع المدني في مؤتمر صحفي أنه “تم تأجيل التظاهرة الى السبت القادم وان “الحراك لم ولن يتوقف، تأجيل تحرك أمس الاثنين إلى موعد آخر في الأسبوع ذاته ليس تراجعا إنما نحتاج إلى إعادة تقييم وترتيب المطالب، لم ولن نتخلى عن أحد ولا عن المطالب المحقة”.
وجاء قرار تأجيل التحرك بعد يومين من التظاهر في وسط بيروت احتجاجا على عجز الحكومة عن إيجاد حل جذري لأزمة النفايات المنزلية في بيروت ومحافظة جبل لبنان.
لكن الاحتجاجات تحولت إلى مساحة للتعبير عن الإحباط من قضايا أخرى مع مطالبة المعتصمين بوضع حد للفساد المستشري والأزمة السياسية وإصلاح البنى التحتية في البلاد، في ظل شغور موقع الرئاسة المستمر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو 2014م.
وتخللت التظاهرات في اليومين السابقين مواجهات بين عدد من المحتجين والقوى الأمنية أسفرت عن إصابة العشرات بجروح من الجانبين.
وأفاد الصليب الحمر اللبناني بأنه نقل 59 جريحا على الأقل إلى المستشفيات ليل الأحد وعالج 343 شخصا ميدانيا جراء إصابات طفيفة.
واندلعت الاشتباكات بعد انضمام مجموعة من نحو مئتي شخص ليل أمس الأول إلى المتظاهرين السلميين في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، وإلقائهم الحجارة وعبوات المياه على القوى الأمنية التي ردت بإطلاق خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.
ودعا رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ظهر أمس الأول المتظاهرين إلى التهدئة، مؤكدا استعداده للقاء وفد منهم والاستماع إلى مطالبهم.
وقال في مؤتمر صحافي: “الخميس أمامنا جلسة منتجة، فإذا لم تكن كذلك لا لزوم لمجلس الوزراء من بعدها”، موضحا أن جدول الأعمال يقتصر على قضايا “حياتية” و”ملحة”.
واعتبر سلام أن استمرار القوى السياسية في تعطيل عمل مجلس الوزراء سيوصل البلاد إلى “الانهيار”، مشيرا إلى أن تلويحه في وقت سابق بتقديم استقالته لا يزال خيارا مطروحا على الطاولة.
وغرقت بيروت ومدن وبلدات جبل لبنان، وهي من المناطق السكنية الأكثر كثافة، في القمامة بعدما أقفل مواطنون في 17 يوليو الماضي بالقوة المطمر الأكبر في البلاد في منطقة الناعمة، على بعد حوالي عشرين كلم جنوب بيروت والذي كانت تنقل إليه نفايات هذه المناطق على مدى السنوات الماضية.
وفي 26 تيوليو، استؤنفت عملية جمع النفايات من الشوارع، لكنها باتت تنقل إلى أماكن غير شرعية وغير مؤهلة ما يثير نقمة متزايدة تجاه الحكومة والأجهزة المعنية.

قد يعجبك ايضا