أعزة على الكافرين إلى الدرجة التي تجعل قوتك محط جاذبية للآخرين
|| من هدي القرآن ||
أعزة على الكافرين إلى الدرجة التي تجعل قوتك محط جاذبية للآخرين، أي ليست قوتك وشدة بأسك وفتكك بالشكل الذي يثير الآخر عليك، ما تحصل بهذا، قدمها بطريقة متكاملة عجيبة جداً، هنا يأتي وفاء، التزام بالمبادئ في الصراع مع الآخر، وشدة بأس.
فالأمة التي تكون على هذا النحو ستقدم بهذا الدين، وبهذا القسط الذي هو من عند الله شهادة للآخرين ينجذبون، حينئذ سيرى الطرف الآخر أمامه أمة وفية، ملتزمة، مبدئية، قوية جداً، تشكل أملاً، هو لن يقول: أمة ليست شيئاً، وضعيفة. لماذا الآن الكثير من العرب قد يكونون ينظرون إلى أمريكا كأمل تحررهم من حكومات عانوا منها، أليس هذا حاصل على ما كنا نسمع فعلاً داخل عراقيين أو سوريين أو سعوديين لماذا؟ لأنهم يعتبرون أمريكا قوية، يقول: فعلاً قوية تضرب ولو فيها عدوان لكن عندهم إذا قد هي ستخلصهم، أليسوا هنا قد صاروا يعتبرونها محط أمل لكونها قوية؟ إذاً هنا قوة، القوة في الإسلام قدمت لها جاذبيتها، القوة عند أمة ملتزمة وفية، قيم عالية، وفي نفس الوقت تشكل أملاً لتحرير الآخرين من الظلم، من الاضطهاد في أي بلد من البلدان، في الأخير سينجذبون إليها، سينجذبون إليها حتى ربما قد يكون من هم في الميدان، وهذا حصل عند العرب أنفسهم، ألم يحصل؟ في الأخير يراجع حساباته هو، لماذا هو يدخل في عناء كبير مع أمة هي على هذا النحو فتاكة جداً.
الدرس الحادي والعشرون من دروس رمضان صـ15.