تدشينا للمرحلة القادمة.. الصماد في عدن والرياض وأبوظبي
|| مقالات || زيد الغرسي
من خلال الانجازات الاخيرة يتضح ان قيادة الجيش انتقلت لمرحلة استراتيجية جديدة في مواجهة العدوان تمثلت أبرز ملامحها في التالي:
– توسيع النطاق الجغرافي للمعركة كاستهداف مقر قيادة الاحتلال في عدن لأول مرة
– ضرب الاماكن الاقتصادية الحساسة داخل دول العدوان كاستهداف مصفاة ارامكوا في الرياض ومطار ابو ظبي في الامارات …
– استهداف الصف الاول لقيادات مرتزقة العدوان كما حدث في مارب والجوف والبيضاء والتركيز على استهداف هذه القيادات له انعكاسات سلبية على سير المعركة البرية للمرتزقة وتحطيم معنوياتهم المنهارة اصلا وبالتالي خسارة ورقة قوية كان يراهن عليها العدو ….
وفي البحر تأتي العملية النوعية في ميناء المخا لتؤكد ان القوة البحرية جاهزة بأعلى التقنيات للمعركة البحرية اينما يريد العدو وان جغرافية البحر التي كان يستخدمها العدو لصالحه تماما وينطلق منها لمساندة المعركة البرية لم تعد كذلك فقد تحولت الموازين وأصبح البحر خطرا على العدو..
وبالإضافة للقوة الصاروخية التي وصلت لمرحلة المدى البعيد ومنصات تحت الارض يكتمل اركان الرد اليمني الصاروخي والبحري والجوي والبري … وبالتأكيد فان لكل ما ذكر اعلاه تداعيات ورسائل عسكرية واقتصادية وسياسية لا يسمح الوقت لتفصيلها …
هذا التحول الاستراتيجي الميداني جاء بعد عدة مراحل تدريجية شهدتها الحرب منذ بداية العدوان وحتى اليوم وكانت كالتالي:-
المرحلة الاولى: امتصاص ضربة العدو في بداية العدوان واستيعابها بشكل كامل..
المرحلة الثانية: اعادة تنظيم الصفوف بما يحقق الصمود في وجه العدوان ويوقف اي تقدم جديد له والثبات على ذلك..
المرحلة الثالثة: الدخول في مرحلة استنزاف العدو عسكريا واقتصاديا وايصاله لمرحلة استنفاد كامل اوراقه وخياراته بالتوازي مع تخفيف الخسائر العسكرية وتحجيم الاضرار المدنية باكبر قدر ممكن …
المرحلة الرابعة: الانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم على العدو مع بدء استخدام بعض الخيارات البرية والجوية والبحرية التي تم التحضير لها بهدوء خلال الفترات الماضية وتشهد هذه المرحلة تصاعدا لعمليات الرد اليمني على كل المستويات سواء في البر او الجو او البحر وهنا تغيرت موازين المعركة فقد أصبح العدو مدافعا بعد ان كان مهاجما، وهذا في حد ذاته انتصار استراتيجي وتحول في المعركة لصالح الجيش واللجان الشعبية ….
الان تمتلك القيادة الكثير من الخيارات والاوراق التي تضرب بها العدو متى واينما شاءت، بينما هو قد استنزف كل اوراقه ولم يعد يمتلك الا تلقي الضربات تلو الضربات حتى يسقط على الارض ولهذا نجد ان تحركاتهم تفشل قبل ان تبدأ وان محاولات حماية أنفسهم لم تنجح وقد ظهر حجم الافلاس الذي وصلوا اليه حتى على المستوى الاعلامي وأصبحوا يشكون من بعض الامور التي كانوا لا يعيرونها اهتماما في بداية العدوان …
تصاعد الرد اليمني يتم فيه مراعاة مجريات الاحداث في المنطقة وتحولاتها لتحقيق هدفين: الاول ضمان تأثير الرد على دول العدوان وان تكون الضربات مؤلمة ولو كانت قليلة والثاني: التخفيف من ردة الفعل لدول العدوان وتحجيم التأييد الدولي له ومنع استثماره لصالحه وهذا الذي نشاهده اليوم حيث كان العدوان يعمل على حشد تأييد العالم معه بذريعة باب المندب لكنه اليوم لم يلق استجابة واندفاعا دوليا كما كان سابقا بل أصبح تحالفه في تفكك وبدء المجتمع الدولي يعيد النظر في حساباته بما يجري في اليمن …
ولهذا ما يحدث من صمود يمني اسطوري سيكون له تداعيات ايجابية على المنطقة وشعوبها وسلبية على المشروع الامريكي الاسرائيلي بل وتمثل هزيمة التحالف الامريكي السعودي في اليمن نقطة تحول اساسية في تراجع المشاريع التي اعلنتها الادارة الامريكية وأبرزها صفقة القرن …