شكراً أنصار الله لأول مرة يشعر العالم أن باب المندب جزء من خريطتنا
|| مقالات || طالب الحسني
التغييرُ الذي كنا ننشُدُه ونتطلّعُ إليه منذ عقود، لا يقتصرُ فقط على تحسين المعيشة وتوفير العمل، بل أيضاً إخراج اليمن من الغياب عن المنطقة والعالم، إعادته إلى موقعه التأريخي والاستراتيجي، كبلدٍ كان يوازي مصر والعراق وسوريا، بل ويفوق عليها أحياناً.
جيلٌ كاملٌ غاب بفعل التغييب المتعمَّد من القوى الإقليمية والدولية وتواطؤ القوى المحلية التي نظرت فقط إلى مصالحها واختزلت اليمنَ في مجموعة من العابثين والمتآمرين واللصوص.
اليمنُ اليوم يعودُ إلى التأثير وهذه المرة من بوابة مواجهة قوى العدوان، وهي نفسُها القوى المتآمرة تأريخياً عليه، ينتصر اليمن اليوم، يضعُ خطواتٍ كبيرةً وقوية في المنطقة والعالم، وكأنه كان متعطشاً للقوى التي تعبرُ عنه وتعبر عن شعبه المتحرّر وصاحب النزعة القوية للاستقلال.
شكراً أنصار الله وشكراً يا قائدَ أنصار الله وقائد الثورة وشكراً للقوى الوطنية التي تجمعت لإعادة اليمنِ المختطَف لليمنيين، وطرد الانتكاسات التي كانت تتوالى عليه؛ لأنَّ المشروع الوحيد الذي كنا نراه، هو مشروع الوصول إلى السلطة، والحفاظ عليها، لتبدأ بعدها عجلة بيع السيادة والقرار والإرادة والمصير للدول المحيطة، ومن يقول غير ذلك يجافي الحقيقة.
العدوانُ فتح أعيننا على ما كنا ربما مغيَّبين عنه، فالسعودية كانت تبنى مستشفىً ومدرسةً وتشق طريقاً مقابل إذلال ملايين اليمنيين ومصادَرة حريتهم وكرامتهم، وتمتهن القوى السياسية، وترسم مستقبلَ أجيال مقبلة، لدرجة أنَّنا لا نستطيعُ أن نتخيل أن نرفُضَ الأوامرَ السعودية.
لقد قيل لنا في 2011 نحن في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء: إن السعودية والدول الخليجية والولايات المتحدة الأمريكية قدموا مبادرة (المبادرة الخليجية) ولا نستطيع الخروج والتنصل منها.. وتخيلوا أن ذلك كان يحدث ولا تزل ثمة لوحة عملاقة في شارع الستين مكتوب عليها “جمعة رفض الوصاية” كانت هذه اللوحة تخبرنا أن الأحزاب السياسية مجرد لعنة أُصبنا بها.
اليومَ اليمنُ يفرِضُ إلى جانب انتصارِه معادلةً كبيرةً، وربما للمرة الأولى يشعر العالم أن باب المندب ملكنا وحقُّنا وجزءٌ من سيادتنا.