هدي الله هو الوسيلة الصحيحة في بناء الحضارات، والحصول على المعارف في بناء الحياة على أرقى مستوى

|| من هدي القرآن ||

الملكان قد يكونا فعلاً جاءا بعلوم هامة، أليس الله قال عن وزير سليمان عندما قال: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} (النمل: من الآية40) هذه قضية علمية فيها تسخير لأشياء في هذا الكون، أليس هذا يعتبر جانباً إيجابياً هاماً؟ تنسى هذه الأشياء التي هي هامة، تنسى وتترك لأنها نفوس قد فسدت، نفوس لم يعد عندها اهتمامات كبيرة، لم يعد عندها نظرات واسعة، لم يعد عندها أي شيء مما يمكن أن يعطيه هدي الله، فضاعت هذه العلوم الهامة جداً وأصبحوا يركزون على جانب [الطلاسم] للتفريق بين المرء وزوجه، ومازالت فيهم إلى الآن ألم يكن البعض يذهب[يعزِّم] من عند اليهود، يذهب يبحث له عن [عزايم] من عند اليهود؟ هذا يؤكد أنه فعلاً أن هدى الله هو الطريق الصحيح إلى بناء الحضارات، إلى الحصول على المعارف الواسعة التي يبني الإنسان بها الحياة على أرقى مستوى، وعلى أ ساس هدي الله.  نفس الشيء حصل لنا تركنا القرآن واتبعنا ما يتلوه الذين تركوه من زمان.

 

على حسب ما نفهم بأنهما ما كانا سيئين هذان الملكان ولم يكونا يعلمان السحر، أو يقولا: لا تكفر ليدفعوك إلى أن تكفر. أبداً. قارن بينهما وبين قوله لسليمان: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} هذا الإستخدام السيئ قد حذر منه هؤلاء الملكان كيفما كانت المسألة، أعني: ليست قضية أن نعرف هل كانوا ملائكة فعلاً، وهذا ليس مستبعداً أن يكونوا ملائكة فعلاً، نزلا ولم يكن معناه: أنهم ما زالوا مثلاً مستمرين هم قد يكونا علما فئة معينة، أو أشخاصاً معينين ويؤدونه بنفس الدور، ويقولون: لا تكفر، سواء كانا مازالا موجودين أو غير موجودين وقد حَمَلَ المُهمة أشخاص آخرون.

 

 

 

قد تكون العبرة التي يريد الله منها: أن ترى كيف وصل الناس الذين أعرضوا عن هدي الله، وكفروا بنعم الله كيف وصل بهم التعامل مع علوم هامة؟ وكيف أصبحت اهتماماتهم بالشكل الذي أضاع تلك العلوم؟ اهتمامات لا قيمة لها للتفريق بين المرء وزوجه! بينما الشخص ذلك الذي كان عنده اهتمام كبير: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} (النمل: من الآية40) قضية ما قد استطاع الناس أن يفسروها إلى الآن كيف أمكن؟ مع أنهم يقولون: أن السرعة على هذا النحو قد تؤدي إلى أن الجسم الفلاني يحترق فكيف كانت المسألة؟ إن الله هو مصدر العلم، والعلم من عنده وهو يقول: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} (الاسراء: من الآية85).

 

والكون فيه أسرار كثيرة جداً ومعظم الأشياء الآن القائمة، عندما ترى الصورة في التلفزيون وهي تنقل لك [البث] من [لندن] مثلاً أو من أقصى منطقة في الدنيا هذه أليس هو عبارة عن استخدام لأشياء في الكون؟ أشياء لا يستطيعون أن يشخصوها ويعرفون ما هي، يسمونه: [أثير]، أنت تعمل مثلاً في جهاز [البث] أنه يجعل موجات مثلاً مكهربة، ممغنطة على نحو معين فتنطلق بهذه السرعة إلى [الأقمار] ثم تنزل إلى جهاز الإستقبال هنا، هل هي مشيئة من عندهم نافذة؟ أو إستخدام وسائل؟ استخدام أسرار، استغلال أسرار، استغلال أشياء الله أودعها في هذا المحيط في هذا الكون وبشكل عجيب.

 

مثلاً، قد تلاحظ ممكن [التلفزيون] يبث في نفس الوقت ست محطات في شاشة واحدة تكون كلها تراها أمامك ولو لم يكن بإمكانك أن تفتح واحدة وهي تمر عن طريق سلك واحد! [خطوط الإنترنت] الذي يستخدمونه الآن الإنترنت [الألياف الضوئية] التي يسمونها هي أشياء دقيقة جداً يمر منها الأشياء المتعددة في نفس الوقت الواحد! تظهر في جهاز هذا كذا، وجهاز هذا كذا، وجهاز هذا كذا، وهي في نفس الوقت خط واحد لا تتغالط في الهواء لا الصور ولا الحروف مع زحمة البث، الأصوات والصور صوت وصورة تزدحم بشكل رهيب ويجلس [الواو] واواً حتى يصل عندك من هناك سواء مكتوب أو منطوق يمر بواوات أخرى أشياء عجيبة!.

 

كيف جهاز البث وجهاز الإستقبال ما هما؟ أليسا عبارة عن استعمال لوسائل، دوائر كهربائية معينة، أشبه شيء[بالأوفاق] تلك التي يعملونها أوفاق وحروف وأشياء من هذه وتترك أثراً معيناً؟ لاحظ جهاز[التلفزيون] أو[الراديو] عندما تنظر إلى مخططاته أشبه شيء[بالطلاسم] فيه دوائر كهربائية معينة، وقطع معينة فيها سلك مشدود على شيء، وفيها قطعة معدن أخرى، وفيها تراب معين وفيها ملح، فيها أشياء من هذه، كهرباء تمشي فيها تطلع لك هذه الأشياء.

 

ربما كان مع الأولين أشياء هي تعتبر مقومات هامة للحضارة ولهذا قال عن ذي القرنين: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً} (الكهف: من الآية84) كان لديه وسائل استطاع أن يرحل إلى الشرق والغرب، إلى شرق المعمورة هذه، وغرب المعمورة هذه، وبطريقة كان هو في نفس الوقت شخصاً نافذاً مثلما تقول ومعروف في الشرق، ومعروف في الوسط في الشمال عند الذين بنى عندهم سداً ومعروف في الغرب؟ بمعنى أنها ليست فقط قد تكون رحلة واحدة. أسباب معينة لا أدري ماذا كان يوجد، لكن هكذا الإنسان في الأخير ينطلق يحطم حضاراته التي قد يكون منشؤها من عند الله بشكل معين، علوم معينة، علم من الكتاب، أو علوم هندسية يدمرها لأنه يصل في استخدامها إلى أنه يصبح لديه اهتمامات غير صحيحة!.

 

مثل الأمريكيين الآن وتوجههم هم واليهود، كيف توجههم؟ استغلال هذا العلم بكله، هذه النتائج المهمة جداً من أعمال المبدعين والمخترعين ربما كان بعضهم يسهرون كثيراً، وبعضهم يكون ضحية تجربته متجهين لاستغلالها بالشكل الذي يحطمها فعلاً، ويؤدي إلى تحطيمها وخسارة كثير من العلوم سواء بأن يقال: إذاً هذا الشيء لا يستخدم نهائياً أليسوا متجهين إلى موضوع[الذرة] و[المفاعلات] بأنه هذا لا يستخدم نهائياً! فيؤدي في الأخير إلى هذا، لأنهم لا يسيرون على هدي الله ويستفيدون من العلوم، وتتسع معارفهم بشكل صحيح ويعمرون الحياة، لأن عمارة الحياة قضية هي غاية من استخلاف الإنسان؛ لأنه من خلال عمارتها تتجلى، تتجلى قدره الله، وحكمته، وتدبيره، وعلمه، ورحمته، وملكه وألوهيته، إلى آخره.

 

متجهون إلى تحطيم الحضارة، تحطيم العلوم مثلما حطموها هم من قبل، هم حطموا هم وأضاعوا العلوم السابقة، وهم الآن بتصرفاتهم متجهين وبالشكل الذي تضيع الحضارة القائمة نفسها! هذه تمثل شاهداً، لأنه أحياناً يحصل عند البعض نظرة بأنه: نترك الدين هذا ونتجه لنلحق بركاب الآخرين! الآخرون الآن هم يضربون لك مثلاً، وماضيهم ضربه مثلاً أضاعوا علوماً في الماضي هامة، عرض في القرآن مظهراً من مظاهر استخدامها الإيجابي: قضية إيصال عرش بلقيس إلى فلسطين في لحظة، وترى في واقع الحياة لا يزال آثار لتلك العلوم، أهرام مصر وغيرها من الأشياء التي ما استطاعوا يفسرونها إلى حد الآن تفسيراً مقبولاً أبداً.

 

تراهم الآن متجهين لضرب العلوم لتعرف بأن هؤلاء قدموا من أنفسهم مثلاً أنه أي بيئة قد يحصل فيها علوم على هذا النحو هي تفتقر إلى هدى الله لتحفظ هذا العلم نفسه، لتحفظ هذه العلوم، ولتتوجه هذه العلوم إلى بناء الحياة، وإلى بناء الإنسان بشكل صحيح، وأنهم هم يبرهنون على أنهم لافتقادهم هدى الله متجهون لضرب العلوم هم، وإنهاء الحياة هم، ثم يستأنفون من جديد!.

 

كم قد يقتل من الخبراء عندما تأتي حروب؟ عندما تأتي حروب كم يقتل من خبراء، وعلماء، وتدمر مصانع ومعامل وأشياء كثيرة هي تعيق الأمة، تعيقها.  عندما تبدأ تستأنف من جديد معناه أشبه شيء بالعودة من مرحلة ما فوق الصفر، إذا كانت بلد ما زال معها خبرات سابقة.

 

إذاً فهذا يؤكد بأنه ليست المسألة على هذا النحو حتى نقول: إذاً ماذا عمل لنا ديننا؟ نقول: افهم الآن هذا القرآن الكريم كيف أنك ترى الآخرين أنهم بحاجة إليه وأنهم متجهون إلى أن يحطموا أنفسهم ويحطموا العلم، ويحولوا العلم إلى إضرار بالناس، وضرب للبشر يبرهنون على أنه لا بد من أن يترافق مع العلم هدى الله ليحتضن العلم، لينمي العلم، ويوسعه، ويجعل له قيمة.

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

[الدرس الخامس – من دروس رمضان]

 

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

بتاريخ: 5 /رمضان 1424هـ

 

الموافق :29 /10/2003م

 

اليمن ـ صعدة.

 

قد يعجبك ايضا