وانكشفت النوايا واتضح الحساب .. ” حين بدت ساعة الحسم ” يا إسرائيل
|| مقالات || محمد المؤيد
بعد وضوح لعبة العدو الإسرائيلي اليوم يمكننا من خلالها أن ندرج ما صار إليه ذلك العدو الأزلي ضمن تلك الأساليب الخفية لمجريات المعركة التي دائما ما يبدو فيها من له الاهتمام العالي بوقائعها ولكنه يلعب بمجرياتها من خلف الكواليس في حالة من التدرج في المواقف والتحرك المصحوب بالحذر الشديد , الذي دائماً ما يصاحبه منذ بدء المعركة وحتى دخولها ساعة الحسم , فيكون في البداية كمتفرج ولكن بشيء من الغيظ والحقد الذي مع الوقت يتحول إلى استفزاز وتجاهل بين الفينة والأخرى , فتارة يستفز وتارة يتجاهل , وكلما زادت حدة المعركة كلما كشر عن أنيابه وأفرد مخالبه حتى يظهر أمر الخصومة التي لطالما تحاشى الإفصاح عنها , كونه في غنى عن ذلك لوجود عملاء ومنافقين يقومون بمهمة الصراع والذود عن قضيته , التي مهما تفنن في أسلوب المراوغة والتشتيت لن يثني الحق عن فضح نيته ومراده ولو في آخر لحظات يتلفظ فيها منافقوه ومعاونوه أنفاسهم في ساحة الوغى.
ومع دخول المعركة المترامية أطرافها في أرض العرب مرحلة الحسم وتوالي الأنتكاسات الصهيوأمريكية , والتي دللت مؤشرات اليوم عن إفصاح العدو الصهيوني أنه يدخل ضمن الحساب في كل مجريات الأحداث بالمنطقة بعد تلعثم وتخف دام سنين عدة إلا أن تصريح رئيس وزراء إسرائيل ” يهود المرت ” عن أنه سيحرك قواته العبرية بكل أشكالها ومهامها نحو إيران في حال قامت الأخيرة بأي تصرف يعيق الحركة في باب المندب في حين أن إيران تتحكم في مضيق هرمز وليس باب المندب الذي هو شأن يمني , ولكن يبدو أن الحوار بين الدول المتمصلحة في المنطقة بدأ يشتد ويشتد ولم يعد يقتصر على مربع اليمن وحسب , ويبدو أن هناك حسابات خفية يتلاعب بها السياسيون ولايفهمها إلا من له مصلحة عظمى وراءها.
وهذا ما دفع بإسرائيل إلى التهديد العلني لإيران وعلى غير عادة كما هو منذ اندلاع الحروب في المنطقة , والتي حتى ولو لم يظهر العدو الصهيوني كعدو علني منذ اندلاعها في الأراضي السورية واليمaنية إلا أنه لاتوجد أي دولة لها مصلحة عظمى مثل إسرائيل وبإشراف أمريكي مباشر وتنفيذ سعودي إماراتي في تدمير العراق وسوريا واليمن وغيرها من الصراعات العربية العربية ظاهرة كانت أم خفية – والتي كما الصراعات الخليجية الخليجية التي تبقى من ضمن الصراعات الخفية والمستثنى منها كانت قطر مع شيء من المقايضة فيما بينهم من خلال أطماع (ترامب) ولعبة ” من يدفع أكثر ” – والتي دائما ما يستغل العدو الصهيوأمريكي حسبة الثروة النفطية وأطماع دول الجوار كي يؤجج الخلافات والحروب بين الإخوة العرب , التي لو فكر الكثيرون منا في الأسباب والمسببات لنشوب مثل هكذا حروب ولأعوام , ونحن صراحة نخجل جميعنا عندما نرى الشعب السوري وهو يتنقل يوميا من على باصات النقل وعلى مدار الساعة من مدينة إلى أخرى في الوقت الذي كانوا في غنى عن هذه التنقلات لولا ” الوهم ” السعوإماراتي الذي جثم على أفئدة المستكبرين الذين لم يعد يسير حياتهم إلا ” وهم” اسمه اليمن وسوريا والعراق وقطر والأردن وليبيا وإيران وأطماعهم في الثروة النفطية , والتي تؤكدها ما يشاع أن التحالف الشيطاني طلبوا من السلطان قابوس “حفظه الله ” أن يدخل معهم ضمن التحالف على اليمن , فسألهم حينها السلطان قابوس قائلاً لهم : ” أليس لدينا مع اليمن حدود ؟!! أليس معنا اتفاقيات حدودية ؟!! إذاً لماذا الحرب وهذا التحالف على اليمن ..!!!!!؟ ولذا فعبارة كهذه لاتدل إلا عن وهم يسير المستكبرين من قوات تحالف الشيطان السعوأمريكي ليس إلا.
كل هذا وذاك من أمواج السياسة المتلاطمة والمؤدية إلى حديد ونار توجه إلى صدور المتخاصمين , وللأسف أن العدوان السعوأمريكي قد أصبح يمارس هستيريا الضربات العشوائية على أهداف مدنية لا يكون ضحيتها إلا مواطن مسكين لاحول له ولا قوة إلا بالله وهو يصارع لقمة العيش , والتي آخرها ماعمده العدوان بالدم اليمني عندما شن غارات جبانة على سوق السمك بالحديدة راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيدا كانوا يبحثون عن أرزاقهم.
هذا بالإضافة إلى ما أصبح يعانيه المواطن اليمني بشكل عام جراء طبع ” حكومة الفار ” أوراق نقدية سببت تضخما قد يفتك بالعملة الوطنية أمام العملات الأجنبية , والتي للأسف أنه يزداد سعر صرفها يوماً بعد يوم , وهذا ما يضاف على كاهل كل مواطن مسكين على طول اليمن وعرضها , ناهيك عن مادة الغاز المسال والسيارات التي تعمل به وكيف أنها بدت أسراباً تكاد لاتنقطع من سيارات تنتظر الفرج كي تذهب للبحث عن أرزاقهم وأسرهم ولكن بدون جدوى , والتي هي الأخرى أصبحت وصمة عار على جبين التحالف الذي لاهم له إلا أن يستهدف لقمة عيش المواطنين الأبرياء , في حين أن الجبهات مليئة بمن يتلذذون بمواجهة كل قوى العدوان السعوأمريكي ولايخافون في الله والوطن لومة لائم , ومن الأحرى بالعدوان أن يترفع عن ملاحقة المواطنين في لقمة عيشهم ويذهب لمواجهة رجال الله في الجبهات..وحسبنا الله ونعم الوكيل.
..ولله عاقبة الأمور.