ألف ومائتا يوم من الصمود والعدوان
|| مقالات || أبو يحيى الجرموزي
في ألف يوم ومائتين من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن تتحدث الوقائع، وتصف الأحداث نفسها وتصف معانات أبناء يمن الإيْمَـان والحكمة في مدنه وفي قراه وفي كُـلّ شبر من ترابه الطاهر، تتمزق أوراق طالما كُتِبَ فيها أبجديات حقوق إنْسَان لطفل وامرأة.
أرشفت صور الأحداث ومشاهد الجرائم وعلى مدى ألف يوم ونيّف وقوى العدوان السعودي الأمريكي تستفحل بشرها وإرهابها ضد المدنيين ضد الأبرياء ويمعن العدوّ إسرافاً في القتل والدمار، قتلٌ للإنْسَان وهدمٌ للبنى التحتية، ودمارٌ لمؤسسات الدولة بمختلف قطاعاتها، حربٌ ظالمة وحصارٌ خانق يُفرض عمداً وعدواناً على شعبٌ لم يكن ليشكل أيّ خطرٌ على جيرانه بما فيهم جارة السوء والنفاق مملكة العهر الرذيلة يقوده من تحالف همجي وبتواطؤ أُمَــمي وعالمي تحت إدارة وإشراف مباشِر من قبل الصهاينة والأمريكان وما آل سعود والإمارات إلّا أحذية لهم.
مشاهدُ بشعة لجرائم فظيعة ترتكبها قوى العدوان ومرتزقتهم جرائم يندى لها جبين الإنْسَانية بحق نساء وأطفال يقتلهم العدوان السعودي بدم بارد وتحت يافطة حقوق الإنْسَان ودفاعاً عن شرعية مزعومة لمسخ بشري يمثل عالةً على الإنْسَانية، هو لا يعلم لماذا الحرب، وكما هو لم يعلم متى بدأت الحرب هو كذلك لا يعرف متى ستنتهي الحرب التي أشعلها فتيلها وأطلق ساعة صفرها من واشنطن العاصمة الأبدية والمقر الدائم للشيطان الأكبر.
بمختلف أنواع السلاح وأحجامه يصبون جام غضبهم على أبناء اليمن وهم في نوم عميق تحت كنف رحمة الله ورعايته ليتدخل الشيطان ويوقظ حاشيته وبوابل من الصواريخ والقنابل العنقودية الانشطارية والمحرّمة، وها نحن تجاوزنا الـ١٢٠٠ يومٍ من العدوان السعودي الأمريكي والتي حصدت أرواح ما يفوق 37896 ما بين شهيد وجريح من المدنيين كحصيلة غير دقيقة، وبالنسبة للبنية التحية فحدّث ولا حرج منازل ومدارس ومستشفيات ومساجد وجامعات ومعاهد وكليات وجسور وما خفي كان أعظم.
وبالرغم من هذه الجراح والآلام التي سبّبها وما زال يتقنها وينخرها في الجسد اليمني ذلك النظام السعودي الإجرامي كنظام فاشي متسلط على شعوب المنطقة العربية وعلى أبناء اليمن بشكل خاص إلّا أن أبناء اليمن ما يزالون يقارعونه ويكبدونه الخسائر الفادحة وما يزال المجاهدون في أوج قوتهم ويمتلكون مخزوناً بشرياً وعسكرياً هائلاً وبثقة من الله يكسرون ويصدون زحوفات الأعداء وينكّلون بهم في مختلف الجبهات.
وفي ألف ومائتي يوم من العدوان السعودي وما يقابله من الدفاع الواجب الديني والوطني إلّا أبناء اليمن من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية ما يزالون محافظين على قيم الدين والإنْسَان ولم يتعدوا يوماً واحداً على مدنيين وأبرياء في أراضي مملكة الشر مملكة العهر والرذيلة؛ ولأن مجاهدينا رجال وأحرار يحملون قيماً ونخوة دينية وعربية صحيحة هم أولئك الذين لم يسرفوا في قتال الأعداء رغم ما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم وحشية بحق الإنْسَانية في اليمن والذي من يوم إلى آخر وهو يمعن ويسرف في القتل والحصار والتشريد وعلى عجل يسابق خُطَى الشيطان جرائمه وعدائه لأولياء الله على طول وعرض المعمورة.
ألف ومائتان من يوميات العدوان السعودي الأمريكي والصمود اليمني نرى مجاهدينا بإمكاناتهم الضعيفة المحدودة يواجهون وينكلون بقوى الشر والإرهاب في كُـلّ الجبهات وهم الذين يراهنون على الله وليس على الإمكانات والتسليح الصهيوني الأمريكي ولأنهم يثقون بالله لم نراهم يوماً خنعوا أَوْ جبنوا في ميادين الحرب السياسة وفي ميادين الثقافة عكس ما يحمله أولئك الأنذال من ذل وانحطاط لدول الاستكبار العالمي الصهيوني الأمريكي والذين أَصْبَـحوا نعالاً يحتذيهم اليهود والنصارى.
مجاهدون يحملون مشروعا كبيراً ذات أفكار إسلامية عربية سوية وأولئك الأعداء يحملون مشروع صغير ذات أفكار هدامة صهيونية أمريكية، وشعب صمدا لأَكْثَر من ثلاثة أعوام ونص له قادر على الصمود جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة، “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”.