مؤرخ صهيوني: “إسرائيل” تسعى لاحتلال مكة المكرمة
موقع أنصار الله || تقارير || قد يُصاب المرء بالدهشة والذهول حينما يقرأ عنوان هذا التقرير، فهل يُمكن أن “إسرائيل” فعلاً تسعى لاحتلال مكة المكرمة، ولا غرابة في ذلك بعد إن اصبحت معظم الأنظمة العربية عميلة للعدو الإسرائيلي، بل تجاوز ذلك بأن يُصبح النظام السعودي الذي يدعّي أن ملكة هو “خادم الحرمين الشريفين” وهو في حقيقة الأمر أصبح خادماً لإسرائيل قولاً وفعلاً، ووكيله لبيع القضية الفلسطينية والقدس المحتلة برمتها.
لقد أصابَ الإمام الخُميني رضوان الله عليه حينما عرّف “اسرائيل” بأنّها “غدة سَرطانية”، فالتوصيفُ الدقيق هذا تترجمُه أفعال الكيان الغاصب الذي لا يشبع من اغتصاب الأراضي تحت حجج وأساطير واهية، فلا تقفُ الأطماع الصهيونية بالتوسعِ نحو القدس وفلسطين، بل تتعدّى مخططاتهم ذلك نحو قبلة المسلمين، والأرض المقدسة مكّة المكرمة، وهذا ما يكشفه المؤرخ الصهيوني “آفي ليبكن” في كتابه (العودة إلى مكة).
وبحسب تقرير نشرة موقع العهد الاخباري حمل عنوان: (مؤرخ صهيوني يكشف:’ اسرائيل’ تفكر باحتلال مكة)، فإن المؤرخ الصهيوني “آفي ليبكن” في كتابه “العودة إلى مكة” يرسم حدودًا جديدة للدولة اليهودية، انطلاقًا من مبدأ “استعادة أرض بني اسرائيل الذين يُعَدّون السكان الاصليين لجزيرة العرب”، فتصبح بزعمه “العودة إلى مكة، أرض الميعاد”، حقًا لهم.
ويبيّن “ليبكن” في كتابه أن “حدود الدولة اليهودية” المزعومة التي لا تمثّل فلسطين سوى الجزء الشمالي منها، في حين أن حدودها تمتد من لبنان إلى الصحراء أي السعودية، ومن البحر المتوسط إلى الفرات، وبذلك يدعو “ليبكن”، معتمدًا على نُبوءات “الكتاب المقدس”، المسيحيين واليهود للتوحد من أجل استعادة مكة، التي تعد أرضًا مقدسة للديانتين معًا.
ويعتبر “ليبكن” أنّ التحركات المعارضة داخل السعودية تعدّ من الأمور التي على “اسرائيل” استغلالها في سبيل تحقيق هدفها، ويوضّح كلامه في أكثر من مقابلة، إذ يؤكد أن الربيع العربي لا بدّ أن يصل إلى السعودية التي ستطلب الحماية من الولايات المتحدة و”اسرائيل”، ما يقدم لليهود فرصة للسيطرة على مكة، في حين يظهر الكيان نفسه بصورة البطل الذي أنقذ آل سعود.
كيف يساهم التطبيع السعودي-الاسرائيلي بذلك؟
إنّ التطبيع والجو الاعلامي الذي تصطنعه بعض وسائل الاعلام خاصة تلك الخليجية تساعد على هذا النوع من الأفكار الاستعمارية، الذي يعد كمؤشر خطير للغاية، لاسيما وأن السعودية نفسها ودول الخليج تساعد “اسرائيل” وتقدم لهذا الكيان ما يريد على طبق من فضّة، فتسمح له بإعادة التموضع كما يشاء في الشرق الأوسط.
وتجدر الاشارة إلى أنّ الاتصال بين السعودية والكيان الصهيوني يعود الى تاريخ طويل، حسبما كشفت الوثائق المسربة التي نشرت على موقع ويكيليكس تحت ما يسمّى “سريّ للغاية”، والتي تشير إلى “متانة العلاقة بين الطرفين في شتى المجالات من سياسة واقتصاد وتجارة وحتى على الصعيد الاستخباراتي. حتّى باتت السعودية تثق بـ”اسرائيل” واضعة النفط في البحر الأحمر تحت حماية الاخيرة. وهذا ما كتب عنه “ألكسندر بلاي” في (جيروزاليم كوارتلي) حين قال “إن النفط يغادر الموانئ السعودية وما أن يصل إلى عرض البحر حتى يتم تغيير مسار القافلة وتفريغ حمولتها في عرض البحر، وتزييف أوراقها وتحويل الحمولة إلى الموانئ الإسرائيلية، يتم هذا منذ التسعينات ولا يزال مستمراً حتى اليوم”.
كذلك أكّدت وثائق ويكيليكس أن شخصيات سعودية نافذة بدأت عام 2006 بالحديث علانية بأن “إسرائيل” لم تعد ضمن قائمة أعداء العربية السعودية بل هي أقرب لحليف غير رسمي، ليتطوّر الأمر إلى مبادرات سعودية للتقارُب مع “إسرائيل” عام 2008، وفعاليات التقارُب مستمرة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.
هل ينجح المشروع الصهيوني؟
وبالتعليق على طروحات “ليبكن”، فانّ “هذه الادعاءات ليست مستبعدة على الكيان الصهيوني ذي النزعة الاستعمارية”، لاسيما إذا ما تحولت هذه الادعاءات إلى مشروع صهيوني من شأنه أن يدق أجراس الخطر في كل البلدان الاسلامية.”
لقد حذّر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في أكثر من درس من دروس من هدى القرآن الكريم من الأطماع الصهيونية الهادفة إلى الاستيلاء على مكة والمدينة، حيث يقول في درس (الصرخة في وجه المستكبرين):”ماذا لو تعرض الحج؟. هل تظنون أنه مستحيل؟. الحج كنا نقرأ من سنين نقرأ من سنين نصوصاً لوزراء بريطانيين ونصوص ليهود، وهم يصيحون من الحج، وقرأنا للإمام الخميني وهو يؤكد – قبل أكثر من عشرين عاما ً- بأن أمريكا وإسرائيل تخطط للاستيلاء على الحج”.
ويبين السيد حسين الحوثي أهمية الحج بالنسبة للأمة وفي مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين، حيث يقول: “ولتعرف أهمية الحج بالنسبة للأمة وفي مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين ارجع إلى القرآن الكريم تجد آيات الحج متوسطة للحديث عن بني إسرائيل، وآيات الجهاد والإعداد ضدهم في أكثر من موقع في القرآن الكريم”.
ويؤكّد السيد حسين بدر الدين الحوثي على أنّ هذا الزمن هو المناسب والملائم لتحقيق غايتها، ويردف بالقول:” فهم لا بد، لا بد أن يعملوا للاستيلاء على الحج بأي وسيلة ممكنة، وقد رأوا بأن الأمور تهيأت لهم على هذا النحو، حتى أصبح زعماء المسلمين بعد أن فرقوا البلاد الإسلامية إلى دويلات، كل دولة لا يهمها أمر الدولة الأخرى…”.
وفي حين أن “اسرائيل” تحاول تهيئة الأسباب لبلوغ ذلك مستفيدةً من تخاذل بعض الدول العربية، فلم يتوان السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن دعوة العالم العربي لمواجهة هذا الكيان، الذي يرى هذا المشروع خطرًا على المدى الطويل، ويُشدّد على أنّ الخضوع للصهاينة ما هو إلا عامل أساسي يندرج تحت خانة تحقيق أهداف الكيان الاستعمارية.