المتغيرات في الحياة تعطي دروس للناس فيها عبر تدفعهم للعمل والتوكل على الله
|| من هدي القرآن ||
حركة هذا العالم، التغييرات الرهيبة، والتقلبات الرهيبة كلها أصبحوا لا يرونها.
عندما يقول: {فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أليس معنى هذا أن الإنسان يجلس مستقرئ لهذه الحياة، وأحداثها، والتغيرات فيها؟ يعرف كيف سيتجلى له الحق في كل موضوع عملياً، واقعاً، شواهد، شواهد يومية، هذه هي التي تعطي الإنسان معرفة، وتوسع معرفته، وميدان واسع جداً لتفكيره، ولتأملاته.
{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ} (الأنعام:6)، هذه واحدة من القضايا: أنه يبين لهم المتغيرات في الحياة {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ}، أمم سابقة أهلكناها بسبب تكذيبهم، أمم سابقة كانت بالنسبة للحياة لديها مثلما ذكر هنا: {مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ}، هؤلاء أهلكناهم؛ ليأخذوا عبرة بأنه قد يحدث عليهم ما حدث على تلك الأمم السابقة، بل في آية أخرى يذكر فيها بأنه يبقي من آثار الأمم السابقة، يحفظها الله أن تبقى آثار أطلال، أو آثار من هذه التي يسمونها آثاراً أليست واضحة؟ اسمها آثار؛ لتأخذ عبرة من هذه: أن الله هو الذي يحافظ عليها، ليأخذ الناس عبرة وهم في حركتهم، ومروا من منطقة كان فيها ثمود، أو كان فيها قوم ممن ما يزال في التأريخ ومن خلال ما قدم القرآن معروف بأن هذه أمة كانت كذا، ثم أهلكها الله، فيأخذون عبرة من هذه؛ ليخافوا الله، فيؤمنوا، ويقبلوا هذا الحق الذي جاء به.
الدرس الرابع والعشرون من دروس رمضان صـ9.