بين الـ “إف16” والـ “كيلو16″ سقط تحالف الـ”16 دولة”!
|| مقالات || فؤاد الجنيد
تصاعد المعارك في جبهات الساحل الغربي على أعلى وتيرة بعد فشل مشاورات جنيف وخصوصاً على تخوم مدينة الحديدة التي حولتها طائرات العدوان إلى أرض محروقة لتحقيق ولو نصر مؤقت يؤكد ادعاءاتها بالقدرة على الحسم العسكري التي عللت تأجيله برغبتها منح فرصة للحل السياسي، تصاعد المواجهات رافقه حملة إعلامية كبيرة تناوبت عليها القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي التي حسمت المعركة في ساعات على الجبهات الافتراضية، قبل أن يعرض الإعلام الحربي مشاهد حية لحقيقة المواجهات التي التهمت ألوية مرتزقة العدوان وصهرتهم مع حديد آلياتهم ومدرعاتهم في محاولتهم الزحف على منطقة كيلو 16 سعياً لقطع الطريق الذي يربط مدينة الحديدة بالمحافظات الأخرى وبالتالي قطع الإمدادات وإطباق الحصار على المجاهدين.
الجيش اليمني ولجانه الشعبية استخدموا استراتيجية عسكرية مناسبة رغم شدة الزحف وكثافة النيران براً وجواً، وانسحبوا من المواقع العسكرية أمام قصف الطيران المركز والمتواصل لاستدراج العدو لأخذ تلك المواقع تحت الغطاء الجوي الكثيف، وبالفعل انتشرت ألوية المرتزقة على طول الخط حتى وصلت إلى منطقة كيلو 16 حيث احتفلت هناك بالانتصار والتقطت صوراً تذكارية جوار جولة السفينة، عندها خرج المجاهدون من أوكارهم وأطبقوا على تلك التجمعات لتواجه مصيرها الوخيم بين عشرات القتلى ومئات الجرحى وعشرات المدرعات المحترقة، حتى رئيس عمليات ذلك الزحف المدعو “عدنان الحكمي” لقى مصرعه مع مرافقيه في اشتباكات من المسافة صفر، ولاذ الناجون بالفرار والانسحاب إلى الدريهمي، ونقلت جثث القتلى والجرحى إلى مستشفيات مدينة المخا الساحلية.
معركة التحرير كما تسميها الإمارات استندت على ركيزتين اساسيتين: أولها قصف طيران الأف16 لتمشيط الطريق الفاصل بين المدينة ومنطقة كيلو 16 في سياسة الأرض المحروقة، وثانيها الزحف تحت هذا الغطاء الجوي للسيطرة على منطقة كيلو 16، وفي تحقيقها لهاتين النقطتين ستقوم بعملية التفاف على كيلو 7 و 10 وقوس النصر، وتحكم قبضتها على مدخل المدينة والدوار وتطويق المدينة بمساندة جيوبها من جهة المطار، لكن هاتين الورقتين احترقتا مبكراً في الساعات الأولى، ووجدت قوى العدوان نفسها بين كماشة المجاهدين من الجهات الأربع، الأمر الذي جعل الطيران يباشر قصفه الهيستيري العشوائي مرتكباً مجازر راح ضحيتها عشرات المواطنين.
وكعادتها بعد كل خسارة، عادت ألوية مرتزقة العدوان لتبادل بعضها الاتهامات بالخيانة ما أدى إلى انفجار الأوضاع بين ألوية ما يسمى بـ “العمالقة” وقوات طارق صالح واندلاع مواجهات عنيفة في أطراف الدريهمي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين تلك المجاميع بعد فشل محاولة التقدم والسيطرة على منطقة كيلو16 في الحديدة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم القائد الميداني للعملية “اليافعي”. وأكد مصدر عسكري جنوبي أن دورية مكونة من أربع مدرعات تتبع ألوية العمالقة، حاولت اعتقال عناصر تابعة للمدعو طارق صالح عقب انسحابها من مواقعها في منطقة كيلو 16، لكن تلك العناصر رفضت التجاوب، ما تسبب في مشادة كلامية انتهت بمواجهات مسلحة سقط على إثرها قتلى وجرحى من الجانبين، وأفاد المصدر بأن المواجهات استمرت لأكثر من ساعة متواصلة، وسواء صحت أخبار تلك الاتهامات بين مكونات المرتزقة أم لا؛ فإن ذلك لا يلغي فشلها وتقهقرها وخيبة أملها في تحقيق أي نصر ميداني يذكر وتراجعها إلى الدريهمي بعد خسارتها قتلى وجرحى وآليات ومدرعات ومقتل قياداتها البارزة في زحفها المنكسر الذي ما زال المرجفون من إعلاميي العدوان يتناولونه كنصر كسر شوكة ميليشيا الانقلاب زاعمين أنهم سيطروا على مناطق كيلو16 وكيلو7 وكيلو10 ومناطق أخرى، إلا أن محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لأنصار الله فنّد تلك المزاعم وحطّها أرضاً بنزوله الميداني الموثّق بالفيديو لتلك المناطق التي ظهرت وهي تعجّ بالمدرعات المحترقة على جنباتها.
في هذه الأثناء نفّذ سلاح الجو اليمني المسيّر هجوماً استهدف مقر القوات المشتركة في الحديدة وأصاب هدفه بدقة بعد رصد ومتابعة دقيقة مخلفاً قتلى وجرحى بينهم قيادات إماراتية، حيث رجحت مصادر عسكرية في القوات المساندة للتحالف في جبهة الساحل الغربي مصرع عدد من الضباط الإماراتيين بقصف نفذته طائرات مسيرة تابعة لقوات الجيش واللجان على غرفة عمليات القوات المشتركة لقيادة الهجوم على الحديدة، وقالت المصادر إن قيادات عسكرية إماراتية كانت في مقر عمليات القوات المشتركة عصر الجمعة أثناء حدوث انفجارات عنيفة في المقر، مؤكدة أن مروحية إماراتية هبطت في المكان بعد الانفجار وقامت بإجلاء عدد من القتلى والجرحى.