حديث المسؤولية وفساد العقول والبطون!!
|| مقالات || صارم الدين مفضل
حديثُ السيد عبدالملك الحوثي عن المسؤولية في القرآن حديث عميق ومؤثر يلامس كُـلّ قلب سليم وضمير حي يبحث في جذور الأَزْمَـة التي تعاني منها أمتنا الإسْلَامية أَفْــرَاداً وجماعاتٍ..
ولذا فمواجهتُنا وحربُنا مع العدوّ لا تنفصِلُ عن معركتنا مع المتخاذلين والمتقاعسين والمتخلفين والتي تعتبر في الاساس معركة مع الفساد، وهذه المعركة ليست معركة كلامية أَوْ إعْلَامية فحسب، بل هي في المقام الأول والاساس معركة مواجهة بين قيم الخير وقيم الشر وبين نموذج الإيْمَان ونموذج الطغيان..
ونحن هنا في اليمن أَوْ بشكل عام في محور المقاومة يجبُ أن نمثِّلَ حقيقةً وليس ادِّعاءً، السلوكَ القويمَ والتصرف المسؤول الذي يعكسُ استجابتَنا لله تعالى في كُـلّ أوامره ونواهيه..
وبالتالي فهذه المعركة قائمة أَوْ يجب أن تقوم بين من آمنوا بالله واتّبعوا هداه ورضوانه، ونزهوا عقولَهم وأيديهم وبطونهم عن كُـلّ قبيح ومنكر وشر وفساد، وبين أولئك الذين تغلغل الفساد إلى عقولهم وامتدت أيديهم للحرام وامتلأت بطونُهم وتشبعت أجسادهم سحتاً ومقتاً حتى ظهر الفسادُ في قولهم وفعلهم، وهؤلاء مهما تخفوا بلباس التدين أَوْ بلباس التحضر إلّا أن سوءَ تعاملهم وانحرافَ منهجهم وتماهيَهم مع الفاسدين يفضحُهم ويكشفُ سوءَ طَوِيَّتِهم وخُبْثَ نفوسهم.
فالتقصيرُ في المسؤولية لا يأتي إلّا من فساد في العقل أَوْ الجيب أَوْ الجسد، ويكونُ مدى التهاون والتقصير مرتبطاً بمستوى الخُبث والفساد العقلي والمالي والأَخْــلَاقي..
فليراجعْ كُـلُّ محايد أَوْ مرجِفٍ أَوْ متخاذل أَوْ مقصِّرٍ نفسَه ليعرفَ حقيقة مأساته وعمقَ مشكلته وهو لا يزال في الدنيا قبل انتقاله ليومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم.
نسألُ اللهَ التوفيقَ والسدادَ لأداء مسؤوليتنا الإيْمَانية والجهادية ابتغاءَ مرضاته تعالى، ونعوذُ به من النار ومن شر أهل النار.