امريكا وسياسة التناقضات في تنظيمها لمأساة اليمن

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي

 

في 12 سبتمبر / أيلول ، صرّح وزير الخارجية مايك بومبيو رسمياً بأن السعودية والإمارات تقومان بإجراءات واضحة للحدّ من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين والبنية التحتية المدنية الناجمة عن العمليات العسكرية لهذه الحكومات في اليمن، متناسياً السماح للطائرات الأمريكية بمواصلة تزويد الطائرات السعودية والإماراتية بالوقود، حيث لن تتمكن الأخيرة من أن تستمر في إسقاط القنابل على أهداف في اليمن لولا الأولى.

 

وفي هذا الصدد انتقد موقع “كاونتر باونش” الأمريكي هذه السياسة المتناقضة التي يتّبعها البيت الأبيض حيث قال الموقع على لسان الكاتب ” كيفين مارتن “: إنه من بين العديد من الهجمات على أهداف مدنية في اليمن، كان تفجير حافلة مدرسية في منطقة السوق الشهر الماضي الأكثر رعباً، حيث أسفر هذا العمل الإجرامي عن مقتل 51 شخصاً من بينهم 40 طفلاً، وهذا يعدّ من بين أكثر الهجمات المروّعة، لدرجة أن السعودية اعترفت بأن هذا الهجوم “غير مبرر”، وهنا لا ينبغي السماح للنظام السعودي بالتحقيق مع نفسه. (وفي الواقع، أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريراً من 90 صفحة ينتقد بشدة تحقيقات التحالف السعودي الإماراتي في هجماته، وخاصة على المدنيين).

 

وفيما يخصّ الهجمات السعودية المتتالية على أهداف مدنية قال الموقع: إن ذلك القصف الذي صدم ضمير المجتمع العالمي، لم يكن أول أو آخر مذبحة للمدنيين في اليمن، حيث إنه في عام 2016، قتلت الهجمات السعودية على سوق 252 شخصاً، وردّاً على ذلك، أوقفت إدارة أوباما بيع الذخائر الموجّهة بدقة إلى السعودية، مستشهدة بمخاوف حقوق الإنسان، ولكن حينها نقض وزير الدولة ريكس تيلرسون الحظر في مارس 2017.

 

وتابع الكاتب الأمريكي بالقول: تعتبر الكارثة الإنسانية في اليمن الأسوأ في العالم في هذه اللحظة، حيث قُتل ما يزيد عن 10.000 شخص (ومنهم 20٪ من الأطفال) كما أن 15 مليوناً من مجموع السكان اليمنيين البالغ عددهم 23 مليون نسمة يعتبرون “غير آمنين” بحسب وصف الأمم المتحدة، أضف إلى ذلك أسوأ تفشٍ للكوليرا في كوكب الأرض، ما يؤثر على أكثر من مليون شخص.

 

وفيما يخص الدور الأمريكي لما يجري في اليمن قال الكاتب: أمريكا هي تاجر الأسلحة الأول في العالم، والسعودية أكبر زبائنها، حيث اشترت أكثر من 100 مليار دولار في مجال التسليح منذ عام 2010، وقد تم استخدام القنابل في الهجمات الدامية ضد الشعب اليمني من قبل شركة لوكهيد مارتن في بيثيسدا بولاية ماريلاند، أكبر شركة لتصنيع الأسلحة في العالم وأكبر مقاول حكومي أمريكي، مع مبيعات صافية بلغت أكثر من 13 مليار دولار في الربع الثاني من هذا العام.

 

وأضاف الموقع الأمريكي بالقول: في وقت سابق من هذا العام، حاول مجلس الشيوخ الأمريكي التدخل لوقف قيام الطائرات الأمريكية بالتزوّد بالوقود في الجو ناهيك عن الدعم اللوجستي والاستخباراتي ولكن فشل هذا الإجراء الذي اتخذه الحزبان الجمهوري والديمقراطي بقيادة السيناتور مايك لي وبيرني ساندرز في تصويت إجرائي من 55 إلى 44، كما قُدمت اقتراحات مماثلة في مجلس النواب.

 

واختتم الموقع بالقول: يجب على الأفراد المعنيين الاتصال بأحد أعضاء مجلس النواب ومطالبتهم بدعم هذا المسعى السليم لوقف المشاركة الأمريكية في هذه المأساة، والتي من دونها لا يمكن أن يستمر التحالف بقيادة السعودية بالعدوان على اليمن، ومن المحتمل أن يضطر للتفاوض بجدية أكبر مع الحكومة المدعومة من الحوثي، لسوء الحظ، تم تصوير هذا الصراع كجزء من الصراع الإقليمي السني الشيعي الإقليمي بين السعودية وإيران، لكن الشعب اليمني يحتاج إلى أن ينهي هذا الكابوس السعودي، بغض النظر عن السياسة الجيوستراتيجية.

قد يعجبك ايضا