نعجة أفراح ونعاج أمريكا
|| مقالات || سعاد الشامي
في زمن الهوس الزاخر بالمجازر الوحشية، والقتل العبثي بضربات القصف المتناوبة، والإنسانية المحقونة بمخدر المال المدنس والمخمورة بنبيذ الإضلال الفكري!!
كان الصباح قد دخل على مدينة صعدة كغيرها من بقية المدن اليمنية، وأضاءت إشراقة أنواره وجه أفراح التي نهضت من فراشها لتبدأ طقوس يومها الجديد على الطريقة الصعداوية الصلدة في تناول ساعات النهار بالأعمال المنزلية والزراعية وبنفس الأمل والإصرار في مواجهة صعوبات الأيام.
فعندما غادرت أفراح منزلها برفقة نعجتها الوحيدة متجهة إلى جبل مران لم تكن تتوقع بأن طائرات الحقد والإجرام تتربص بها اللحظة لتمزق جسدها وتسرق منها روحها.
ومنطقياً هي ترعى نعجتها وتجمع لها الحشيشَ ولا هدفَ لها سوى إشباعِها، وهذا عملٌ لا يشكل خطورة على قوى التحالف الإجرامي ولا يهدد مطامعه الدنيئة ولا يستجلب تقلبات الطائرات وقصفها!!!
ولكن العدوان على اليمن إجرامٌ من نوع آخر، فقياداتُ تحالفه نعاجٌ بشرية تمشي مجردةً من المبادئ الدينية والقيم الإنسانية والولاءات الوطنية، يرعاها نظامٌ أمريكي شيطاني مولعٌ بالتسبب بإسقاط الضحايا، ويحبُّ رائحة الشواء البشري، ويستلذُّ بنكهة الدم البريء، وغالباً ما يسعى لضربها بعصا الأتباع؛ للوصول إلى إشباع شهيته المفتوحة نحو الهيمنة العالمية التي تفرض عليه حصد المزيد من هذه الجثث المقصوفة!
فالفرق بين نعجة أفراح ونعاج أمريكا أنها حيوان بريء ينتمي إلى سلالة المواشي، ذلك هي لم تفهم لما فقدت مالكتها وفمها بذات اللحظة وبدون سبب، ولكن وثّقت للناس دناءة عدوان جائر لم يستثنِ حتى المواشي فهي غالباً ما تجاور جثث أصحابها أَوْ تقتل قتلة تتساوى فيها بالإنسان.
وأما نعاجُ أمريكا فهي كائناتٌ شاذة إنسانياً، ومجيئُها إلى بلادنا كانت نتيجةً سيئةً لحمل ثقافي كاذب تم خارج المنطق السليم؛ لذلك لا غرابة إنْ ظلت أصولُ أفعالها تنحدِرُ إلى سُلالة المجرمين.
وبما أن هذه النعاجَ الأمريكية تكتفي بمأكلها ومشربها خدمةً للمشروع الأمريكي وهي جاهلةٌ بأن مصيرَها سيكون الذبح لدى أول تقصير، فعلى هذه النعاج أن تفتش عن كراز قوي ومقدام ليخلصها من تبعيتها العمياء لأمريكا وأدواتها لتسلمَ النكالَ في الدنيا والآخرة.