مظلومية الإمام الحسين ومظلومية أنصاره في اليمن
|| مقالات || نوال أحمد
كـتـبــت/فاجعة كربلاء. ذلك الحدث التاريخي المؤلم ؛ تلك المظلومية التي حلت بالإمام الحسين السبط وأهل بيته عليهم السلام ..
وما ارتكبه الأمويون واليزيديون بحقهم وهم خيرة خلق الله على وجه الأرض ؛ وأقرب الناس إلى رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله ؛ في معركة الطف ومن تلك الواقعة المؤلمة والحزينة ؛ بحق الإمام الحسين وأهل بيته ؛ وما وقع لهم من ظلم وحصار وذبح وحز للرؤوس، وما تم من سبي لحرم ابن بنت رسول الله ؛ على أيادي طواغيت الأمس يزيد وأمثال يزيد اللعين …
كل ذلك الظلم افتعله الطاغية يزيد بحق الإمام الحسين وأبنائه وأهله وأصحابه عليهم جميعا السلام ؛ لأن الإمام الحسين خرج في ثورة مناصرة للحق ؛ ووقوفا بوجه الظلم والظالمين ؛ خرج آمرا بمعروف وناهيا عن منكر ؛ لإحقاق الحق وإزهاق الباطل..
الباطل الذي كان قد ساد في واقع الأمة؛ وذلك الفساد الذي قد بدا يتفشى بين الناس آنذاك خرج الإمام الحسين بالحق مواجها للباطل الذي كان قد تبناه الطاغية يزيد وأعوانه ، ما حدث في كربلاء الأمس ؛ لأبي عبد الله الحسين المظلوم عليه السلام ، هاهو يتكرر اليوم من جديد في يمن يتواجد به حسنيون هذا العصر ؛ الذين رفضوا الذلة ؛ وناصروا الحق الذي خرج من أجله الإمام الحسين ثائراً ؛وجسدوه واقعا وانطلاقة بأقوالهم وأفعالهم ؛
فقام -طاغوت- أو لنقل طواغيت هذا العصر الذين هم في الأساس نفس تلك الأيادي الآثمة التي ذبحت الإمام الحسين عطشانا ؛ هم نفس تلك العقلية الجاهلية الفاجرة التي حاصرت وجوعت وقتلت وأحرقت وبطشت بالإمام الحسين وأهل بيته آنذاك .
يزيدو العصر الطواغيت أمثال بني سعود وبني زايد ؛ والذين يحملون تلك الثقافة اليزيدية ؛ في الذبح والقتل والظلم والإجرام والتسلط على الناس بغير حق ..
ها نحن اليوم نشاهد كربلاء أخرى ؛ وزمناً عاشورائياً آخر لأنه لازال هناك يزيد ؛ فلابد أن يكون هنا حسين..
يزيديو اليوم وطواغيت عصرنا من بني سعود وعيال زايد نراهم اليوم وهم بفجورهم وعقليتهم التكفيرية الداعشية اليزيدية يرتكبون بحق هذا الشعب أفظع وأبشع الجرائم ويرتكبون أكبر وأشنع المجازر بحق أطفال ونساء وشيوخ هذا الشعب المظلوم ؛ أربعة أعوام وعداؤهم مستمر ؛ وحصارهم قائم ؛ ممعنين بظلمهم وإجرامهم وكبرهم واستعلائهم ..
ما نراه اليوم هي كربلاء الأمس،هنا نرى مأساة وواقع كربلاء هنا في كربلاء اليمن نرى الطفل الرضيع يُذبح من الوريد إلى الوريد عطشانا ؛ نرى الطفولة تحرق وتقطع أجسادها طائرات الحقد الجبروتية اليزيدية لطواغيت العصر السعودي والأمريكي والإماراتيين الظالمين.
وهنا يحاصر شعب بأكمله على مدى أربعة أعوام جوا ..وبرا.. وبحرا ..ويمنع عنه الغذاء والدواء ، ويقتل بالقنابل والصواريخ ظلما وعدوانا فقط لأنهم رفضوا الهيمنة الأمريكية ؛ والوصاية الخليجية ؛ وأبوا إلا عيش الكرامة والحرية..
هنا نرى زينب العصر وهي تضحي بابنها و بأخيها وزوجها وأبيها ؛ من أجل ان ينتصر الحق ويزهق الباطل ، نرى زينب العصر اليمنية وهي تقف وقفة الإباء بكل إيمان وإرادة ؛ وبكل صلابة وثقة بنصر الله تواجه العدوان اليزيدي بكل ما تملك وتنذره في سبيل الله قرباناً لنصرة الدين.
رأينا زينب العصر في اليمن وهي تضحي بأقربائها و بمالها وتواجه بكلمتها وقلمها وبذلها وعطائها ؛ على مدى أربعة أعوام ظلت و لازالت تقدم التضحيات ؛ في سبيل الله مرددة: اللهم تقبل منا هذا القربان ؛ اللهم ان كان هذا يرضيك فخذ منا حتى ترضى..
هنا رأينا ونرى كربلاء ؛ وهنا تجددت ثورة الإمام الحسين ؛ وجُسد مشروعه ثورة وانطلاقة مبدأ وثقافة ؛ فكرا ونهجا وبسالة هنا مازال الحسين حيا مخلدا ؛ وهو بضرباته الحيدرية الحسينية ينكل بقوى الغزو والارتزاق اليزيدية الداعشية في كل جبهة من جبهات العزة والكرامة..
هنا نجد الحسين يهزم العدوان اليزيدي ، بجهاده وشجاعته وبسالته ؛ ويفتك بمدرعات وآليات ومرتزقة الغزو اليزيدية؛ وكبدهم الخسائر الفادحة بالساحل الغربي؛ بل وفي كل جبهة من جبهات الشرف ..
هنا الحسين تجسد في جيشنا ولجاننا الشعبية إيمانا وثباتا وصبرا ؛ هنا نرى الإنجازات العباسية ؛ والضربات الحسينية ؛
هنا ثورة الحسين لا زالت حية وتجسد في الميدان واقعا وقضية ؛ ومن هنا ستنتصر نسائم الحق اليمانية ؛ على العاصفة اليزيدية.. ستنتصر الدماء والبندقية على النيران السعودية الأمريكية الإماراتية ..
من هنا ستنتصر الدماء للدين والقضية ..وتهزم قوى الإجرام الداعشية اليزيدية ..فلكل طاغٍ وظالم نهاية .. ونهاية طغاة عصرنا ستكون على أيدينا..
ستنتصر الدماء والبندقية على النار والبارود في اليمن.. كما انتصر الدم الحسيني على السيف اليزيدي ..في كربلاء هذا ما تعلمناه من مدرسة الحسين .