رئيس الثورية العليا” الحرب التي يخوضها العدوان لاحتلال الحديدة نفسية أكثر منها عسكرية
أكد رئيس اللجنة الثورية العليا في حوار له مع صحيفة الثورة على أهمية ثورة الـ21 من سبتمبر باعتبارها ثورة يمنية خالصة تهدف إلى تحقيق الاستقلال الكامل والحقيقي لليمن وإنهاء عهود الوصاية والتبعية .. وقال الحوثي: لو لم تكن ثورة 21 سبتمبر بهذه الأهمية لما تكالبت علينا دول العدوان وشنت علينا هذه الحرب الظالمة منذ 2015م وحتى الآن.
ودعا الحوثي أبناء الجنوب إلى الوقوف بحزم أمام مخططات دول العدوان التي تستهدف الجنوب والشمال، وقال: الوضع في الجبهات مطمئن والانتصار حليفنا والمعركة التي يخوضها العدوان لاحتلال الحديدة نفسية أكثر منها عسكرية ميدانية .. كما تطرق في الحوار إلى جملة من القضايا السياسية والاقتصادية الراهنة:
* أربعة أعوام منذ تحقيق ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كيف تقرأون مسار الثورة وسط استمرار العدوان والحصار الجائر على اليمن ؟
– أولاً نهنئ عبر صحيفة الثورة الشعب اليمني بالعيد الرابع لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عيد البطولة وعيد الحرية وعيد الاستقلال والذي يجب ان يكون عيدا مختلفا ،وبإذن الله سيكون لأبناء الثورة قدم راسخ في تحرير الأرض والحصول على استقلالهم , هذا العيد هو عيد مبارك بإذن الله تعالى ونحن ننظر إلى هذا العيد الرابع بأنه عيد له انجازاته فيما يخص التصنيع العسكري وكذا في جانب الصمود والاستمرار في مواجهة هذا العدوان, الثورة لها أهميتها ولو لم تكن بهذه الأهمية لما تكالبت علينا هذه الدول جميعا, لما وجدنا أمريكا تقاتلنا ولما رأينا التصريحات الإسرائيلية تهاجمنا ولما رأينا اشتراك الطيران الإسرائيلي في مواجهة الشعب اليمني ولما كان هناك تحرك للسعودية والإمارات وغيرها من الدول في مواجهة هذا الشعب لأنهم يعلمون أن هذه الثورة هي للحصول على القرار اليمني بامتياز وألا يكون هناك انتهاك للسيادة اليمنية ولكي يكون ابن اليمن هو صاحب قراره.
وهذا يقودنا إلى الحديث عن الوضع قبل الثورة .. فقد كان كل شي بيد السعودية حتى الانترنت حيث كنا نقدم أموالنا للسعودية لنشترك ، حتى الطيران كان لا يمكن أن يمر إلا عبر شركة إماراتية وغيرها من الأشياء التي لا يوجد فيها الحق للشعب اليمني على الإطلاق, أيضا الاستقلال الكامل في السيادة اليمنية, عندما علم هؤلاء المعتدون على وطننا بأننا نريد الحرية ونريد الانعتاق من هذه الوصاية وهذه العبودية ، حاولوا ضربنا وحاولوا ان يستهدفوا أبناء الثورة وأبناء الشعب اليمني الأبي الصامد الحر الذي اثبت انه يقف إلى جانب قيادته الثورية والدفاع عن منجزاتها وانه يسعى بكل ما أوتي ويقدم دمه من اجل ان يحصل على استقلاله وحريته وقراره .
* يرى الكثير ان ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لم تستطع ان تحقق ما جاءت من أجله ولم يجن الشعب اليمني ثمارها حتى الآن … ما تعليقكم؟
– بالطبع لم تستطع تحقيق كل الثمار لأنها عندما قامت كان في مواجهتها كل هذه الدول المعتدية التي تملك اكبر ترسانة ولكنها استطاعت حتى اليوم أن تقاوم وهذا منجز كبير بحد ذاته وسنعمل بإذن الله في المستقبل على أن تحقق كل طموحات وآمال الشعب اليمني .
يتساءل الكثيرون عن دور اللجنة الثورية في الوقت الراهن وهل هناك لقاءات بين أعضائها ومساهمتهم في تقييم الأوضاع وتقديم الحلول ؟
– أعتقد أن اللجنة الثورية اليوم اغلب أعضائها أصبحوا وزراء وفي مصدر القرار ويتحركون من واقع مسؤوليتهم .
* أعلنتم في وقت سابق بأنكم ستلتزمون بصرف المرتبات إذا ما عاد البنك المركزي إلى صنعاء .. كيف يمكنكم الوفاء بهذا في ظل هذه الأوضاع ؟
– نعم أعلنا ذلك، ونحن حتى اللحظة نستطيع ذلك وسنقدم الضمانات لهذا الأمر لكنهم يرفضون القبول بهذا الحل ولم يقدموا حلا مماثلا أو بديلا ، السيد عبدالملك الحوثي تحدث في آخر خطاب له عن المشاورات انه لامانع لدينا بأن تكون هناك إصلاحات جذرية على أساس أن يستفيد منها المواطن وان يكون هناك تواصل أو اتصال وتقديم كل ما في وسعنا من اجل ان تسلم المرتبات إلى الجهاز الاداري للدولة نحن لم نقل هذا للمزايدة ، وإنما نقولها ونحن لدينا القدرة على ذلك ..
* في ما يخص النقاط الاثنتي عشرة التي أعلنت سابقا .. يلحظ أنها لم تحظ بالاهتمام الكافي ..ما هي الأسباب برأيك ؟
-لا نريد أن يكون بيننا وبين الجانب الرسمي تضارب على مثل هذه الأشياء وسبق ان دعوناهم في أكثر من مناسبة إلى تنفيذ تلك النقاط , اعتقد ان هناك تصحيحاً في جانب القضاء , تم الدمج بين عدة نقاط وأنا على علم بهذا وقدمت أشياء لرئيس المجلس السياسي الأعلى وتم اعتماد الدمج, لا اعتقد أنها لم تلق التفاعل , ليست بالصورة التي يتحدث عنها الإخوة الإعلاميون ولكن لم تتحدث الحكومة عن الانجازات وهنا يتوجه سؤالكم إلى الحكومة والى المجلس السياسي الأعلى بماذا تم وماذا لم يتم إنجازه من النقاط الأخرى .
* كيف تنظرون إلى المشاورات السياسية الحالية في ظل مساعي العدوان لعرقلتها ؟
– من المؤسف أن نرى العديد من الدول والأنظمة الغربية تعمل على حقن دماء المسلمين والعرب في ادلب ثم نجد ان السعودية التي تدعي انها حامية الإسلام هي من تقتل أبناء الحديدة وتريد ان تنتهك القانون الإنساني في الحديدة وفي كل المحافظات اليمنية.. هي تريد ان تميت هذا الشعب اليمني الحر شعب الإيمان والحكمة .
* ألا يفترض ان المشاورات تكون مع أطراف العدوان ؟
– فعلا وهو ما تحدثنا به مع غريفث بأنه إذا أراد الحل الحقيقي فعليه ان يتحرك مع الدول التي بيدها الصلاحية السعودية وأمريكا وغيرهما من الدول الفاعلة التي تستطيع أن تقول نعم وتقول لا ,
وإذا كانت الطائرات اليمنية التي تملك السعودية النصف من قيمتها لا تستطيع ان تبقى في مطار عدن فأمثال هؤلاء لا يستطيعون ان يقدموا الحل للشعب اليمني ،هؤلاء الذين لم يستطيعوا أن يسيطروا على عدن ولا على مينائها فالمعروف ان الوضع في الجنوب هو ليس تحت سيطرة ما يسمونه بـ “الشرعية” إنما هو تحت سيطرة الإماراتي والسعودي .. تحت سيطرة الأجنبي.
* هل لكم ان تطلعونا على آخر المستجدات في معركة الحديدة في ظل التهويل الإعلامي بالسيطرة على أجزاء كبيرة منها ؟
– هناك حرب نفسية وإعلامية يقوم بها العدوان جعلت البعض يعتقدون بحدوث أشياء فوق الخيال , وفي الواقع لا يوجد أي شيء والأمر أشبه بمعركة سيطرتهم على المطار التي لم تكن إلا حرباً نفسية وبالتالي نحن نطمئن الشعب اليمني , نقول لهم إن احتلال العدوان لأي شبر من أرضنا سيتم دفع ثمنه غاليا وإذا تمت السيطرة على أي مكان فهذا لا يعني أنها سيطرة أبدية وباستطاعتنا كما قال قائد الثورة أن نحررها .
* في ظل ارتفاع وتدهور سعر الصرف وسط بطء المعالجات الحكومية لذلك .. أين دوركم الثوري إذاً ؟
– نحن دعونا إلى وقفات احتجاجية أمام الأمم المتحدة كي تقوم بدورها، دعونا إلى توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في صنعاء وكذلك حوالات المغتربين بدلا من تسليمها إلى البنوك الخاصة حتى يتم ضبط الأسعار، قدمنا ثمان نقاط إلى الحكومة وهي : ان يكون هناك ضبط للأسعار والالتقاء بالتجار لتحديد أرباحهم ثم إنزال تسعيرة مخصصة لكل صنف من الأصناف التي يحتاج إليها المواطن, تقديم خدمة من شركة الاتصالات لاستعلام المواطن ومعرفة السعر الحقيقي لهذه السلع حتى لا يتعرض المواطن للابتزاز، وتحدثت إلى وزير المالية ونظر إلى هذه النقاط بايجابية واخبرنا انه قد تم البدء بتنفيذ بعض النقاط منها وتحديد بعض الأسعار لبعض السلع ونحن ننتظر من هذه الحكومة ان تقوم بخطوات أخرى لتحديد أسعار السلع الأخرى سواء كانت الدوائية أو الغذائية أو غيرها من المواد التي يحتاجها المواطن والتي تعتبر جزءاً من حياته وأساسية في بقائه.
* تقدمتم بمبادرة للأمم المتحدة ومجلس الأمن, ما نتائج هذه المبادرة وبرأيك لماذا لم تحظ بالتفاعل ؟
– كما هي عادة دول العدوان ومن في فلكها فهم دائما يتجنبون بل يرفضون أي مبادرات أو مقترحات تنهي الحرب وتحقق السلام, والمبادرة التي قدمناها بشأن العمليات العسكرية الحربية البحرية اعتقد انه كان جرى الحديث بشأنها في مجلس الأمن وهناك مبادرات أخرى قدمت اعتقد أنها هي الخطة الحقيقية التي يمكن الوصول من خلالها إلى حل خصوصا اننا دعونا إلى انتخابات والى مصالحة واستفتاء على أي قضية عالقة يمكن ان تسبب حرجا لأي طرف كان, يتحمل الشعب اليمني مسؤوليته وتعطى لهذه القضية للاستفاء عليها من قبل الشعب اليمني ونحن مع ذلك, إذا قال الشعب كلمته في أي قضية سنكون معه.
* ما هي إمكانية إجراء انتخابات في ظل الظروف الحالية الاقتصادية والسياسية؟
– بالنسبة لتمويل العملية الانتخابية , فيمكن ذلك من خلال موازنة مالية أقل بكثير جداً من تلك الأموال التي كانت تصرف في عهد الأنظمة السابقة والتي كان يذهب معظمها أدراج الرياح بسبب الفساد.
وإذا كانت هناك إرادة لدى المجتمع الدولي في إنهاء المشكلة اليمنية، فبإمكانه جمع المكونات السياسية المختلفة في الشمال والجنوب ودفعها لتقديم تنازلات لبعضها والقبول بالخيارات التي تحقق السلام والشراكة وإنهاء معاناة اليمنيين, لكن أين هي الإرادة الدولية لتحقيق ذلك؟ , هذه الإرادة لا تزال غائبة بسبب ضغوط ومصالح الدول المستفيدة من الحرب وفي مقدمتها دول العدوان .
* وماذا عن إعادة تطبيع الأوضاع وإعلان مبادرة العفو العام ؟.
– هذه الإجراءات كلها عملت على ضوئها الحكومة ونحن دعونا قبل تسليم اللجنة الثورية السلطة إلى المجلس السياسي إلى تنفيذ هذه النقاط نتمنى, ان يستمر التقدم في هذا الملف، وهناك أشخاص عادوا وهناك آخرون كثر يتواصلون ويريدون العودة وخصوصا بعدما تبين لهم أهداف العدوان الحقيقية .
* ما هو موقفكم من القضية الجنوبية ومطالب الانفصال وكيف تقيمون الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية ؟
– نحن مع الشعب اليمني موقفنا هو موقف الشعب اليمني والشعب هو الذي سيحدد خياراته نحن لن نقف حجر عثرة .
أما بالنسبة للأوضاع الأمنية فالعدوان الذي لايراعي لهذا الشعب أي حرمة وما يقوم به من حصار هو السبب في ذلك ، الحصار أصبحت آثاره تضرب المحافظات التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية والمحافظات التي ترزح تحت الاحتلال ، هكذا هو الاحتلال يعمل وهكذا تفعل الدول الغازية.. ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، هكذا قالت بلقيس اليمنية في قولتها المشهورة.
* كيف تنظرون لما يجري في الجنوب تحت الاحتلال وما هي رسالتكم لإخواننا الجنوبيين ؟
– على إخواننا في الجنوب تقييم سلول العدوان خلال السنوات الماضية لمعرفة أهدافه الحقيقية ومن ثم الوقوف بجد أمام مشروعه ومخططاته الخطيرة, هي القضية التي على الجنوب والشمال ان يعملوا على طرد الاحتلال والغزو حتى يستعيدوا حريتهم وكرامتهم وعزتهم واستقلالهم والخروج من المربع الذي هم فيه .
* ما دور اللجنة الثورية في مساندة الحكومة والمجلس السياسي الأعلى؟
– نحن قدمنا وساندنا الحكومة ولا زلنا مستعدين لتقديم المزيد نحن تحركنا مع الشعب اليمني في مواجهة هذا العدوان خلال الفترة الماضية ونعمل وعلى استعداد لتقديم النصائح والمشورة وما تريده الحكومة منا نحن جاهزون ان أرادوا ان نقوم بمساعدتهم ولا يمكن أن نتدخل في السلطة التي سلمناها إلى المجلس السياسي الأعلى وبإمكان المجلس السياسي الأعلى أن يقوم بدوره كاملا .
* ما تقييمكم لتفاعل القبائل في رفد الجبهات والمرابطين من أبطال الجيش واللجان الشعبية ؟
– دور القبائل يبعث على الاطمئنان فهم يبذلون كل إمكاناتهم ويتحركون بكل ما في وسعهم لدفع هذا العدوان بوعي وبطولة وسخاء والشعب الذي يحمل هذه الصفات لا يستطيع أي غاز أو محتل السيطرة عليه .
* كيف ترون واقع الجبهات الداخلية خاصة في مارب والجوف والساحل الغربي ؟
– كلها في وضع مطمئن، إذا تقدم العدوان في تبة يتم طردهم منها في اليوم الثاني, لازالت الأخبار هي أخبار 2015م التباب التي سيطروا عليها يطردون منها وسيطردون من جبهة الساحل وسيفشلون رغم كل ما حشدوه وينفقوه.
* ملف الأسرى ما هو المستجد في ذلك ؟
– نحن قلنا وتحدث قائد الثورة إلى غريفث عن موضوع الأسرى بأننا على استعداد كامل لإطلاق جميع الأسرى إذا أطلقت دول العدوان أسرانا لديهم .
* كلمة أخيرة ؟
– نبارك للشعب اليمني ونقول لهم إن التضحيات التي قدمت والدماء التي سالت من اجل الدفاع عن الوطن هي تعبير صادق وواقعي وحقيقي والتزام بمبدأنا الوطني الثابت “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” وهي استجابة لما تمليه علينا ثورتنا ومسؤوليتنا الدينية والوطنية تجاه شعبنا ووطننا في مواجهة الغزو والطغيان.