ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر اليمنية أسقطت نظام العمالة والتبعية
|| صحافة عربية ودولية || العالم
تكشف التصريحات الأمريكية المتعاقبة حقيقة مشروع واشنطن في اليمن للسيطرة على اهم المراكز الحيوية فيها، وبمؤازة العدوان تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للعودة مجدداً الى اليمن والتهيئة لتشييد قواعد عسكرية في جزيرة سقطرى وبالقرب من باب المندب، بحسب مراقبين.
وجاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، لتعيد الاعتبار للذات اليمنية اولا، التي شارفت على الاستلاب والضياع، وللقيم والمبادئ الدينية والإنسانية والثورية ثانيا، التي تنكر على الانسان أي كان دينه او مذهبه او فكره او ثقافته، ان يعيش رهين قوى التسلط والهيمنة، وان يحيا تابعا مسلوب الإرادة والحرية والفكر.
وفي مداخلة لرئيس اللجنة الثورية العليا عبر الهاتف مع قناة المسيرة بمناسبة العيد الرابع لثورة 21 من سبتمبر قال: بلادنا تحتفل بالعيد الرابع لثورة 21 من سبتمبر، ما الذي يمكن في البداية أن يقال عن هذه المناسبة التي أعقبها حرب استمرت لما يقارب الأربع سنوات، وأضاف نعم، كان من أبرز أهداف قوى العدوان هو إعادة الوصاية على اليمن، وكان من أهداف الثورة أيضاً هو اسقاط الوصاية، هل يمكن أن تعود الوصاية إلى اليمن كما يُخططون له؟
وفي السياق نفسه أكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة أسقطت نظام العمالة والتبعية والفساد والإرهاب، وفتحت المجال لقيام شراكة وطنية عبر ما نتج عنها وهو اتفاق السلم والشراكة.
وشدد رئيس اللجنة الثورية العليا في بيان له على أن الثورة تنشد استقلال القرار الوطني والخلاص من الوصاية والهيمنة الخارجية، وهو ما أزعج أعداء اليمن فشنوا العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الإسرائيلي على اليمن بعد ستة أشهر فقط من الثورة، ليؤكدوا أنه لم يقم إلا لاستهدافها ولمعاقبة الشعب اليمني الثائر الساعي لانتزاع حريته واستقلال وطنه.
وأكد أن العيد الرابع يأتي متواكباً مع مرور ثلاثة أعوام ونصف من مواجهة العدوان وأنه لن تكتمل الثورة إلا بتحقيق الانتصار والأمن والاستقرار في دولة عادلة حرة مستقلة.
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن ثورة 21 سبتمبر2014 “أطاحت برموز الفساد والعمالة والارتهان والإجرام وقضت على المصالح غير المشروعة لقوى البغي الأجنبية في اليمن فتكالبت لمحاولة القضاء عليها بكافة الوسائل”.
وشدد على أن استمرار الروح الثورية في وجه العدوان يمثل السبيل الوحيد للخروج من الوضع الحالي وتحقيق الانتصار على الغزاة والمعتدين.
وأضاف أن الشعب اليمني قدم بثورته العظيمة درسا لكل الشعوب التي تنشد الحرية، مفاده أنه لا خلاص للشعوب إلا بالتحرك ضد الظالمين والفاسدين، مضيفا أن الشعب اليمني بمواجهته للغزاة يقدم الدرس العملي بأنه لا قوة تستطيع أن تكسر إرادة الشعوب الثائرة التي تنشد حريتها واستقلالها.
وتابع قائلا: ” للشعب اليمني أن يفاخر في يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، بتقديمه الدرس عملياً بالتحرك الجاد والمسئول والمتعاون خلف قيادة صادقة يحقق دائما الانتصار بفضل الله تعالى، وهو ما يجعلنا على ثقة عالية بأن قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مع شعبه وأمته وبالثقة العالية بالله تعالى سيمضي بسفينة الوطن إلى بر الأمان حيث ترسو على ضفاف الدولة الجمهورية الديمقراطية الحرة العادلة الكريمة دولة القانون والمؤسسات الحقيقية المنشودة التي تكفل لكل مواطن ومواطنة حقوقه ومواطنته المتساوية.
وأكد أن الثورة ستظل محافظة على استقلال القرار ومدافعة عن السيادة ومؤمنة بالعلاقات الودية والندية مع الدول الاشقاء والأصدقاء، مع إرساء مبدئي الشفافية والمشاركة مع جميع أبناء الوطن في الثروة والقرار، لتقدم نهجا مغايرا لما ألفه الشعب من التسلط والقهر ومحاولة إلغاء الآخر.
وشدد على أن هذه المبادئ تمثل ـ بترسيخها عمليا وقانونيا ـ منهلاً لكل الأجيال، تدرك من خلاله عظمة التضحيات التي تبذل في مواجهة الحرب المفروضة والعدوان الإرهابي الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائه في معركة الاستقلال، لنُعبّد بإذن الله جميعا سبيل حياة الحرية والعزة والكرامة والاستقلال والاستقرار حاضرا ومستقبلا.
ويعزى مراقبون ان الأنتقام الأمريكي من ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بدأ بترتيبات مع النظام السعودي ودول اخرى لأستعادة الهيمنة الأمريكية الذي سقطت مع سقوط اوكار القاعدة وداعش في كثسر من المحافظات على يد الجيش واللجان الشعبية ليبدأ العدوان على اليمن لأنقاذ ما يمكن انقاذه واستعادة النفوذ والهيمنية الخارجية.
ورغم استمرار العدوان الوحشي والحصار الخانق، يستمر اليمنيون قيادة وشعبا في ضرب أروع نماذج الصمود والثبات والتحدي الأسطوري، ويستمر رجال الرجال المرابطين في الجبهات في كسر زحوفات العدوان وعملائه ومرتزقته المأجورين من الداخل والخارج.
و تعد ثورة ال21 من سبتمبر نقطة التحولات الكبرى في صناعة مفردات وعناصر المشهد السياسي في اليمن خصوصا، وانعكاساته حاضرا ومستقبلا على المستوى السياسي الإقليمي والعالمي عامة، ولعل أبرز النتائج التي تمخضت عن تلك التحولات الخطيرة – على المستوى الداخلي – سقوط آخر الأقنعة عن تلك الجماعات الإسلامية الراديكالية المتطرفة.