الطائرة الروسية: مابين الفخ الاسرائيلي والتفاهم الروسي

|| صحافة عربية ودولية || العهد

تنصب محاولات الكيان الصهيوني العديدة لتبريد نتائج اعتداءات اللاذقية ضمن فكرة تثبيت معادلة جديدة رسمها الكيان ليتيح لنفسه استهداف كامل الخريطة السورية، بحجج مختلفة، ليشكل العدوان الاخير مخالفةً لكل التفاهمات الروسية الاسرائيلية، ويمكننا القول ان الروسي قد اخطأ عندما توقع ان للصهاينة عهدا ووعدا، حتى جاءت حادثة الطائرة قبل ايام، ليفتح باب الاسئلة، عن مرحلة ما بعد اسقاط الطائرة (IL20)، هل ستصل نتائج هذا الاعتداء للقطيعة الروسية مع الكيان الاسرائيلي، ام سينتهي عصر غض طرف روسيا عن اعتداءات الكيان، ام سيتخذ الروسي تدابير حماية أكبر لجنوده وطائراته في الجغرافية السورية، وتضيق مساحة حركة الطائرات الاسرائيلية باتجاه سورية.

 

بكل شفافية، الروسي الذي كان في السابق لا يقترب من طائرات العدو، اوقعه الصهيوني في فخ الاستهداف، بعد ان اغمضت القوات الروسية عينها عن الاعتداءات، وكانت ذراعها بطيئة على الزناد، ما يؤكد ان هناك علاقة تفاهم واضحة، تمكن الجانب الروسي والكيان، من تنفيذ مصالحهما في سورية، دون ان يتعارض ذلك مع مصالح الاخر، تفاهم مركب ضمن سياسات مدروسة، ما يعني وإجابة على سؤال هل ستتأزم العلاقات الروسية مع كيان العدو، إن حادثة الكمين الجوي الصهيوني للطائرة الروسية، لن توصل الى حد القطيعة، بل على العكس، هي كحادثة او ضربة، لا تحتمل التعقيد في العلاقات بين البلدين اكثر، لكن سيتكرر سيناريو اسقاط الطائرة الروسية من قبل الجيش التركي في عام 2015. وسيتم ترتيب تفاهمات جديدة تفرضها موسكو على الكيان الغاصب، سترسم مجموعة اجراءات تمنع الكيان من ان يمد يده اكثر في الجغرافية القريبة من القوات الروسية، وستسحب بساط الحرية من تحت اجنحة طائرات العدو الاسرائيلي، ضمن مساحة محددة، ليُبقي فلاديميير بوتين، يده هي الأعلى والأقوى، كما حدث في ملف إيصال تركيا للتوتر مع حلف الناتو، ودخولها في معترك مباحثات استانا، وما حصد من نتائج بعد ذلك، كل ذلك سيشكل لبنة في مدماك الدور الروسي في المنطقة، ولن نكون متشائمين لكن نستبعد ان يكون هناك زيادة دعم روسي للدولة السورية، في ميدان الدفاع الجوي او الاجهزة الالكترونية الخاصة بهذا النوع من المعارك، وسيتعامل بوتين ضمن فكرة الهدف التكتيكي والهدف الاستراتيجي، مع الكشف الكامل عن الفرق القيمي بين الولايات المتحدة الامريكية في تعاملها مع الكيان الاسرائيلي، وتعامل روسيا القيمي مع هذا الكيان بعد هذا العدوان.

 

الايام القليلة القادمة، ستؤكد ان هذا الاعتداء ترك اثراً سلبيا واضحا في العلاقات بين الكيان الاسرائيلي وروسيا الاتحادية، لكنه لن يصل الى درجة الاحتراب، وما نتمناه هو، ان يقتنع الحليف الروسي، بأن هذا الكيان لا يملك اخلاقا تلزمه بوعود، او عهود، وان التعامل ضمن قيم إخلاقية لن يجدي نفعاً، ويمكن للحليف الروسي ان يعيد حساباته بعد ذلك، ولو من باب السماء السورية.

قد يعجبك ايضا