تحرير الأمة العربية بالدماء اليمنية

|| مقالات || رويدا عثمان

منذ بداية العدوان الغاشم على اليمن وإلى يومنا هذا ولا يزالُ أبناءُ اليمن يقدّمون أرواحَهم رخيصةً؛ وإيْمَـاناً منهم بعدالة قضيتهم ومظلوميتهم وحقهم في استعادة وطنهم المسلوب وكرامتهم وحريتهم وكيانهم المغتصب منذ زمن ليس بالبعيد من قبل دول الاستكبار وأدواتهم من عملاء ومرتزقة وخونة من الداخل والخارج..

فقد عانى اليمنُ مرارة التدخلات السافرة وفرض الهيمنة والوصاية الخارجية وسلب كُـلّ ثرواته وتهميشه والعبث بمقدراته النفيسة وطمس هُويته واستقلاله والعمل على تفكيكه والنيل من أبنائه الشرفاء.. وهذا الشيء ليس فقط في اليمن بل تعاني منه الأُمَّـة العربية كافة وبألم وصمت مريب ومعيب.

وقد استشعر أبناء اليمن الشرفاء خطرَ هذا الغزو والاحتلال وإنْ بطريقة غير مباشرة وباستخدام أساليبَ ملتوية ومموهة لإخفاء نواياهم القذرة وتمرير مُخَطّطهم تارة بالتطبيع والتمييع وتارة بالترغيب والترهيب..

فقرّر أن ينتفض ويثور عليهم وعلى أدواتهم من الخونة والمرتزقة وإسقاط الأنظمة الفاسدة العميلة بالداخل، مما جعل تلك الدول المستكبرة تفزع وتخشى نجاح ثورتهم وتطهير وطنهم الشيء الذي سيجعلها تفقد سيطرتها على اليمن بشكل خاص وعلى الأُمَّـة العربية بشكل عام.. وهذا سيؤدي إلى فشل مُخَطّطهم ومشروعهم بصنع الشرق الأوسط الجديد والذي سيشكل بدوره تهديد على مستقبلهم وعلى استمرارية وجودهم وكينونتهم…

فما كان منهم إلّا الإسراع بحشد أسلحتهم واستخدام جميع الوسائل لاستعادة إحكام سيطرتهم على المنطقة وإخماد فتيل نار (ثورة استعادة الحرية والكيان والكرامة) الذي أشعل فتيلها أبناء اليمن الشرفاء ولكنهم باءوا بفشل ذريع وصدمه من الترسانة الإيْمَـانية من أبناء اليمن الأحرار الذين أوقفوا مشروعهم وشكلوا عائقاً كبيراً عليهم وضربوا بمُخَطّطهم عرض الحائط..

وقد كانت صعدةُ السبّاقةَ في الصحوة وإشعال فتيل الثورة بإطلاق صرختها وإعلان البراءة من أمريكا وإسرائيل وعدم موالاتها والانبطاح لهم.. فقدمت العديدَ من قوافل الدماء الزكية من جميع الفئات كباراً وصغاراً نساءً وأطفالاً ورجالاً.. من قبل بدء العدوان على اليمن وإلى يومنا هذا..

وبقُـوَّة الله وتأييده لهم انطلقت وانتشرت الصرخة من داخل موطنها صعدة إلى كافة مناطق اليمن وهبوا جميع الشرفاء ووقفوا وقفة رجل واحد باستثناء عملائهم المرتزقة الذين باعوا وطنهم بثمن بخس وأفنت دول الاستكبار عمرها وهي تصنعهم ولكن دون جدوى فقد فروا جبناء أذلاء مشتتين إلى خارج اليمن العظيم.. يتجرعون مرارة الإهانة وويلات الذل والعار جراء ما اقترفت أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء..

والآن وبقُـوَّة الله وانتصاراً لتلك الأشلاء الطاهرة والدماء الزكية والتي استشهد فيها أَكْثَـر من 50 طفلاً في عمر الزهور بمجزرة سوق ضحيان بصعدة وهم على متن حافلة ذاهبون في رحلة صيفية يحملون من الوعي والثقافة القُـرْآنية ما يزلزل بها عروشَ الطغاة ويرهبهم في عكر دارهم والذي من أجله شرعن قصفهم وجعل منهم هدفاً عسكرياً استراتيجياً.. فما يحملونه من قُـوَّة إيْمَـان ووعي وتربية قُـرْآنية يعد سلاحا فتاكا.. سيبيدهم ولا يملكون له مضاداً ولا شفرةً لاختراقهم والتغرير بهم وشرائهم كما فعلوا مع بعض من الجيل الذي سبقوهم فهؤلاء هم جيل (الصرخة) المستقبل الواعد والوعد الصادق، ولكن ما لا يفقهونه الطغاة بأنهم لو أبادوا أطفالنا اليوم فسيكون هناك ألف طفل على كُـلّ رأس طفل شهيد، فالأجنة في بطون نساء اليمن يتغذون من الثقافة القُـرْآنية وحُبّ الجهاد في سبيل الله..

إنّ تلك الأرواح البريئة التي تعديتم عليها لن تذهب سدىً، ستتحولُ دماؤهم إلى بارود وبقايا أشلاؤهم إلى منصات للصواريخ وقواعد عسكرية بحرية وجوية وبرية.. محلقةً في الأفق معلنة بوادر النصر القريب والفتح المبين ومن خلالها ما عجلتم إلّا بزوالكم وفنائكم وتعلمت كُـلّ الأُمَّـة العربية التي كانت قد تطبعت بالصمت والامتهان والخوف كيف تصرخ وتعترض وتقاوم وتتحرّر من أَسْرِ العُبُودية وتنتفض من أجل استعادة ما سلبتموه منها في الماضي فالحاضر والمستقبل لن يكون مثل ما عهدتموه سابقا بل القادم حبلى بالمفاجآت العظيمة والمبشرة بالتغيير والتمكين من أعداء الله والأُمَّـة العربية..

(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) وستنتصر الدماء اليمنية وتنطلق لتحرّر الأُمَّـة العربية ومقدساتها الشريفة ومن دنس اليهود وآل سعود والعاقبة بالنهاية وليست بالبداية..

قد يعجبك ايضا