خطورة النظرة المادية والانبهار بما وصل إليه الغرب

|| مقالات ||  سمير المروني

التطوُّرُ المادي للدول يحوِّلُ الإنْسَانَ إلى سلعة، وَهذا ما جعل الإنْسَانَ في بعض الشعوب المتقدّمة يعاني من أزماتٍ نفسية كبيرة تصلُ إلى الانتحار وجعل الأطباء النفسيين فيها من أغنى الشرائح وأهمها لكثرة المرضى وارتفاع تكاليف العلاج.

كما أن الإنْسَانَ في هذه المجتمعات يُعاني من مشاكلَ أسريةٍ كبيرة وانحرافات خلقية وروحية.

ولهذا سنجدُ أن مهمةَ الأنبياء والرسل عليهم السلام تتمثّلُ فيما قاله الرَّسُـوْلُ صلوات ربي عليه وعلى آله: (إنما بعثتُ متمماً لمكارم الأَخْلَاق)؛ لأنَّ الأَخْلَاق في واقع الإنْسَان واحتياجاته الفردية والجماعية هي أهمّ وأعظم من الجوانب المادية..

والارتقاء الأَخْلَاقي والقيمي مقدّمٌ على الجوانب المادية والتقدّم المادي.

وهذا لا يعني أن التقدّمَ المادي غيرُ ضروري أَوْ غير مهم، لا، فالتقدّم الأَخْلَاقي يدعو ويحُثُّ على التقدّم المادي.

والتقدُّمُ الأَخْلَاقي والرقيُّ القيمي هو الضامِــنُ الوحيدُ لسلامة التقدُّمِ المادي والحفاظ عليه ليكونَ في مساره الصحيح الذي ستستفيدُ منه المجتمعاتُ بعيداً عن الأضرار الناجمة عنه في حال خلوه من الأَخْلَاق والقيم، وهذا ما نلحظه في تقدّم أمريكا وغيرها الخالي من القيم والأَخْلَاق وكيف تحوّل هذا التقدّم إلى أداة رُعب ودمار للعالم.

وكيف تأثر بهذا التقدّم المادي وهذه النظرة المادية كثير من الشعوب وكثير من الأَفْــرَاد والجماعات حتى أصبح الحَـقّ عندهم والصواب يقاس بالمادة وبالمكاسب والمصالح المادية حتى وإن وصل الأمر إلى بيع الأعراض والأوطان، كما يفعل المرتزِقة والعملاء.

ولهذا فعلينا أن نحرص كُـلَّ الحرص على بناء أنفسنا والارتقاء بها أَخْلَاقياً وقيمياً قبل الاهتمام بالحسابات المادية.

ولهذا فقد كانت مهمةُ النبي صلواتُ الله عليه وعلى آله هي أن يعلم الناس الكتاب والحكمة ويزكيهم التزكية الروحية والنفسية والارتقاء الأَخْلَاقي حتى يحميَهم من السقوط في مستنقعات وَأوحال النظريات المادية.

ولهذا فإننا نلحِظُ أن كثيراً ممن سبقوا في تأريخنا الحديثِ كزعماء وقيادات عربية من ضعيفي الإيْمَان وقاصري الوعي وقعوا في فَخِّ الماديات الغربية بمجرد زيارة واحدة إلى بريطانيا أَوْ فرنسا، فعادوا إلى بلدانهم يُدَجِّنُون الناس وَيعملون لصالح الغرب بدلاً عن دَعوتِهم إلى مناهَضة مشاريع الغرب الاستعمارية والاستكبارية، كما ذكر هذا الشهيدُ القائدُ رضوانُ الله عليه.

قد يعجبك ايضا