عُملة صعبة!
|| مقالات || صارم الدين مفضل
إلى أين يتجهُ إعْـلَاميونا المناهضون للعدوان في ظل تكريس سياسة النسخ واللصق و”جر منه ناوله” بعد أربع سنوات من العمل في سماء الإعْـلَام بلا أُفُق ولا وعي ولا حتى تأهيل علمي وتدريب واقعي وتفاعلي للرفع من مستوى وعيهم وأدائهم في هذا الحقل المهم والحساس؟! والكلام هنا يخُصُّ من يقدمون أنفسَهم كإعْـلَاميين وبعضُهم يديرون وسائلَ إعْـلَام كصحف وقنوات وإذاعات ومواقع إخبارية إلكترونية وليس مجرد مفسبكين ومشتركين في وسائل التواصل الاجتماعي..
لماذا استطاع الآخرون صناعةَ إعْـلَاميين محترفين امتلكوا أدوات الكتابة والتحرير واستنهضوا واقعَ الصحافة والإعْـلَام المرير بغضِّ النظر عن مموليهم وأَهْدَافهم، فتميزوا في إدارة وسائل إعْـلَام خَاصَّـة بهم وصناعة ونقل أحداث ووقائع حقّقت تأثيرات كبيرة في واقع الوعي الجمعي بطول وعرض اليمن، فيما مؤسسات الدولة المعنية وقفت عاجزة عن تدريب وتأهيل كوادرها الإعْـلَامية التدريب الكافي لتمتلكَ نفس القدرات العالية في الكتابة والتحرير والتقديم والإلقاء وتسليط الضوء على المسائل والمواضيع المهمة والحساسة حسب الأولويات بما يخدم قضايا اليمني واليمنيين، ولهذا ظل أداء وسائل إعْـلَام الدولة باهتاً وضعيفاً حتى اليوم؟!!
لا أعتقدُ بأن الأمورَ المالية وحدَها من يصنعُ الفارق، بقدر ما هو وضوحُ الهدف والرؤية لدى المحرّك والمموّل الذي يعي أهميّة التواصُلِ بالجماهير ويعرفُ قيمة الأداء المسؤول والفاعل والمؤثر؛ ولهذا فنحن في حالتنا هذه نحتاجُ لمسؤولين أكفاء وفاعلين لإدارة العمل الإعْـلَامي وتنشئة جيلٍ عريضٍ من الإعْـلَاميين المهنيين القادرين على تمثيل السلطة الرابعة وحماية مصالح البلد الحقيقية دون غيرها.. وليس كمرتزقة الطرف الآخر الذين يرفعون زُوراً شعارات المصلحة العليا فيما هم يخدمون جهات خَاصَّـة لتأمين مصالحهم الشخصية!