مجلة فورين بوليسي الأمريكية: ابن سلمان ينهار وعلى ترامب التحرك فوراً لإنقاذه
|| صحافة عربية ودولية ||
دعت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الرئيس دونالد ترامب الى التدخل بسرعة لإنقاذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الكوارث التي ورط نفسه بها، مؤكدة ان المملكة النفطية تشهد انهياراً كبيراً في الإستثمار الأجنبي.
ولفتت المجلة الامريكية في تقرير جديد الى ان ترامب تلقى تحذيراً واضحاً للحدّ من اندفاع محمد بن سلمان قبل انهياره ، مؤكدة ان واشنطن تشعر بالقلق من فشل تلك الإصلاحات، وتابعت المجلة، إن “أحدث الأخبار السيئة التي جاءت من السعودية هي الإعلان عن قرار بيع أسهم شركة أرمكو، عملاق النفط السعودي؛ في إشارة واضحة لحجم المشاكل التي يواجهها بن سلمان، الذي سبق له أن أعلن عن الفكرة في العام 2016، لتدخل في مرحلة التأجيل من وقت لآخر”.
التقرير تطرّق إلى آراء مراقبين اعتبروا أن قرار إلغاء طرح أرامكو يمثّل ضربة خطيرة لبرنامج بن سلمان الإصلاحي؛ حيث كان الأخير يصوّر الفكرة على أنها جزء أساسي في برنامجه الإصلاحي، أو ما يُعرف برؤية 2030 لتحويل الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على النفط، وأضاف: “أصرّ بن سلمان على أن قيمة الشركة السوقية تصل إلى تريليوني دولار، وأن الـ100 مليار دولار التي يمكن جمعها من الاكتتاب العام ستساعد في تحقيق رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد”.
ويرى الكاتب أن محمد بن سلمان يسعى حالياً من أجل التخفيف من فشل الاكتتاب العام؛ وذلك عن طريق شراء شركة “أرامكو” حصة في شركة “سابك”، وهي شركة البتروكيماويات التي يملكها صندوق الثروة السيادية السعودية، وتُعدّ رابع أكبر شركة بالعالم في هذا المجال، وأوضح قائلاً: إن “انهيار اكتتاب أرامكو هو أهم علامة على المشاكل التي تواجه إصلاحات بن سلمان، خلال الأشهر الستة الماضية، لكنها ليست الوحيدة”.
واستطرد يقول: ” مايجري في البلاد أدّى إلى زعزعة الثقة بإصلاحات بن سلمان، ودفعت بالكثير من المستثمرين إلى العزوف عن التعامل مع السعودية”، فخلال العامين الماضيين كانت الأرقام تحكي قصة مزعجة عن السعودية،إذ قُدّرت الأموال التي هُرّبت إلى الخارج، في العام 2017، بنحو 80 مليار دولار، في حين من المتوقّع أن تصل هذا العام إلى 65 مليار دولار، وكان ذلك قبل الخلاف الأخير مع كندا بشأن ملف الرياض السيئ تجاه حقوق الإنسان.
وأضاف: “تقول التقارير إن الأرقام ستكون أكبر، وإذا لم تتخذ الرياض تدابير لوقف هروب الأموال نحو الخارج فالأثرياء السعوديون يعتقدون أن أموالهم تخضع للرصد حالياً. لقد تم استجواب العديد منهم بسبب تحويلات مالية بسيطة للخارج، في وقت تم إيقاف أي عمليات لتحويل أموال ضخمة خارج البلاد”.
وواصل الكاتب: “يشير تقرير أصدره مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، في يونيو الماضي، إلى أن عام 2017 شهد انخفاضاً في حجم الاستثمار الأجنبي الجديد، ووصل إلى أدنى مستوى له في 14 عاماً، حيث انخفض إلى 80% مقارنة بالعام الذي قبله”.
وفي ختام مقاله دعا الكاتب واشنطن إلى ضرورة عدم التخلّي عن ابن سلمان، وأن تساعده على تجنّب الأخطاء التي وقع بها؛ لكونها ستؤدّي إلى انهيار كامل لمشروع الإصلاح في السعودية، وما يحمله ذلك من تهديد للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط..