اغتيال خاشقجي هل يفتح ملفات إبن سلمان الاجرامية باليمن؟

|| مقالات || عبدالرحمن راجح

 

لقيت قضية اغتيال او اختطاف الصحفي والسياسي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول بتركيا خلال الايام القليلة الماضية ردود افعال واسعة النطاق خاصة من قبل الاعلام الغربي والاميركي.

خاشقجي الذي كان من اشد المؤيدين للعدوان السعودي الاماراتي على اليمن غير رايه في الاونه الاخيرة حيال حرب اليمن وانتقد دور السعودية وسياسات إبن سلمان بشكل علني.

اختفاء خاشقجي وتسليط الاضواء على هذه القضية وما رافقها من روايات عن مقتله والاسلوب والطريقة الاستخباراتية الداعشية الذي اتخذه النظام السعودي في تصفيته ادت الى ردود افعال شعبية واسعة في اليمن حيث اصبح العديد من اليمنيين يتمنون او يعتقدون ان هذه الجريمة السعودية هي احدى الاخطاء السياسية القاتلة لمحمد بن سلمان وانها قد تؤدي الى تغيير جذري في المواقف الدولية تجاه السعودية والضغط عليها لانهاء عدوانها الاجرامي على اليمن اولا وفتح ملفات جرائم إبن سلمان ثانيا.

 

وبما ان الجرائم السعودية في اليمن لا تتوقف لحظة واحدة فانه ينبغي الاشارة الى جريمة اختطاف مماثلة لجريمة اختطاف خاشقجي حدثت في اليمن لكنها لم تكن بهذه الاهمية الا انها دليل قاطع على عدم تغاضي إبن سلمان عن شيء وانه يحمل نوايا اجرامية ينفذها بحق كل من قد يشكل خطرا عليه او على سمعته حتى لو كان ذلك الخطر مجرد صورة اعلامية في صحيفة او نشرة اخبارية تلفزيونية.

القضية هذه تعود لأكثر من عام حيث نفذ النظام السعودي عملية اختطاف بحق الطفلة اليمنية بثينة التي تبلغ من العمر ستة اعوام والتي ادت غارة سعودية قبل عام ونصف تقريبا الى قتل والديها واخواتها وشكلت حالتها انذاك ردود افعال شعبية وسياسية واسعة ولقبت في معظم وسائل الاعلام بعين الانسانية نظرا للصورة التي التقطت لها وهي تحاول فتح عينها لترى ما يحصل حولها حيث قام النظام السعودي من اجل ان يغطي على جريمته باستدراجها الى عدن واختطافها الى الرياض ووضعها في السجن مع عمها ومن بقي من اسرتها.

 

وفي اطار الردود الدولية وبالتزامن مع القلق الدولي إزاء اختفاء الصحفي والمعارض السعودي البارز جمال خاشقجي دعت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل السعودية إلى وقف الضربات الجوية على أهداف مدنية في اليمن ومحاكمة المسؤولين عن سقوط أطفال في هجمات غير مشروعة بحسب البيان الذي اصدرته. التصريح الاممي هذا وتزايد الضغوط الدولية على السعودية، ومنها ضغوط من حلفائها، لبذل المزيد من الجهد للكشف عن مصير خاشقجي ادت الى ان يعلق العديد من اليمنيين الامال على هذه القضية لتكون فاتحة خير لتغير المزاج العالمي خاصة الغربي تجاه إبن سلمان التي كانت تصفه العديد من الصحف الغربية والحكومات الغربية بانه رجل الاصلاح السياسي في المملكه وكانت تعمل ليل نهار للترويج له.

 

تغير المزاج الغربي حيال محمد بن سلمان قد يؤدي الى تركيزه على اخطاء وعثرات إبن سلمان وكشف جرائمه بحق المدنيين اليمنيين ما سيؤدي الى رفع التعتيم الغربي عن الحرب في اليمن وفي الاخير انهاؤها وتوقف القتل والاجرام السعودي. غير ان العديد من المراقبين يرون ان الحرب السعودية الاماراتية تمثل سوقا رابحا لهذه الدول وايضا عاملا لابتزازهم وحلبهم المزيد من الاموال لذلك لا يوجد اي موشر على التغيير في سياسة هذه الدول خاصة بعد التصريحات التي اطلقها الرئيس الاميركي دونالد الترامب وتاكيده ان عملية اختفاء خاشقجي لن تؤثر على صفقات وبيع الاسلحة للسعودية وانها سوف تستمر، كما ان التعاطي الغربي والتركي مع قضية خاشقجي على ما يبدو تحول من قضية سياسية وانسانية الى اداة ابتزاز مالية وسياسية للنظام السعودي حسب العديد من المراقبين.

 

قد يعجبك ايضا