العدوان على اليمن وقتل خاشقجي.. إجرامٌ عابرٌ للحدود
|| مقالات || عبدالإله الخضر
إن حادثةَ اختفاء الصحفي السعوديّ الشهير جمال خاشقجي الذي يكتب في كبرى الصحف العالمية تمثل عملية إرهاب عابرةً للحدود.
فالرجل دخل مبنى قنصلية بلادة في تركيا واختفاء عن الأنظار منذ ذلك اليوم وقد رجحت مصادر أمنية تركية مقتله.
وقد يتساءلُ البعض ما هي دوافع النظام السعوديّ للقيام بهكذا جريمة نقول إن الصحفي جمال خاشقجي معروفٌ بانتقاده الحادّ للسياسة العدوانية لنظام الحكم في المملكة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يوصفُ بالمتهور في إدَارَة حكم البلاد.
ومن الدلائل التي ترجح مقتلَه بأوامر النظام السعوديّ هو ما ذكرته بعض الصحف التركية عن وصول وفد أمني سعوديّ بطائرة خَاصَّــة إلى مقر القنصلية أثناء تواجد خاشقجي هناك قد تكون من نفّـذت عملية اغتياله وربما اختطافه ونقله إلى أحد السجون في المملكة بدون علم الجهات الرسمية التركية بالحادثة.
فالمعروف أنه لا يسمح تفتيش مواكب الدبلوماسيين وهذا ما ساعد الأمنيين السعوديّين على تنفيذ الجريمة وإخفاء الأمر ولولا أن أحد أقرباء الضحية كان منتظراً لخروجه عند مبنى القنصلية لأَصْبَــحت قصته في خبر كان وربما كان النظام السعوديّ أفلت من الاتِّـهام له بالوقوف خلف مقتله.
ولحسن حظ الرجل فقد أَصْبَــحت عملية مقتله قضية دولية تتحدث بها وسائل الإعلام العالمية، ونشير هنا إلى دعوة الأُمَـم المتحدة والدول الأَعْضَــاء بمجلس الأمن الدولي وعدد من منظّـمات حقوق الإنْسَــان إلى تحقيق دولي عاجل لكشف ملابسات ما جرى ومن يقف وراء هذا العمل الإرهابي والقتل العمد خارج القانون.
فقد أَصْبَــح المواطن السعوديّ ملاحَقاً خارج حدود بلادة والموتُ ينتظر كُـلّ من يخرج عن السمع والطاعة والولاء المطلق للنظام القمعي في المملكة.
وما يهمنا هنا هو أن يدرك العالم الحر بشاعة هذا النظام وغطرسته التي فاقت كُـلّ التوقعات وتجاوزت كُـلّ الحدود والأعراف الإنْسَــانية.
وما نتمناه أن تُلفتَ هذه الحادثةُ الانتباهَ للجرائم التي يرتكبها النظام السعوديّ بحق الشعب اليمني ليل نهار ويذكر العالم بالمجازر اليومية التي يرتَكِـبُها منذ بداية عدوانه مطلع العام 2015، فالنظامُ السعوديّ الذي ارتكب عملية القتل الجماعي لليمنيين في منازلهم وأماكن تجمعاتهم ليس عاجزاً ولا بريئاً من قتل شخصية مثل الصحفي جمال خاشقجي الذي كان ذنبه أنه تبرّأ من التصرُّفات العدوانية والغطرسة والفِساد للنظام السعوديّ الجديد.