اختفاء خاشقجي.. قضية مربحة لأمريكا ومرعبة لآل سعود!!

|| مقالات || إسماعيل المحاقري

لا يبدو أن الرياح الآتية على المملكة السعودية تأتي بما تشتهيه سفن محمد بن سلمان صاحب مشروع الانفتاح والانبطاح والرؤية الوردية ولا أحلامه وأوهامه برغم ما أنفقه وينفقه من أموال طائلة لكسب ود ترامب ولا بما يقدمه من خدمات جزيلة في المشروع الأمريكي إما على صعيد شن الحروب المباشرة كما يحدث في اليمن وإداراة الصراع والأزمات كما في سوريا والعراق أو على صعيد التقارب مع كيان العدو الصهيوني.

 

وباعتبارها تتحمل جزءا من المسؤولية من وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اتخذ من واشنطن مقرا للإقامة هربا من ملاحقة السلطات السعودية تحاول أمريكا جاهدة البحث عن تخريجة  لـحل هذه القضية بما يحفظ مصالحها أولا ولو اقتضى الأمر الإطاحة بولي العهد السعودي.

 

وتلك خلاصة جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للمنطقة حيث قال لبن سلمان إن مستقبله كملك على المحك، وأن أمريكا مجبرة على اتخاذ إجراءات لم يحددها بسبب الضغط العالمي حسب وصفه وقد لا يعدو ذلك عن تخويفات لزوم فرض صكوك الطاعة والولاء.

 

وعقب إطلاع بومبيو رئيسه على نتيجة زيارته للرياض وأنقرة تم الإعلان عن إلغاء وزير الخزانة الأمريكي مشاركته في المؤتمر الاستثماري المزمع عقده الاسبوع المقبل في الرياض لتنظم واشنطن في ذلك إلى دول أوروبية أخرى أعلنت عدم المشاركة في المؤتمر ذاته الذي بات هو الآخر على المحك، وربما سوف يعلن عن إلغائه أو تـأجيله تجنبا للحرج.

 

إلغاء وزير الخزانة الأمريكي مشاركته في المؤتمر الاستثماري السعودي خطوة يراها المراقبون تفسر اتجاه أمريكا نحو مزيد من التشدد، كموقف تحاول تسويقه في أوساط والعمل على ممارسة أقصى الضغوط بحق السعودية طمعا في كسب أكبر قدر ممكن من الأموال والثروة النفطية التي يسيل لها لعاب ترامب في كل تصريح يدلي به بشأن علاقة بلاده بمملكة آل سعود.

 

ولأن مهمة ابن سلمان أقرب إلى المستحيل في البحث عن كبش فداء لغسل يديه من عار فضيحة قتل أحد أبواقه المتمردين بتلك الطريقة الوحشية المغلفة بدبلوماسية داعشية أمريكية كون جميع الخيوط تنتهي عند هذا الأرعن وفق التسريبات التركية لا ضير في منح الرياض مهلة أيام للتحقيق في القضية ولن يؤثر ذلك على حجم العائدات المرصودة لأمريكا من هذه الصفقة إلا ما ازداد مؤشرها فلا أحد كترامب يجيد لغة الترغيب والترهيب بكل تبجح وليس كمثل أمريكا دولة تستغل الفرص وتصنع الأحداث للضغط على أدواتها وابتزازهم.

 

وهذا الأمر والواقع المخزي للسعودية لم يعجب الأسرة المالكة وهو ما دفعها لإعادة النظر في وضعية ابن سلمان المطارد بتهمة القاتل، إذ كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية نقلا عن مسؤول فرنسي وصفته بـ”الرفيع” بأن هيئة البيعة تنظر في تعيين ولي لولي العهد تمهيدا لعزل الأول والإطاحة به.

 

ومن جهة الخطوات الأمريكية المرتقبة تجاه السعودية فأين كانت السيناريوهات خلال المرحلة المقبلة فهي لن تتجاوز المصلحة الأمريكية التي يؤكد عليها ترمب نفسه بقوله إن المملكة زبون كبير ودائم لشراء الأسلحة.

 

وفي كل الأحوال أمريكا ليست في وارد التخلي عن مملكة مثلت منذ قيامها ركيزةً أساسية من ركائز الهيمنة الأمريكية على المنطقة وبقرة حلوب لا يمكن ذبحها إلا في حال جف حليبها وانتهت صلاحيتها وقد تتغير الأدوات لكن لن تتبدل الأهداف والمحددات.

قد يعجبك ايضا