’صانع الملاعق’.. والمنشار

|| مقالات || محمود ريا

ربما كان “صانع الملاعق” بارعاً جداً في القفز بين المراكب، بحيث يترك المركب المشرف على الغرق إلى المركب الذي بقي له عمر أطول، وقد يسافر إلى أمكنة أبعد.

 

لقد قفز “صاحبنا” طويلاً من ضفة إلى ضفة، ومن فريق إلى فريق، حتى وصل أخيراً إلى المكان الذي ظن أنه الأكثر أمانا وأقوى سنداً وأعلى مقاماً.. وهناك وقع.

 

قد لا تكون مرّت عليه حكمة جدّتي القديمة والتي لطالما أسمعتنا إياها في سهرات الأنس الشتويّة: ” يا ستّي.. مطرح ما بتخاف أمّن، ومطرح ما بتأمّن خاف”.

 

صانع الملاعق لعب كثيراً على الحبال، دون أن يخشى من التفاف حبل على رقبته فيقضي عليه، ولكن ما حصل أسوأ بكثير: من “بيت أبيه” ضُرب وعُذّب.. وقُطّع بالمنشار.

 

“الخاشوق جي”، كما هو اسمه بالتركية، ذهب ـ في تركيا  ـ ضحية خبث أميركي وابتزاز تركي وعنجهية سعودية، اقترنت بأسوأ أنواع الغباء استفحالاً في العالم.

 

ربما كان ربيب تنظيم “القاعدة”، وتابِع نظام بني سعود، والمحميّ من الإدارة الأميركية، والمقبل على الزواج من فتاة تركيّة، والمدعوم من قطر، قد أحسن الظن قليلاً، وفاته الحذر قليلاً، وتسرّع في بعض الخطوات قليلاً، فإذا به يذهب سريعاً.. إلى حيث لا أثر له ولا لجثّته ولا لذكره بعد الآن.

 

هكذا هي دائماً حال من “يلعب مع الكبار”، يصبح أو يمسي ضحية انفجار، أو مقطعاً على أيدي أصدقائه، قبل أعدائه، بالمنشار.

قد يعجبك ايضا