إذا لم نملأ قلوبنا بتولي الله ورسوله وأعلام الهدى فسيأتي من يملأها بولاية اليهود والنصارى

|| من هدي القرآن ||

إذا لم نلتزم نحن بأن نسبق الآخرين إلى قلوبنا نسبق نحن الآخرين إلى قلوبنا إلى مشاعرنا لنملأها بالولاء الصحيح وفق المعايير الإلهية فإنهم هم سيأتون ليضعون لنا أعلاماً آخرين يصلون بهم إلى أعماق نفوسنا فتكون أعلاماً للباطل، أعلاماً للضلال أعلاماً لا تقدم ولا تؤخر، ليست أكثر من تزييف لعقولنا، تزييف لمشاعرنا، صرفاً لاهتماماتنا عن المحل الذي يمكن أن يكون لها جدوى إذا ما اتجهت إليه، ألم يركزوا أسامة بن لادن وتصيح منه أمريكا، ما هم صاحوا منه أنه.. وأنه.. وأنه.. ألم يكبروه جداً أمام الناس؟ كبروه كبروه جداً.

إذاً كان من المحتمل لو أن المسألة على هذا النحو يشكل خطورة بالغة عليهم وقائد إسلامي صحيح مخلص للأمة ويحمل رؤية صحيحة في مواجهة أعداء الله لكان تعاملهم معه تعاملاً آخر، ولما احتاجوا إلى أن يحركوا ولا قطعة واحدة فالمخابرات الأمريكية واسعة جداً تستطيع أن تضربه أينما كان.

تعرض السعودية في التلفزيون عن وزير سوداني بأن (كلنتن) رفض عرضاً بتسليم أسامة بن لادن.

ألم يقل الأمريكيون لطالبان في أفغانستان أنها لا بد أن تسلمه وإلا فسيضربون أفغانستان؟. قال: هم رفضوا عرضاً أيام (كلنتن) الذي تولى قبل الرئيس هذا (بوش) وأمريكا من زمان ترمز أسامة هذا، بأنه رفض عرضاً بتسليم أسامة يعني أنه كان بالإمكان أن يسلموا أسامة لأمريكا ولكنه رفض، لا نريد أن تسلمه نحن نريد أن نرمزه فنجعله علماً نخدع به هؤلاء المساكين من المسلمين، أليس هذا لبس للحق بالباطل، أليس هذا صنع ولاءات يجعلك تتولى أشخاصاً وهميين أشخاصاً لا يشكلون أي خطورة على أعدائك، أشخاصاً يكون ولاؤك لهم ولاءً لا يسمن ولا يغني من جوع، يكون اهتمامك بهم اهتماماً ليس في محله، اهتمام يتبخر في الأخير، تنطلق حتى تقتل بين يديه لا يصبح لدمك أي قيمة، حتى لو بذلت أموالك إليه لا يصبح لمالك أي قيمة في الأخير، خداع رهيب، تزييف رهيب، يجعل كل شيء لا قيمة له، حماسك كله يوجهونه إلى حيث يتبخر فلا يصل إليهم حتى ولا رذاذ من ذلك البخار.

هنا تبدو القضية مهمة إذا لم نتولى علياً عليه السلام ثم نمشي في الخط المرسوم لنا أن نتولّى أعلامه سنصبح عرضة لأن يصنع لنا الآخرون أعلاماً وهمية نتولاها، أعلاماً للباطل وتساند الباطل وتضع الباطل وتصرف عن الحق نتولاها.

أنت قد تقول: ربما فلان عالم، لأنه عالم الله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (التوبة: من الآية 34) هذا يبين بأن المسألة حتى غير متروكة لك فتتأثر بهذا أو بهذا دون مقاييس إلهية وأنت تتولى الأعلام الذين الله سبحانه وتعالى هو الذي اختارهم وعينهم وحددهم حتى تتولاهم فتسلم من أن تكون عرضة لزيف الولاءات وصنع أعلام هي في الواقع تضر القضية التي أنت تتولاه من أجلها، تضر بالقضية نفسها التي أنت تتولاه من أجلها، أما هنا فالتولي صحيح حيث تكون الولاية للأعلام الذين رسمهم الله للأمة ونصبهم للأمة فإن الولاية تعطي ثمرتها، ألم يقل هنا {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} طالبان ماذا عملوا؟ ألم ينسحبوا من المدن ويتبخروا؟ ولم ندر أين ذهبوا؟ هل غلبُوا أم غُلبُوا؟ غُلبُوا أو تَغَالبوا لأن القضية هي كلها خداع ووهم، كلها تزييف وتضليل، حتى لا يبقى منفذ للآخرين لأن يضعوا هنا أو هنا من جانبهم شخصاً آخر وهمياً علماً من أعلام الباطل؛ لأن الآخرين شغالين حتى وإن كان الله قد وضع هم يحاولون أن ينصبوا، ألم يختر علياً علماً للأمة فنصبوا لنا آخرين؟ ألم يختر الزهراء لتكون علماً بالنسبة للنساء وقدوة للنساء سيدة نساء العالمين فنصبوا أخرى؟. هكذا يعمل بدو أهل الضلال خلي عنك الخبثاء والمحنكين والدهاة منهم. إذاً فالمسألة مهمة. [سورة المائدة ـ الدرس الثاني]

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا