مركز كارينغي لدراسات الشرق الأوسط: التحالف السعودي لن ينتصر وشركات الأسلحة الأمريكية الرابح الوحيد من الحرب على اليمن
|| صحافة عربية ودولية ||
خَلُصَ استطلاعٌ أجراه مركَزُ كارينغي الأمريكي لدراسات الشرق الأوسط، مع عدد من الخبراء الدوليين، إلى أن المدنيين في اليمن هم الخاسرُ الوحيدُ من الحرب على اليمن، فيما الفائزُ فيها هو شركات الأسلحة الأمريكية والأوروبية التي كدّست عشرات المليارات من مبيعاتها للأسلحة لكُـلٍّ من السعودية والإمارات.
وتحت عنوان “هل من فائز حقاً في حرب اليمن؟” أجرى المركز مطالعة دورية لخبراء حول قضايا تتعلق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن.
وفي هذا السياق قالت سارة ليا ويتسن -المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش إنه-: “على صعيد الخسائر البشرية، تُجسّد الحرب في اليمن مشهد الأكلاف المطلقة: فملايين اليمنيين يعانون المجاعة، وأكثر من 17 ألفَ شخص سقطوا بين قتيل وجريح؛ والبنى التحتية تحوّلت إلى ركام”، مضيفة أن “المستشفياتِ والعيادات والمدارس والمصانع والمنازل وحتى الجامعات تعرّضت كلّها إلى القصف والهجمات الجوية العشوائية”.
وأشارت ويتسن إلى أنه “باتت سُمعة السعودية العالمية أشلاء، على الرغم من وجود جيش من شركات العلاقات العامة التي تعمل بلا هوادة نيابة عنها”.
وأضافت أنه “مع ذلك، شكّلت حرب اليمن نعمة مالية ضخمة بالنسبة إلى المقاولين الأميركيين والبريطانيين في قطاع الدفاع، فقد فاضت خزائنُ شركات مثل ريثيون، وجنرال دايناميكس، وبي إيه إي سيستمز بعشرات مليارات الدولارات، بفضل مبيعات الأسلحة إلى عملائها الأغنياء، كالسعودية والإمارات العربية المتحدة”.
ولفتت ويتسن إلى أن تلك الشركات “استخدمت جزءًا من أرباحها للضغط على حكوماتها بهدف الموافقة على عمليات البيع هذه، على الرغم من وجود أدلة دامغة عن سوء الاستخدام المتكرر لهذه الأسلحة في هجمات غير قانونية قد تؤدي إلى حظر مثل هذه العمليات”.
ورأت ويتسن أن “الخوفَ من فقدان مبيعات الأسلحة يعتبر اليوم الأساس المَرَضي الذي تستند إليه أمريكا للإعلان عن أن التحالف الذي تقودُه السعودية يعمل على الحدِّ من الإصابات في صفوف المدنيين”.
أما أحمد ناجي وهو باحثٌ غيرُ مقيم في مركز كارنيغي للشرق الأوسط مُتخصّص في الشؤون اليمنية فاعتبر أن “ثمة فائزاً واحد فقط في هذه الحرب وهو الفوضى”، مشيراً إلى أنه “أقلّ ما يمكن أن يُقال عن الوضع في اليمن اليوم هو أنه أزمة مروّعة من صنع الإنْسَان، أزمة عاثت في البلاد دماراً وخراباً، وقذفت ملايين الناس إلى أشداق المجاعة والأمراض والظروف الاقتصادية الكارثية”.
وأضاف أنه “وعلى الرغم من حقيقة أن بعضَ الأطراف حقّقت بعض التقدّم العسكري على الأرض، إلا أن هذه الانتصارات قصيرة الأمد لم تكن حاسمة، لا بل أدّى هذا إلى مزيد من الاضطرابات، ما يسهّل اندلاعَ نزاعات داخلية بين أمراء الحرب من مختلف الفصائل. هذا ما حصل بين الفصائل الجنوبية في عدن، على سبيل المثال، في أعقاب ما سُمِّيَ “عملية تحرير عدن”. وكان واضحاً أيضاً في النزاعات التي اندلعت بين مجموعات ما يسمى المقاومة في تعز.
من جانبها، تؤكد شيلا كارابيكو -أستاذة العلوم السياسيّة والدراسات الدولية في جامعة ريتشموند- أنه “لن تقودَ الحربَ إلى أي انتصار عسكري حاسم وصريح”.
وأضافت أنه وعلى الرغم من الدعم الأميركي أَوْ البريطاني أَوْ من سائر دول الناتو، إلا أن الحملةَ التي تقودُها المملكة العربية السعودية لإعادةِ منح الحكومة اليمنية في المنفى -التي يُزعم أنها تحظى بـ “اعتراف دولي” لكنها مُطاح بها، وحكومة سيئة السمعة– نفوذاً حقيقياً في جميع أنحاء البلاد هي مجرّد أضغاث أحلام. يُضاف إلى ذلك أن أهدافَ كُلٍّ من السعودية والإمارات العربية المتحدة أصبحت متنافرةً باطّراد؛ بسبب تدخّل الإمارات الأُحادي في الحركة الانفصالية الجنوبية.
وحول ما اذا كان هناك مستفيدون من استمرار الحرب على اليمن قالت كارابيكو: طبعاً هناك منتفعون “فصنّاع الأسلحة من أميركيين وبريطانيين يجنون أرباحاً طائلة. كما أن المهرّبين والعصابات المسلّحة والمسؤولين الفاسدين وبعض رجال الأعمال في المناطق قليلة السكان في شرق اليمن وجنوبه، يستفيدون من الأنشطة السرية أَوْ من الاستثمارات السعودية والإماراتية واسعة النطاق في بناء خط أنابيب ومرافئ، أَوْ من الاثنين معاً. كذلك، قد تجني الشركاتُ الخليجية (أو الدولية) أرباحاً مالية أَوْ مكاسبَ استراتيجية كبيرة في شبوة أَوْ مأرب حضرموت أَوْ المهرة أَوْ جزيرة سقطرى”.
وأضافت “أما الخاسرون، فهم معظمُ اليمنيين البالغ عددهم 28 مليون نسمة”.