قراءة في صدى أبرز أحداث شهر أكتوبر ٢٠١٨م
|| مقالات || محمد فايع
من يتتبع منطلق أبرز الأحداث التي انشغل بها الرأي العام العالمي الرسمي والشعبيّ خلال شهر أكتوبر المنصرم والتي لا تزال تداعياتها وامتداداتها قائمةً ومستمرّةً سيجد أن تلك الأحداث المتتالية كانت أصلاً نتاجاً لتطورات أحداث المواجهات التي يخوضُها الشعب اليمني في مواجهة العدوان التحالف الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة، ولعلّ أبرز تطورات المواجهة في شهر أكتوبر هو سقوط وهزيمة قوى العدوان في معركة الساحل الغربي، حيثُ منيَ التحالف الصهيو أمريكي البريطاني الفرنسي وأدواتهم على مستوى المنطقة بفشل ذريع وَهزيمة مروعة، إذْ استطاعت قُــوَّةُ الشعب اليمني الضاربة أن تُلحِقَ بقوى العدوان خسائرَ كبيرة بل وأن تقصم ظهر كُـلّ تلك الحشود والإمْكَانيات العسكريّة بفضل الله، بالإضافة إلى ما حقّقته قُــوَّةُ الشعب اليمني الضاربة من إنجازات كبيرة على مسار جبهات جيزان وعسير ونجران، الأمر الذي دفع بقوى العدوان إلى الاعتراف مؤخّراً بالهزيمة في أَكْثَـــرَ من موقف وبمختلف الأساليب.
هزيمةُ قوى العدوان في الساحل الغربي والعمليات النوعية التي نفّـذها الجيشُ وَاللجان الشعبيّة في جبهات الحدود خَاصَّــةً في جبهة جيزان كانت أَيْـضاً من أهمّ الأسباب الرئيسية التي دفعت الرئيس الأمريكي ترامب إلى أن يخرج ليصرح في أَكْثَـــرَ من خطاب بأن نظام آل سعود وأمثاله من أنظمة البترو دولار لا تستطيع البقاء إلّا بالحماية الأمريكية..
اختفاءُ ومقتلُ خافشقجي إرَادَة أمريكية
بعد أيّام من حملة ترامب المهينة للنظام السعوديّ، ظهرت قضية اختفاء ثم مقتل الصحفي خافشقجي في القنصلية السعوديّة بتركيا ومن تابع أصداء القضية ومن قرأ، حيثُياتها وخَاصَّــة من الجانب الأمريكي سيصل إلى حقيقة بأن العملية جرت بإرَادَة وإشراف أمريكي مخابراتي وأن تركيا اختيرت بعناية وعن سابق تخطيط وترصد لتكون بلد الحادثة فيما كان رأس حربة التنفيذ ولي العهد السعوديّ؛ باعتبارِ أن تصفية خافشقجي كانت مطلباً للأمريكي والسعوديّ معاً وفعلاً وبتلك الطريقة الوحشية والغبية تمت تصفية خافشقجي..
كما أراد الأمريكان كان أهمّ أَهْــدَاف تصفية خافشقجي هو إسقاط نظام آل سعود في مستنقع تلك الفضيحة، فلا يجد الملك سلمان وابنه من يخرجهما منها سوى أمريكا، وهكذا عزز ترامب من واقعية ما كان أكّـده وكرّره بأن النظام السعوديّ لا يمتلك أيَّ مقوم من مقومات البقاء سواء العسكريّ أَوْ السياسيّ إلّا بالحماية الأمريكية.
ما يتعلق بتركيا ونظامها فَإِنَّ المخابرات الأمريكية حينما اختارت تركيا لتكون بلدَ اختفاء ومقتل خافشقجي قصدوا إيقاعها في فخ القضية بكل متعلقاتها وتداعياتها السياسيّة والأمنية والأخلاقية كعقاب للنظام التركي نتيجةً لمواقفه السياسيّة التي تصنفها أمريكا بأنها مواقف معادية لسياستها في المنطقة والعالم الإسْلَامي، كما يسعى الأمريكان إلى استغلال قضية خافشقجي لممارسة أعمال ابتزازية للنظام التركي؛ بهدفِ تغيير علاقاته الاستراتيجية مع كُـلٍّ من روسيا وإيران.
في إطار ترابط الأحداث المترابطة تداعياتها خلال شهر أكتوبر جاءت زيارة نتنياهو إلى مسقط، وهي لا شك زيارة اختير زمانها ومكانها بعناية، إذْ أريد لها أن تبعثَ رسائلَ كما تحقّق أَهْــدَافاً متعددة ومن تلك الرسائل والأَهْــدَاف الظاهرة، ما يلي:
1- التمهيد والتهيئة لإمْكَانية زيارة نتنياهو لعواصم عربية أُخْــرَى كالسعوديّة والإمارات وغيرها ذلك أن زيارة نتنياهو لمسقط تقول إذَا كنا قد تمكّنا من زيارة دولة عمان التي تعتبر بالمقارنة مع الرياض وأبو ظبي الأقلَّ ارتباطاً وعلاقةً ولو إعلامياً بالكيان الصهيوني فَإِنَّ زيارتنا لغيرها من العواصم مثل الرياض والإمارات سيكون أَكْثَـــرَ تقبلاً.
2- على مستوى المواجهة ضد محور المواجهة للمشرع الأمريكي الصهيوني في المنطقة أراد العدوّ الصهيوني أن يبعث برسالة مفادها: ها هي حتى سلطنة عمان وسلطانها مَن كنتم تراهنون عليها وتُقيمون معها علاقاتٍ استراتيجيةً اتضح أنها الأقربُ إلى التحالف الصهيو أمريكي أَكْثَـــر من غيرها.. فماذا تبقى لكم؟
3- ما يتعلق بسلطنة عمان كنظام فَإِنَّ الهدفَ من زيارة نتنياهو هو ضربُ دور سلطنة عُمان في المنطقة وتشويه صورتها أمام شعبها وأمام الشعوب العربية.
4- من أَهْــدَاف الزيارة الصهيونية لعُمان ضربُ العلاقة الودية السياسيّة بين الشعب اليمني ممثلاً بقواه المواجهة للعدوان وبين سلطنة عُمان، وفي مسعىً إلى إغلاق بوابة عمان في وجه الشعب اليمني؛ باعتبارِ عُمانَ تمثل المتنفَّسَ الأخيرَ لليمن نحو الخارج كما يعتقدون.
5- سعي قوى تحالف العدوان الصهيو أمريكي للحد من نشاط الوفد الوطني في الخارج والذي ترك أثرَه الكبيرَ بالفعل لدى الرأي العام الخارجي، حيثُ التعريف بقضية اليمن ومظلومية شعبه في مواجهة العدوان.
6- من تداعيات الزيارة الصهيونية لمسقط لاحظنا كيف استغلَّ كلابُ الخيانة والعمالة تلك الزيارة وكيف عملوا منها مادة إعلامية وسياسيّة؛ للمزايدة على موقف أنصار الله والشعب اليمني من قضية التطبيع مع العدوّ الصهيوني، في محاولة خاسرة لتشويه لأنصار الله بشكل خاص ولتشويه المشروع الثوري للشعب اليمني في مواجهة العدوان والتآمر الصهيو أمريكي بشكل عام.. وفي مسعى أَيْـضاً إلى إغراق اليمن وشعبه في تبريرات وردود استهلاكية داخلية لإضعاف وحدة وصمود الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان.
زيارة نتنياهو لمسقط والرد اليمني
على تداعيات زيارة نتنياهو لمسقط أَوْ على ما ترتب عنها من حملة الكيد والمزايدة والتشوية كان الرد اليمني سواء على المستوى الرسمي أَوْ الشعبيّ في مستوى المواجهة.. وهو ردّ ختمته قُــوَّةُ الشعب اليمني الصاروخية بإعلان إنجازها الاستراتيجي العسكريّ التصنيعية الجديد المتمثل في صناعة صاروخ بالستي ذكي متطورٍ، وذلك في إطار منظومة صاروخية متطورة سيعلن عنها قريباً. وهذا مثّلَ رداً مُبْهِتاً للعدوّ، الأمر الذي دفع وزيرَ الحرب الأمريكي لأن يخرج ليتحدث عن السلام وما السلام؟..
* 30 أكتوبر 2018م