الله مولانا.. وترامب مولاكم!!
|| مقالات || حسن حمود شرف الدين
ما أجملَ أن تُرفعَ راية الإسْلَام في وجه المستكبرين كما فعلها الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم حينما واجه عتاولةَ الكُفر والطغيان في زمن الجاهلية الأولى، جاهلية عبادة الأصنام وقتل الأطفال من البنات، وسَبْي الحرائر من النساء وبيعهن في سوق النخاسة، حين كان ذلك الزمن من عاداته وتقاليده تلك الأعمال، إضافةً إلى التعامل بالربا والقتل وقطع الطرُق.
التأريخُ يعيدُ نفسَه اليومَ.. فحين كان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يواجه طُغمةً من المجرمين والمنافقين والكفار، اليوم شعبٌ بأكمله الشعب اليمني، شعب الإيْمَان والحكمة، يواجه أنظِمةً عربيةً وإسْلَامية للأسف تسعى إلى إذلاله وتركيعه لصالح دول الاستكبار أمريكا وإسرائيل.
في ذلك الزمن وفي إحدى المعارك، صرخ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في وجه المستكبرين قائلاً “الله مولانا.. ولا مولى لكم”.. واليوم نحن نؤكّدُ صرختَه في وجه عبيد العصر “الله مولانا.. وترامب مولاكم”، فكل ما تعملُه السعوديّةُ والإمارات وحلفاؤهما يصُبُّ في خدمة قوى الاستكبار، يصُبُّ في خدمة أعداء الإسْلَام والمسلمين والمتمثل في الكيان الصهيوني أولاً ثم النظام الأمريكي ثانياً ويأتي بعدها الأنظمة العالمية المتحالفة معهما.
تكالبت الأنظمةُ العميلة والأنظمة العالمية على الشعب اليمني، شعبٌ لا يمتلك من المعدات ما يمتلكُهُ أعداؤه، إلا أنه يتفرّدُ بأنه يمتلكُ الإيْمَانَ بالله والحكمة التي أكّد عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال “الإيْمَانُ يمان، والحكمة يمانية”، فأين هؤلاءِ الأعرابُ والمتأسلمون مما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!..
فاليومَ يتجلى إيْمَانُ هذا الشعب في الجهاد في سبيل الله تعالى والصمود ضد قوى الاحتلال، يتجلى إيْمَانُه الراسخُ بأن النصرَ حليفُ المجاهدين كما وعد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.
اليوم تتجلّى الحكمة في كيفية التعامل مع هذا العدوّ الذي لم يفرق بين الحجر والشجر، لم يفرق بين طفل وامرأة، تتجلى حكمته في قدراته على تطوير وسائل الدفاع عن نفسه إلى أن وصل إلى صناعة محلية متطورة ذكية تحقّقُ الأهدافُ بكل دقة كما شاهدنا عبر شاشة المسيرة الفضائية وصاروخ باليستي صناعة يمنية يستهدف تجمعا للمرتزِقة والعملاء في الساحل الغربي.
هذا الإيْمَانُ وهذه الحكمة التي هي من سمات الشعب اليمني الحرب يحاولُ الغربُ اليوم مواجهتَها بواسطة الأكاذيب والافتراءات وبثّ الشّائعات والفرقة أوساط المجتمع، كما يحاول المراوغة الإعلامية لتحقيق أهدافه الميدانية الحقيقية، وآخرُها ما أعلنته الإدَارَةُ الأمريكيةُ عبر خارجيتها بأنها تدعو النظام السعوديّ لإيقاف الحرب على اليمن، متجاهلةً بأنها من تقودُ هذا العدوان الغاشم وأنها مَن بيدها مفاتيح إيقاف العدوان واستمراره..
لم يدرك هذا النظامُ القائمُ على الدم بأن الشعبَ اليمني أَصْبَـح اليوم يدرك خداعَه وشفراتِه الإعلامية، وكما أكّد السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير وأشار إليه أن دعوةَ الإيقاف من قِبَلِ الإدَارَة الأمريكية هي بمثابة توجيهات صريحة لعميليها السعوديّ والإماراتي بالتصعيد العسكريّ، وعبارة “فوراً” تعني بالتصعيد المكثّف، والمهلة المحدّدة لإيقاف الحرب بـ30 يوماً، هي عبارة عن مدة عملية التصعيد.
كثيراً ما تعوّدنا على تصريحات الإدَارَة الأمريكية الظاهر منها بأنها تسعى لتهدئة الوضع، وفي باطنها تصعيدٌ غير مسبوق.. وهنا تتجلى الحكمة اليمانية في فهم رسائل العدوّ والتعامل معها وبالتالي إفشال مخططاتها التصعيدية في مختلف الجبهات، وهو اليوم ما يقومُ به الجيشُ واللجان الشعبيّة في جبهة الساحل الغربي الذي يواجه اليوم أكبر عملية تصعيد عسكريّ تقودها أمريكا في محاولة لاحتلال الحديدة، إلا أن انتباه قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي والتنفيذ الدقيق من قبل الجيش واللجان الشعبيّة لجميع توجيهات القيادة الثورية والسياسيّة والعسكريّة سيؤدي بالتأكيد إلى إفشال هذا المخطط كما هو حال ما سبق من مخططات باءت بالفشل.. وهذا ما كانت تنقله قناةُ المسيرة والقنوات الوطنية من انتصارات ساحقة للجيش واللجان الشعبيّة في مختلف الجبهات، حيث يظهر فيها فرارُ المرتزِقة والعملاء مخلّفين قتلاهم وجرحاهم ومعداتهم العسكريّة والتي شاهدنا الكثير منها يدوس عليها المجاهدون بأقدامهم ويحرقونها بولّاعاتهم.
وأثناءَ وبعدَ كُـلّ تصعيد عسكريّ للعدوّ تصاحبه وتلحقه حربٌ إعلامية تستهدفُ معنويات المواطنين.. تهدفُ إلى رسم صورة غير صحيحة تجاه الجيش واللجان الشعبيّة، وسَرعانَ ما تتجلّى الحقيقة ويظهَرُ كذبُهم وافتراءاتهم.. حتى أَصْبَـح إعلام العدوّ اليوم غير مصدَّق في الشارع اليمني وكذلك غير مصدَّق عند المجتمع الدولي المراقب للقضية اليمنية..
وليكن لدينا اليقينُ التامُّ بأن العدوَّ يتكبّدُ يومياً خسائرَ بشريةً ومادية عسكريّة وغير عسكريّة كبيرة جداً ستؤدي بالتأكيد إلى انهيار الأنظمة العميلة كالسعوديّة والإمارات.. وتبقى كلمةُ الله هي العليا.