رسالة صمود يمانية للعدوان.. يمانيون في ظل القائد الرسول
|| مقالات || عبدالباسط سران
تحتفل اليمنُ ومعها الأُمَّـة الإسْلَامية في مشارق الأرض ومغاربها بعد أَيَّام بمولد أفضل وأشرف الرسل والأنبياء سيدنا
محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، حيث يستعد اليمنيون للاحتفاء بهذه المناسبة الجليلة بإحياء هذا اليوم العظيم بتأريخه وقيمه وآدابه وتعاليمه وشرعه رغم العدوان الذي يشارف على اكتمال عامه الرابع إلّا أن ذلك يزيد الأُمَّـة اليمنية إصراراً وعزيمةً وحباً وهدياً وتوطيداً لجذور العطاء والتكافل والإحسان من خلال إحياء مناسبة خير البرية محمد صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلم، فعندما نرى الشعب اليمني يستعد لإحياء هذه المناسبة العظيمة في ظل ظروف اقتصادية صعبة وعدوان وحصار للعام الرابع سنظل نحتفل بمولد رسول الله رغم أنوفكم، وسنحتفل مهما زاد تكالبكم علينا ومهما زاد حصاركم وعدوانكم ما دمنا نحن على نهج رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وسنواصل السير على هذا النهج إلى قيام الساعة وسيظلُّ حبُّك يا رسولَ الله ينبضُ في قلوبنا.
فاحتفالُنا بالمولد يوصلُ الرسائلَ القاصمةَ لظهر العدوّ بأننا أُمَّـة محمدية نهجها محمدي سيرها محمدي لذلك ستكون مواجهتنا لهم من خلال هذه المنهجية والمدرسة المتكاملة العظيمة التي لا يمكن أن تُغلب أبداً وهذا ما لا يريدون رؤيته أَوْ سامعه منا، فعندما نأتي لنستذكر تأريخ المعارك المفصلية في تأريخ أمتنا في ظل الرسالة المحمدية والنبي الكريم نجد الكثيرَ من الدروس التي لا يمكن أن نجدها في أية مدرسة عسكريّة مهما كانت قويةً وكان قادتها يملكون الذكاء والحنكة فكل ذلك يتلاشى أمام تلك المنهجية المحمدية التي شرحت لنا جوانبَ المواجهة للعدوّ بشكل متكامل لا يشوبه أيُّ نقص نفسي وعسكريّ.
ففي غزوة الأحزاب وغزوة تبوك وغيرهما من المعارك البطولية والشرف المقدسة نجد الكثيرَ من الدروس العظيمة التي أصبحت منهجاً لنا في كُـلّ ميادين المواجهة في هذا العدوان فتحزّب اليهود لقتال النبي مع قريش في غزوة الأحزاب يؤكّـد لنا أن التأريخَ مستمرٌّ في سرد هذه القصة التي ما زالت مستمرّة حَتَّى هذه اللحظة وتحزب أمريكا وإسرائيل وعربان الخليج لقتال أهل اليمن الذين يحملون الفكر والنهج القُــرْآني المحمدي الأصيل أَكْبَر دليل على هذا فكما كان هناك في عهد النبي مؤمنون مخلصون سعوا للالتحاق بجبهة القتال لمواجهة العدوّ غير مبالين بالكثرة والعتاد لعدوهم وثبتوا وسطّروا أعظم دروس الثبات كما وصفهم الله تعالى (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) صدق الله العظيم.
وهم في عصرنا هذا موجودون أَيْضاً ونراهم في كُـلّ الجبهات وكما كان هناك أَيْضاً منافقون ينشرون الأقاويل والأراجيف لتثبيط المجاهدين وإخافة الناس وكان هناك متخاذلون يقبعون في بيتهم مع الخوالف وكان هناك قليلو وعي أتعبوا النبي والمؤمنين في مواجهتهم مع العدو.. وجدنا هذه النوعيات أَيْضاً هنا في مواجهتنا مع العدوّ.
دروسٌ عظيمة حصلت ووقعت في كثير من المواجهات في عهد النبي نجدها ماثلةً أمامنا؛ لذلك تجدون المقاتلَ اليمنيَّ المتمسك بنهج نبيه المحمدي القُــرْآني لا يتحير كَثيراً أَوْ يقف عند هذه الأمور؛ لأَنَّ لديه رؤيةً كاملة وخططاً شاملة لكيفية التعامل مع كُـلّ تلك الصعوبات في حربه مع أعداء دينه ونبيه حَتَّى في الابتلاءات الإلهية وجدنا دروساً منهجية في من تجاوزها من أحبطت معنوياتهم وتزلزلوا من أحداث واجهتهم في المواجهة مع العدوّ.. أليست هذه واقعة أمامنا ونراها في الأحداث الدائرة في مواجهتنا مع العدوّ، فهناك من ثبتوا وهناك من زُلزلوا وظنوا بالله الظنونَ، وهناك من استبدلوا بغيرهم وتغربلوا.
سنة ثابتة ومنهجيةٌ قائمة إلى هذا اليوم قائدُها قُــرْآني يتحَـرّك بحركة القُــرْآن وأوامره؛ لذلك لن يُغلب وينتصر إلّا أتباعُه ومناصروه والمتمسكون برسالته..
أما يجدُرُ بنا الاحتفال بهذه المناسبة؟ أليست هذه النعمة العظيمة التي لولاها لَكُنَّا في خبر كان مهانين مداسين من قبل أعدائنا..
جديرةٌ بنا أن نُحيي ذكرى ولادته كُـلَّ يوم وليس ليوم واحد، أصبحنا بمولد النبي وبهديه وبرسالته أولي القُــوَّة والبأس الشديد فلماذا لا نحتفل!!!!
ولادةُ الهدى الذي جعلنا نصنَعُ الصواريخَ والأسلحة ونصمد أربعةَ أعوام ونزدادُ قُــوَّةً، مع كُـلّ تلك الشدائد فرحون بها ما حيينا، فلماذا تستنكرون الاحتفالَ بالمولد النبوي الكريم إذَا لم تجدوا في واقعنا اليوم ما يقنعكم بأهمية الاحتفال واحياء هذه المناسبة العظيمة فلن تقتنعوا حَتَّى لو جاء النبي صلواتُ ربي عليه وعلى آله أَوْ أُنزل لكم مَلكٌ من السماء!!.