ما هي أبعاد هزيمة التحالف السعودي في الحُديدة؟
إعلان التحالف السعودي عن إيقاف عملياته للسيطرة على الحديدة لم يكن إلا مسألة وقت. ما عاد باستطاعة السعودية والإمارات عمل شيء. نتيجة لم يكن من الصعب توقعها نظراً إلى المحاولات السابقة التي باءت كلها بفشل ذريع. المحاولات اليائسة قد لا تتوقف. السعودية على وجه الخصوص لا تستطيع التسليم بالخسارة ولا يتحمّل ولي عهدها الواقع الميداني القائم حالياً، هو الذي أراد من الحرب على اليمن أن تكون رافعة لعهده، عهد “الحزم”. في هذا السياق يتوقع عضو المكتب السياسي في حركة “أنصار الله” محمد البخيتي أن يعمل التحالف السعودي على مهاجمة الحديدة مجدداً بعد تجميع مرتزقته.
التسليم السعودي بالوقائع الحالية يبدو صعباً، لكن بنفس المقدار يبدو صعباً أن تستمر معركة الحديدة ومعها الحرب على اليمن إلى ما نهاية. الظروف الدولية بدأت تتحوّل. الغطاء السياسي الغربي الذي كان ممنوحاً للتحالف السعودي بدأ يعتريه الحرج وحسابات الرأي العام الذي انتبه فجأة للسعودية إثر مقتل جمال خاشقجي.
ميدانياً، كل الخطط والوسائل والأسلحة جرى اختبارها مرة تلو أخرى. معركة الحديدة هذه المرة ستكون على الأرجح مختلفة عن سابقاتها. ربما تتحوّل إلى منعطف كبير في مسار الهزيمة البيّنة لدول العدوان. هل تكون الفرصة الأخيرة الضائعة لتحقيق إنجاز مشتهى يحفظ ماء الوجه؟ هل ضاعت المحاولة الأخيرة لتحقيق إنجاز ما من شأنه أن يمكّن السعودية والإمارات لاحقاً من تجييره على طاولة المفاوضات؟.