يا رسولَ الله افخر
|| مقالات || هنـادي الصَّعيتري
بـسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم.. (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَ) صدق عزَّ مِن قائل.
فحينما قال رسول الله – صلوات الله عليه وآله – عن شعب اليمن أنَّهم أهلُ الإيمان والحكمة لم يكن قولُهُ مديحاً عابراً؛ فهذهِ البلدة الطَّيبة وهذا الشعب جسّد المصاديق الجلّية التي أثبتت حقيقةَ قول رسول الله وأن قولهُ كان يقيناً لا حُسْنَ ظن قد يخيب في يومٍ من الأيّام أو فترةٍ في الزمان المتعاقب ..
ومن أصدق المصاديق وأبْين الحقائق هي احتفالُ واحتفاءُ شعبنا المجاهد بمولد النُّور الخاتم وهو في عامه الرابع على التوالي من العدوان السعودي الأمريكي بالتوازي مع تصعيد العدو وتحشيده وإرهاصاته واشتداد الأزمة الاقتصادية المتمثلة بالعُملة النقدية، فكل هذه الظروف التي كان يعتقد العدو الأجهل أنها ستمثّل عائقاً لنا أو ستجعلنا نستقبلُ هذهِ المناسبة بتجهيزاتٍ لا ترقى إلى مستوى صاحب المناسبة وشخصه العظيم، مُسيئاً التفكيرَ أننا يكفينا ما فينا وما نعانيه، متناسياً أننا نتشرَّب الكرامة والعزة ونتغذى في ميدان الله الأقدس والأعظم ..
وإنَّه لمن دواعي سرور شعبنا وعظيم ابتهاجه وكبيرِ سُعده وانشراح صدره أن مولدَ خير البشرية أتى للعام الرابع وأنصار رسول الله – صلوات الله عليه وآله – ما يزالون يُلَقِّنون جلاوزةَ الكُفر والطغيان دروساً عَجِزَ أئمة الفكر والأدب عن التعبير عن بلاغتها ومبلغها وعظيم عظمتها .
وإنَّهُ لمن دواعي فخرنا واعتزازنا وشموخنا أن نتوجهَ برسالة من مهجة القلب والرّوح إلى من بعث من أنفسنا، لقائدنا وأسوتنا: (يا رسولَ الله، ها نحن نجدِّدُ العهدُ والولاءَ ونحن في ميادين العمل التي انطلقت منها رسالتك وتحَـرّكت بها أقدامك وعلا فيها صوتُ دعوتك، ها نحن أشداء على الكافرين نجاهدهم ونغلظ عليهم ولا نخاف في ربِّنا لومة لائمٍ ولا صراخ ناعقٍ بباطلٍ وننال منهم نيلاً كتب الله لنا به عملاً صالحاً ونصراً مؤزراً، لم يرونا إلا حيث يكرهون، ولا نراهم في موضع قتالٍ إلا ويسقطون صرعى أو يهرعون هاربين ذُلًّا أو بين أيدي المؤمنين أسرى، ها نحن يا قائدَنَا نستلهمُ منك ومن هديك وسيرتك ونهجك كل ما أمكننا أن نكون شيئاً بعد اللا شيء .
يا رسولَ الله افخر بنا إننا أحفادُ عمار، نعاهدك على الجهاد تحت رايتك وراية حفيدك ابن بدر الدين وأن لا ترفع راية سوى راية الدين والرسالة الإلهية التي جاهدت في الله حق الجهاد لإيصالها إلى أمتك، ونعاهدك على الوفاء لك ولمبادئك وقيمك وأخلاقك ما دمنا على وجه الأرض)..
كل عامٍ وأنتم خير أنصار يا شعب الإيمان الأحرار، كل عامٍ والنصر حليفكم ورضا الله غايتكم ومطلبكم ..
والعاقبـةُ للمتَّقيـن.