آباء المرتزِقة: النظام السعوديّ يجند أبناءَنا ويُلقي بهم في محرقة الحدود دون علمنا
|| صحافة محلية || صحيفة المسيرة
آلافُ القتلى وأضعافُهم من الجرحى المرتزِقة الذين سقطوا في جبهات الحدود وهم يقاتلون نيابةً عن الجيش السعوديّ على مدى أَكْثَــرَ من ثلاث سنوات، فيما يقبعُ حالياً آلافٌ آخرون في معسكرات سعوديّة بجيزان ونجران ينتظرون دورهم في الموت.
ظاهرةٌ بات يصفُها ذوو المرتزِقة أنفسهم بأنها عملية “اختطاف” سعوديّة لأبنائهم، حيث يجري التضحيةَ بهم دون أن يخضعوا للتدريب العسكري، وهو ما كان يؤكّدُه أسرى المرتزِقة الذين وقعوا خلال الفترات الماضية في قبضة الجيش واللجان الشعبية.
تحتَ عنوان “محرقة المجندين اليمنيين على الحدود السعوديّة” بثَّت قناة “بلقيس” التابعةُ لحزب الإصلاحِ حلقة، رصدتها صحيفةُ المسيرة، واستضافت القناة آباء مجندين مرتزِقة في الحدود السعوديّة روى فيها والد أحد المجندين كيف تم تجنيد ابنه للقتال في الحدود؛ دفاعاً عن السعوديّة.
وخلال الحلقة، اعترف والدُ المجند أن تحالفَ العدوان قام بقطع المرتبات في اليمن ليتمكّنَ من تجنيد الآلاف من اليمنيين؛ دفاعاً عن الحدود السعوديّة.
كما كشف والدُ المرتزِق أن أبناءَهم تلقوا تدريباتٍ لمدة يومين فقط وبعد ذلك يلقى بهم في المحرقة قائلاً: إن “التدريب يومين ويزجونه للمعارك يبيعون فلذات أكبادنا في سوق النخاسة”.
ووفقاً لوالد المرتزِق عبر القناة الإصلاحية، فإن المرتزِقةَ يتعرضون للخديعة من قبل النظام السعوديّ عن حقيقة تجنيدهم، وبالتالي فإن ما يحدُثُ لهم هو عملية اختطاف وتجنيد قسري.
وفي هذا السياق، قال والد المجند متحدثاً عما فعله النظام السعوديّ “تم أخذ ابني لجبهة الحدود دون علمي وهو لم يبلغ 18 سنة، وقالوا له بأنه سيقوم بالطبخ، لكن زجوا به في الجبهة”.
ويتعرَّضُ المجنَّدون المرتزِقة في الحدود السعوديّة للاعتقال إذا حاولوا الهرب والانسحاب من الجبهة أَوْ المعسكرات السعوديّة في جيزان ونجران وعسير، حيث كشف والد الجند أنه “حاول ابني وبعض زملائه الهرب من المعسكر السعوديّ وقام قائد المعسكر بحجزهم لكن البعض تمكّن من الفرار”، مضيفاً أنه “يتم البيعُ والشراءُ بأبنائنا ويقولون لهم: سنجندكم في تعز ويأخذونهم بباصات للحدود دون علمهم”.
عمليات التجنيد من قبل النظام السعوديّ لمرتزِقة للقتال نيابة عن جيشه والتي تطال الأطفال أيضاً تتواصل على وتيرة عالية، فوالد المجند الذي ظهر في القناة الإصلاحية كشف أيضاً أن “هناك رحلات أُسبُوعية للتجنيد وإرسالهم للحدود”.
اختطاف لواء كامل وسجن عشرات الضباط
مؤخراً جرى الكشف عن أكبر عملية اختطاف لمجندين من المحافظات الجنوبية من قبل الجيش السعوديّ طالت لواءاً عسكرياً بالكامل بعدَما تم استدراجُه إلى السعوديّة تحت عنوان “تلقي دورة تدريبية لمكافحة الإرهاب”، قبل أن يكتشفَ قادةُ اللواء وأفراده أن المطلوبَ منهم التوجهُ نحو جبهات الحدود والقتال نيابةً عن الجيش السعوديّ، ما أدلى لخلافات انتهت بقيام الجيش السعوديّ باعتقال عشرات الضباط والزج بهم في سجون النظام السعوديّ دون أن يعرف أحد لحد الآن ما هو مصيرهم.
وكشفت وسائلُ إعلام تابعة للمرتزِقة في سبتمبر الماضي تفاصيل اختطاف لواء ما يسمى “مكافحة الإرهاب” بعدما تم نقل أفراده البالغ عددهم 1532 فرداً إلى السعوديّة على أساس أن يتلقى أفراد اللواء دورات عسكرية متخصصة وبعد ذلك إعادتهم إلى عدن لتولي مهامهم هناك.
وتنقل تلك الوسائل عن العقيد المرتزِق حسين القطيبي الذي كان من بين المعتقلين في السجون السعوديّة قبل إطلاق سراحهم في سبتمبر الماضي، وأحد ضباط اللواء، أنهم اكتشفوا أن “قدوم لواء مكافحة الإرهاب للمملكة ليس لغرض التدريب والتأهيل وإنما ليكونوا حطب معركة وحاجز صد ودفاع عن حدود المملكة في الجبهات المحاذية لمحافظة صعدة”.
وأشار المرتزِق القطيبي إلى أنه وبعد الوصول إلى السعوديّة عن طريق مطار جيزان تم نقل أفراد اللواء إلى معسكر النازحين في بيشة وهو معسكر وسط صحراء لا يوجد فيه أبسط مقومات التدريب، وهذا ما جعل أفرادَ اللواء يُطالبون قائد اللواء المرتزِق العميد عادل المصعبي بترحيلهم؛ نظراً لما وجدوه من انعدام للجدية وإهمال، لكنه قام بتهدئتهم ووعدهم بأنه سيتم نقل منتسبي اللواء على دفعات إلى الرياض.
وذكر أنهم لم يجدوا أي اهتمام من الجانب السعوديّ، والذي تكفل بدعم اللواء من صرف للرواتب والتغذية والرعاية الصحية، فقد انتشرت الأمراض الجلدية المعدية خلال فترة مكوث منتسبي اللواء في المعسكر الواقع بالصحراء، وهو ما زاد من تذمّر المرتزِقة المنتمين للواء.
ووفقاً للمرتزِق القطيبي وبعد مرور خمسة أشهر من الإهمال والمرض فوجئوا بأن قائد اللواء المرتزِق المصعبي يبلغهم بمهمة قتال في الحدود السعوديّة، وحين رفض معظم أفراد وضباط اللواء تنفيذ المهمة قام المرتزِق المصعبي بكتابة تقرير لقيادة الجيش السعوديّ “اتهم من خلاله ضباط اللواء بالتحريض والتمرد والتخريب، وارتكاب جنايات”.
وأضاف المرتزِق القطيبي أنه تم إبلاغ ضباط اللواء أنه سيتم إعادتهم إلى عدن وتم تجهيز باصات لذلك في جيزان لكن ذلك لم يكن إلا مكيدة حيث تمت محاصرة الباصات من قبل قوة سعوديّة قامت باعتقال أولئك الضباط في سبتمبر 2017 وتم الزج بهم في السجون، وهناك تعرضوا للتعذيب والإذلال قبل أن يتم إطلاق سراحهم في سبتمبر الماضي، حيث يشير المرتزِق القطيبي أنهم قضوا “تسعة أشهر من الاعتقال التعسفي في سجون دولة أجنبية، لا لشيء سوى لرفضنا الدخول في مواجهات عسكرية لم نأتِ لأجلها”.