مكة والمدينة والأمانة المفقودة

أثبتت الأيام أن النظام السعودي غير أمين على بيت الله الحرام وأنه يستغله في الأغراض السياسية من خلال منع الحجاج من البلدان التي لا تتفق معهم في سياساتهم وما منع المواطنين اليمنيين والسوريين من أداء فريضة الحج إلا دليلاً قريباً على هذا الكلام وكان يفترض على نظام ال سعود الذي يدعي أنه حامي الحرمين الشريفين أن لا يمنع احداً من أداء هذه الفريضة التي تعتبر الركن الخامس من أركان الإسلام ولأنه أيضاً ليس من حقهم ذلك ولا يمتلكون سلطة المنع لأنهم بذلك يمنعون المسلمين من استكمال أركان دينهم التي تختتم بهذا الركن.

اعتقد أن كثيراً من المسلمين تضرروا من هذه السياسات الهوجاء لهذا النظام الذي سيطر على مقاليد بيت الله الحرام وعبث بكل شيء بدء من تدمير الآثار الإسلامية وصولاً إلى منع المسلمين من أداء فريضة الحج وبالتأكيد أن ما تقوم به السعودي من تدمير للبلدان العربية والإسلامية وتأجيج الفتن فيها وتمويل الحروب في كل بقعة من بقاع الإسلام وما قامت به أخيراً من عدوان ظالم على الشعب اليمني العربي المسلم يدل على أن هذا النظام غير أمين على الحرمين الشريفين ولا يمتلك الكفاءة والقدرة على إدارة هذه الأماكن المقدسة التي تتطلب أن يكون من يديرها بعيداً عن كل ما تمارسه اسرة أل سعود بحق العرب والمسلمين.

مما لا شك فيه أن الكثير من المسلمين الآن يطالبون بضرورة إبعاد هذه الأسرة وهذا النظام عن إدارة شئون الحج وتسليمه إلى منظمة التعاون الإسلامي وعلى الرغم من تأييدي الكبير لهذه المطالب الإ أنني لا أحبذ أن يتم تسليم الحرمين الشريفين إلى منظمة التعاون الإسلامي على اعتبار أن هذه المنظمة تدار الآن من قبل نظام آل سعود ولكني أقترح أن يتم تشكيل هيئة إسلامية عليا يناط بها إدارة الأماكن المقدسة للمسلمين وتتكون هذه الهيئة من كبار العلماء والاقتصاديين والإعلاميين والمختصين في هذه الجوانب على أن يتم توزيعها بالتساوي بين كافة البلدان الإسلامية ويكون مقرها في مكة المكرمة أو المدينة المنورة وبالنسبة لرئاسة هذه الهيئة يتم توزيعها أيضا بين البلدان الإسلامية وبحسب ترتيب الحروف الأبجدية وحتى العمالة التي سيتم الاستعانة بها في عملية إدارة شئون الحج والعمرة والبناء وحماية هذه الأماكن المقدسة وكل شيء يجب أن تكون بالتساوي بين الدول الإسلامية كما أن عائدات الحج والعمرة يتم استقطاع كل النفقات التي تشغل هذه الأماكن وتوزيع الباقي على المسلمين ووضع بند لزكاة أموال الحج والعمرة يتم توزيعها على فقراء المسلمين.

بالطبع فإن الكثير من الشعوب الإسلامية المتضررة من نظام أل سعود وجرائمهم التي يرتكبونها في العالم ينادون بضرورة تحييد الأماكن المقدسة للمسلمين وعدم جعلها تحت سيطرة أي نظام سياسي على اعتبار أن كل الأنظمة تتحكم فيها وتتجاذبها المصالح وبالتالي فإن ذلك يعني بقاء مكة المكرمة والمدينة المنورة عرضة لهذه التجاذبات وأفضل حل هو إبعادها عن كل ذلك ولن يتأتى ذلك إلا بوجود سلطة خاصة بها تقدم خدماتها للحجيج بعيداً عن الأنظمة السياسية حتى يصبح بإمكان كافة المسلمين أداء فريضة الحج بكل سهولة ويسر بعيداً عن تحكم الأنظمة سواء كان نظام آل سعود أو غيره من الأنظمة على أساس أن الأنظمة السياسية تتغير وتذهب وتأتي بينما الشعوب هي الباقية.
اليمن اليوم

قد يعجبك ايضا