وسقطت نيكي هيلي ولَم تسقط فلسطين
|| مقالات || مراد أبو شباب
عندما سُئِلت ذات يوم مندوبة ترامب في الأمم المتحدة نيكي هيلي عن سبب ارتداءها المتكرر لكعبها العالِ في مؤتمر ايباك الصهيوني قالت وبكل وقاحة أنها تنتعل هذا الحذاء لركل أي شخص ينتقد اسرائيل في العالم ، ولكنها لم تعلم أن حذاءها قد صفعها هي وقبلها سيدها في البيت الأبيض وجميع من ظن أن فلسطين لا يوجد بها لعنة مشابهة كلعنة آلهة كنعان تصيب جميع من يحاول المساس بكرامتها ، فسقطت هيلي من حذاءها ولَم تسقط فلسطين فكان سقوطين الأول عندما فشل مشروعهم في الأمم المتحدة لإدانة فلسطين ونضالها المشروع في استعادة الحقوق المغتصبة ، والثاني هو الاستغناء عنها من البيت الأبيض بعدما فشلت في تمرير السياسات الأمريكية المناهضة للقضية المركزية في العالم وهي قضية الشعب الفلسطيني ، لقد شكل فشل القرار الأمريكي في إدانة نضال الشعب الفلسطيني رسالةً جديدة الى المجتمع الدولي أن الأموال الأمريكية وفنادق ترامب لا يمكن أن تشتري أحرار العالم الذين باتوا يدركون أنه آن الآوان لهذا الشعب المنكوب قرابة القرن من الزمان أن ينال حريته وينتزع حقوقه في إقامة دولته المستقلة وأن يتنسم هذا الشعب طعم الحرية ، فالعالم كله قد شاهد الفلسطيني ناجح ، منتج ، لا يجلس عالة على أحد بل يشارك في بناء الدول والحضارات .. أفلا
يستحق دولة حرة يعود إليها بعد الشتات وسنوات اللجوء ؟
لقد قالت الدول كلمتها وصفعت ترامب أكثر من مرة في المحافل الدولية وهو يقود كراهية مقيتة ضد الحقوق المغتصبة .. فشكراً لأحرار العالم على مواقفهم النبيلة على أمل أن يغير الباقي منهم نظرتهم ويدركوا أن الأمن والسلام العالمي لا يتحقق إلا بإنصاف المظلومين في هذا العالم