السجين المرقشي في حوار خاص لصحيفة المسيرة: السيد عبدالملك جسّد أخلاق ثورة 21 سبتمبر وأنصار الله صادقون في تضامنهم مع القضية الجنوبية

موقع أنصار الله || صحافة محلية || صحيفة المسيرة

 

المرقشي طليقاً

 

شكر السجين الجنوبي أحمد المرقشي قيادةَ اللجنة الثورية العليا ومحافظي المحافظات وكل المشايخ الذين بادروا في عقد وساطة قبلية بين أسرة آل المرقشي وأسرة آل المصري قضت بالعفو عن السجين المرقشي بعد 11 عاماً من إيداعه في السجن المركزي.

وفي حوار خاص لصحيفة المسيرة، أكّد السجين المرقشي أن السلطات في العشر السنوات الماضية عمدت إلى تسييس قضيته واستغلالها لإيقاف صحيفة الأَيَّام التي كانت تنشر عن القضية الجنوبية وقضية صعدة.

كما كشف المرقشي في الحوار ملابسات الحادثة التي أدّت إلى إيداعه في السجن، موضحاً الأساليب والإغراءات التي كانت السلطة تسعى من ورائها للحصول على أهداف سياسية من وراء قضيته.

وأشار السجين إلى المتغيرات التي حصلت داخل السجن المركزي عقب ثورة الـ21 من سبتمبر وما حصل عليه السجناء في ظل قيادة المجلس السياسي الأعلى، لافتاً إلى الجهودِ التي بذلتها القيادة السياسية ممثلةً بقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي من الاهتمام بالسجناء وإنصافهم وسرعة البت في قضاياهم.

وتطرق المرقشي إلى عدد من القضايا السياسية التي سردناها في الحوار على النحو التالي:

 

حاوره: نوح جلاس

 

بداية حدثنا عن قضيتك وانقل للجمهور حقيقة جهلوها كثيراً؟

أولاً أتوجه بالحمد والشكر والفضل كله لله سبحانه وتعالى، ثم أتوجه بالشكر إلى قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي جزاه الله ألفَ خير وجعله في ميزان حسناته، أيضاً الشكر لحكومة الإنقاذ والرئيس الشهيد صالح الصماد الذي كان قد وجّه بتشكيل لجنة لرفع الظلم عنّي عندما علم أن القضيةَ سياسية، كما لا أنسى الأخ/ رئيس اللجنة الثورية الذي كان له موقفٌ مشرف مع القضية الجنوبية أثناء الحوار الوطني، وكانت قضيتي سياسيةً وكيديةً بامتياز.

وقضيتي كان وراءها نظام الطاغية عفاش وقد أخذ جزاءه؛ لأَنَّه ظلم الكثير وأنا أحد هؤلاء المظلومين، من أبناء الجنوب وكنت أعمل حارساً لصحيفة الأَيَّام حارساً عليها وهي كانت تكتب عن الفساد وتكتب عن الحراك الجنوبي وتكتب عن حرب صعدة، وكانت لا تعجب النظام وكان هناك تحالف ما بين حزب الإصلاح والمؤتمر والإصلاح هو خرج من بطن المؤتمر، وأنا أسميه حزبَ الأوساخ وليس حزب الإصلاح.

فكانت معاناتنا نحن في الجنوب والإخوة أنصار الله الحوثيين معاناة واحدة من قبَل النظام، فحاولوا أن يهجموا على الصحيفة بتشكيل عصابة مسلحة وأرادوا قتلَ رئيس تحرير الصحيفة المرحوم هشام باشراحيل، الله يرحمه ويسكنه الجنة، فهجمت عصابة على منزل المرحوم والذي هو أيضاً مقر الصحيفة، فحدث إطلاق نار وأنا لا شاهدت لا مقتول ولا قاتل ولا أي حد مصاب ولا حاجة ولا أي حاجة، أخذوني إلى فوق السيارة تعاملوا معي معاملة ولا تعامل بني إسرائيل، يعني كانت التوجيهات تأتي مِن الرئاسة من علي عبدالله صالح شخصياً، أخذوني للبحث، قالوا أنت عندنا أنت قتلت ؟

قلت قتلت من!

قالوا قتلت واحد وأصبت 4؟

طيب كيف شكل المقتول.

قالوا اسكت ما تتكلم.

طيب والعصابة هذه التي جاءت تقتحم المنزل وتقتحم الصحيفة؟

قالوا هؤلاء مجني عليهم، اسكت ما تتكلم.

وكانت التلفونات ترن اتصالات كلها من الرئاسة، وقد تعرضت لتعذيب نفسي وجسدي وتعذبت على كُـلّ حاجة وصبرت.

 

ما هي الإجراءات التي بدأت بها السلطات ضدك لتحويل مسار قضيتك؟

أدخلوني المحكمة، وأول جلسة محاكمة كان القاضي اسمه عبدالله أبو حريج في محكمة جنوب غرب، وأول ما قال لهم أيش هذا ليش جبتوه، قالوا هذا قتل وهذا كذا وكذا، وبرأوا رئيس العصابة التي هاجمت البيت وحولوا القضية دون أن يذكروا أن العصابة هجمت على البيت ووو.. إلخ.

ضحك القاضي قال لهم هذا الملف ناقص طلعني عشر جلسات من داخل السجن المركزي إلى داخل المحكمة وكلما رحنا يرفض، وآخر مرة غيّروه وجابوا قاضيا طاغيا، نصابا، وكان معي 3 محامين من أكبر المحامين في الجمهورية، أحمد حيمد الوادعي الله يلطف بعمره، محمد أحمد المخلافي الذي كان وزير شؤون القانونية في حكومة الوفاق، ومحمد محمد عبدالكريم العمراني.

وبذلوا جهودهم وجابوا أدلة تثبت براءتي وأوضحوا للقاضي أن الطب الشرعي أكّد أن الطلقة من الخلف، والطلقة أَيضاً مش بطلقة آلي، الخ..

يعني كانت كُـلّ الإجراءات هذه تقول لي أخرج من السجن، لكن علي عبدالله صالح أيش فعل أرسل البندق حقه بنفس الليلة إلى بيت المصري -جزاهم الله خير أنهم عفوا عني، هذا ويعلم الله أني بريء من هذه التهمة -، وقال لهم أدفنوا ابنكم وكلّف رشاد العليمي وزير الداخلية آنذاك يروح يخرج عناصر العصابة الأربعة من داخل البحث الجنائي من ضمنهم رئيس العصابة.

 

هل كانت السلطات تبعث إليكم شخصيات لتدارك تورطها في القضية؟

في ذات يوم دخل يصيحوا لي قالوا أخرج جاوب “ياسر اليماني” الذي كان الناطق باسم عفاش، وجاء يقول لي أنا مرسل لك من قبل أبو أحمد، وخلاص أنت با أخرجك الآن، أسبوع وتخرج.

قلت طيب.. قال المطلوب منك حاجة واحدة، هذا التلفون اتصل لنا لهشام باشراحيل يوقفوا الكتابة عن الحراك الجنوبي وحرب صعدة، فاستغربت.. قلت له حرب صعدة والحراك الجنوبي هذه قضية وطن وشعب مش قضيتي قل لعلي عبدالله صالح ما هيش قضيتي، أما أنا كفني بيدي، تساوم معي من شان اتصل يوقف الصحيفة، من أكون أنا لوما اتصل له أنا؟.

ثم غادر ومر أسبوع ثم جابوا الحكم لي حكم الإعدام وكان حكما غيابيا، طلعنا الاستئناف جابوا لي حكم غيابي برضوا لما هنا إعدام.

قلت حسبنا الله ونعم الوكيل، ما يحق الحق إلا الله سبحانه وتعالى، وفعلاً حق الحق وجاءت ثورة 11 فبراير، وأنا أدعو الله سبحانه وتعالى أن يرينا فيه مَن ظلم، وفعلاً نال جزاءه هو وعصابته وتعرض لذلك الحادث في النهدين والذي أراد الله له أن يعتبر ولكنه لم يعتبر، فنال جزاءه على عمله بأبناء محافظة صعدة وفيما عمله بأبناء الجنوب؛ لأَنَّه مزّق اللُّحمة الوطنية ما بين أبناء الشمال والجنوب هو وعصابته عيال الأحمر، أراد الله لهم وشتّت شملهم.

 

هل كنت تبعث أحداً للتخاطب مع عفاش أَوْ عصابته حول قضيتك؟

نعم خاطبت عفاش وقلت له بعد عودته من السعودية عندما راح يتعالج ورجع طاغيةً أكثر مما كان عليه، قلت يا فخامة الرئيس أنا من داخل سجنك من خلف قضبانك، اتكلم معك أني مظلوم وأنت سبب ظلمي الدليل الأول أنك أرسلت بندقك إلى بيت المقتول، من أجل أن يدفنوا ابنهم، ويخرجوا المتهمين الأربعة “المعتدين على الحارس” من البحث الجنائي وهو يأخذ حقهم مني.

الدليل الثالث أنك أرسلت لي ياسر اليماني إلى داخل السجن، وقلت له هذه دلائلك التي حملتها، الآن كفّر عن ذنبك، أنا أخاطبك وأنا أدعي عليك ليل ونهار، أناشدك الله أن ترفع الظلم والله وإلا سيأتيك يوم لا ينفعك لا مالٌ ولا بنون، ولا سينفعك هذا الكرسي حقك والأمن المركزي والحرس الجمهوري، ما ينفعك أي شيء با يجي لك الله بايسلط لك.

وكانت آخر كتابه بعثتها له في تاريخ 27 /11/2017م، وفي 4 ديسمبر حق الله الحق وأخذ جزاءه الأخير بعد تجبره وتكبره على الشعب لعقود وعليَّ شخصياً لأكثرَ من 11 عاماً.

 

ما موقفُ هشام باشراحيل بعد إيداعك في السجن؟

المرحوم هشام باشراحيل لم يكن جباناً وكان وفياً وعمل كُـلّ مقدوره لتحريري ولكن كانت السلطات تبحثُ عن أدنى مبرّر لتصفيته وتوريطه، وكان وفياً معي وكنت أنا أيضاً أحترمه ورفضت كُـلّ المغريات التي كانت ستخرجني من السجن مقابل منحي للسلطة مبرّراً لتوريطه.

حيث في ذات يوم جاء وكيل النيابة أثناء التحقيق وقابلني داخل السجن، وقال لي باخرجك الآن مقابل أنك تقول إن هشام باشراحيل كان عندك الباب، وهذا طبعاً بغرض إلباسه تهمة القتل.

فأجبته “أنا أقسم لك بالله إنه لو كان معي عند الباب أني قلت إنه معي عند الباب، الرجّال كان داخل راقد عند زوجته وأولاده، ورجّال ما يحملش إلا القلم، يا أخي اتق الله، حرام عليك أقول لك إنه معي عند الباب وهو داخل الفلة.

المهم هم ما كانوا يريدوني أنا هم كانوا يستخدمون قضيتي للضغط على باشراحيل.

 

هل حاول “عفاش” إغراء باشراحيل لتوقيف “الأَيَّام” بعد فشله في استهدافه؟

نعم أرسل علي عبدالله صالح شيكاً فارغاً لهشام باشرحيل، مع ياسر اليماني، وقال له يكتب المبلغ اللي يشتيه مقابل أنه يعطيهم الصحيفة، قال له هشام “ارجع إلى عنده وقل له يعطيني حق اللجوء السياسي أخرج أنا وعيالي من البلد، أما الصحيفة هذه فهي حق أبي وجدي وأنا هنا جالس فيها”.

هم كانوا يريدون الصحيفة أن يخرسوها، وكانوا عندما يريدوا قتل شخصية صحفية يسببوا من هذه الأشياء يجيبوا له أرضية يجيبوا له مشكلة نفس القضية هذه اللي حصلت معي.

بس هذه المرة جوا مع انسان قده عايش على الموت ما عاد هو على الحياة حاولوا يساوموا معي وطلبوا مني بس طلب واحد وهم يخرجوني قالوا لي اتصل بهشام قله يوقف الكتابة عن الحراك الجنوبي وحرب صعدة واحنا نخرجك.

ومنها و11 سنة وأنا هنا في السجن وأنا والله ما في بطني أي حاجة، بريء براءة الذئب من دم يوسف، ولكن نحمدُ الله على كُـلّ حال.

وخلال السنوات الماضية تزوج بناتي وأولادي وعقدت قرانهم وأنا داخل السجن ولم أرَ أحفادي ولكن بإذن الله سأراهم قريباً.

 

هل من موقف تذكرونه للجمهور يعبر عن تعامل السلطات في السابق مع السجناء؟

كان هناك الكثير من المآسي والقصص الوحشية التي كانت تمارَس بحق السجناء ولكن هناك موقفٌ يجب أن نذكره؛ لأَنَّه الأشد إجراماً ووحشية، وهو أن السجناء داخل السجن المركزي في العام 2011 قاموا بثورة من داخل السجن ضد علي عبدالله صالح، وقام علي عبدالله صالح بإرسال بلاطجته لتصفية بعض المساجين داخل السجن، وهذا كان في شهر مارس 2011 قبل جمعة الكرامة بأيام.

وفي ذلك اليوم تم قتل 6 سجناء وجرح أكثر من 26 سجيناً، وكل السجناء يشهدون عندما جاء فضل القوسي للسجن والجميع يثور، وقام بالتواصل بعلي عبدالله صالح بالتلفون وكانت السماعة مفتوحة ويقول لعلي عبدالله يا فخامة الرئيس الآن به مخربين في السجن وشغب وووو… إلخ.

فقال علي عبدالله صالح كم عندكم مساجين في السجن، فأجاب القوسي تقريباً 2500 سجين فقال علي عبدالله اصالح صفّوا 2000 وبقوا 500. وهذا الكلام معظم المساجين يعرفونه ويشهدون عليه وأنا لا أتكلم إلّا بكلام أنا شاهد عليه وأنا ضمن من ساعد الجرحى في إيقاف النزيف والربط على جروح الرصاص للسجناء.

وكذلك تعرض العديد من السجناء للضرب والتكسير من قبل الجنود.

 

ما هي المتغيرات التي طرأت في السجون بعد ثورة 21 سبتمبر؟

هناك الكثير من المتغيرات الأخلاقية التي جاءت بها ثورة 21 سبتمبر في مختلف الأصعدة ومن بينها العمل على الإفراج عن المعسرين وكذا تحويل السجون إلى حياة بعد أن كانت مقبرة الأحياء يخرج منها المجانين والمرضى النفسيون جراء المعاملة التي يتلقونها، ولكن مع مجيء أنصار الله تحولت السجون إلى حياة وهناك أعراس تقام داخل السجن وهناك نشاطات وفعاليات وتعامل راقٍ جداً لا يشعر السجين أنه داخل سجن.

والقيودُ التي كانت على الصحافة والإعلام في الدخول إلى السجن المركزي والنظر إلى أحوال السجناء جاءت ثورة 21 سبتمبر وكسرتها، وهذا جانب من جوانب الأخلاقيات التي جاءت بها الثورة والتي قادها الإخوة أنصار الله.

وفي ثورة 11 فبراير التي امتطاها اللصوص والمجرمون كانت هناك كاميرات متخصصة بحزب الإصلاح وصحفيين خاصين بالحزب يأتون لمقابلة عدد من الأشخاص المحسوبين عليهم، وأنا شخصياً كنت اطلب منهم أن يقابلوا معي لإيصال صوتي ومظلوميتي ولكنهم كانوا يهربون ويرفضون ذلك، ويصفونني بالانفصالي.

وللعلم أن كسر القيود على الوسائل الإعلامية من قبل أنصار الله يدل على شجاعتهم ويدل على نزاهتهم وبراءتهم من ظلم أي سجين بريء.

وهناك تأتي وسائل إعلامية إلى السجن لمقابلة السجناء دون أن يفرض عليهم أحد بمنع المقابلات معنا كجنوبيين، ويقومون بمقابلتنا ونقول ما عندنا سواءٌ أكان سلبياً بالنسبة لهم أَوْ إيجابياً، دون أي مضايقات، سواء من إدارة السجن أَوْ من غيرهم.

والآن هناك استجابة من إدارة السجن ومن الأجهزة القضائية، هناك مساعٍ لتخفيف نسبة السجناء، ومع العلم هناك أكثر من 3 آلاف سجين داخل السجن المركزي، ولو كان هناك عدل ونيابات صادقة خلال السنوات الماضية لما بقي في السجن 500 سجين؟

وطبعاً أن عندي صفحة في الفيس بوك باسم “الأسير الجنوبي المرقشي” وفيها أكثر من 23 ألف متابع، وأقوم بالنشر فيها كُـلّ النشاطات داخل السجن، أعراس فعاليات أنشطة أخرى ويستغرب الكثير من اخواني في الجنوب عندما انشر ويقولون كيف تنشر وانت داخل السجن وكيف هل في السجن أعراس وووو، ولكن أقول لهم أن أنصار الله جعلوا السجن حياة وليس سجن.

 

 

العدوان على اليمن.. ما إضاءاتك على هذا الموضوع؟

العدوان حصل على ضوء أخضر قبل بدأه بسنوات، جابوه الطغاة علي عبدالله صالح وعلي محسن وعبدربه هادي لما راحوا إلى عند الملك عبدالله، لتوقيع المبادرة الخليجية التي حكمت بشكل واضح ولو بصورة غير مباشرة بجعل اليمني تحت الوصاية الخليجية، لتكون دول الخليج هي سيدة القرار اليمني.

ومن المعروف أن دول الخليج تسعى لهدم اليمن من قدي الزمان ونهب ثرواته والسيطرة عليه وعلى موقعه الاستراتيجي، لكن هيّأ الله سبحانه وتعالى حكمة الشعب اليمني، وقام بثورة 21 سبتمبر وهذه الثورة أنا مسجل لها أنها إن شاء الله نصر للجنوب ولليمن كله.

والآن كُـلّ قطرة دم ليست في رقاب المعتدين فحسب، بل هي في رقاب هؤلاء المجرمين وهم علي محسن الأحمر وعلي عبدالله صالح وعبدربه هادي وباسندوة الذين جعلوا اليمن يخضع للوصاية الخليجية.

والمعتدي اليوم قد استباح كُـلّ شيء وقتل الأطفال والنساء واستباح الحرمات، ولكنه سيفشل وستجرفه دماء الأبرياء.

 

كيف ترى موقف أنصار الله القضية الجنوبية؟

يكفينا شرفاً أن ما سجلوه في الحوار الوطني، ووقوفهم مع الحراك الشعب الجنوبي، موقف مشرف يسجله التاريخ، أما بقية الأحزاب مثل حزب الأوساخ والحزب الناصري وغيرها من الأحزاب فوقفت مع النظام على حساب القضية الجنوبية، وأنصار الله هم الوحيدون الذي وقفوا مع الحراك الجنوبي.

كما أن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله كان ومازال متضامناً مع القضية الجنوبية منذ ثورة الـ21 من سبتمبر ومن قبلها.

وكان الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رحمة الله عليه، أول المتضامنين مع الجنوب والقضية الجنوبية حين وقف ضد حرب 94، واعترض عليها وقالها وحيداً في مجلس النواب “لا للحرب على الجنوب، أعيدوا للناس حقوقها”، وهذا مسجل له بالصوت والصورة.

وأنا عندما كنت سجيناً طيلة السنوات الماضية وكان بعض الناس يأتون إلي ويقولون بأنهم لن يتركوني وغيرها من الوعود، قلت لهم “اسمعوا أنا أسير داخل الغرفة هذه، وخلفي هنا شهيد استند قوتي منه، إنه الشهيد حسين بدرالدين الحوثي” الذي كان مدفوناً خلفَ غرفتي.

وكانت لي علاقات كبيرة ووطيدة مع سجناء من أنصار الله كانوا مظلومين داخل السجن على خلفية حروب صعدة الظالمة.

 

ما موقفك من القيادات التي خانت القضية الجنوبية؟

شوف يا أخي طبعاً هناك شريحة فاسدة خائنة للوطن لا يهمها أمر الوطن والمواطن، وهذه الشريحة يتكون منها شخصيات شمالية وشخصيات جنوبية، وهم من باعوا أرضهم وعرضهم ووطنهم مقابل المال الإماراتي والسعودي.

وأنا كما ذكرت أن التحالف لا يهمه لا مصلحة اليمن لا الشمال ولا الجنوب هم جاءوا لأجل مصالح ونهب الثروات.

واليوم أربع سنوات لم يقدموا للجنوب شيئاً سوى الانتهاكات والسجون والاغتيالات والانفلات الأمني، وأعادوا عدن قرية، المجاري تملأ شوارعها، والآن الناس يشكون ويبكون.

والآن اتضح أن القيادات كلها التي انبطحت تحتَ المال الإماراتي قد خانت القضية الجنوبية.

 

هل هناك قيادة جنوبية ما زالت متمسكةً بالقضية الجنوبية؟

هناك بعض الشرفاء الذين نحترمهم ما زالوا متمسكين بالحق الجنوبي وأبرزهم الأخ حسن باعوم الذي احترمُه كثيراً؛ كونه لم ينبطح للمال الإماراتي والسعودي وبقي متمسكا بقضية الجنوب وله شعبية كبيرة في الجنوب، وتاريخه النضالي معروف.

باعوم له مواقفُ كثيرة مشرفة والآن ما زال كما هو متمسكا بمبادئه ولم يخُن القضية الجنوبية كما عملت بعضُ القيادات التي صارت تزج بأبناء الجنوب في معاركَ عبثية في المناطق الشمالية.

وأنا ضد كُـلّ القيادات الجنوبية التي انبطحت ورضت بالمحتلّ الإماراتي وارتهنت للعمالة، وأنا كذلك أجزم بأن الآن انهم يريدون قتلي؛ لأَنَّهم لا يريدون مَن يقول لا، هم يريدون فقط مَن يخضع لهم ويخنع لهم ولمشاريعهم.

 

ما تعليقك على إقصاء الجنوب من مشاورات السويد؟

التحالُفُ ضد القضية الجنوبية وعملوا على إقصاء القضية الجنوبية، والسعودية والإمارات لا تريد سوى نهب الثروات كما ذكرت سالفاً.

 

ما تداعيات قرار الإفراج عنك في الوسط الجنوبي؟

يا أخي أنصارُ الله بهذا الموقف وبموقف وقوفهم مع القضية الجنوبية ككل عمل على زرع الثقة فيهم من قبل الجنوبيين الأحرار، بالأمس العشراتُ من أصدقائي في عدن وفي الجنوب تواصلوا بي وقالوا لي يا أخي أنصار الله أنصفوك ونحن على الدنيا، الآن نحن معهم وعرفنا صدقَهم ووقوفهم إلى جانب المظلوم.

وهناك استبشارٌ جنوبي كبير والكثير من الإخوان ممن تواصلوا بي وعبّروا عن شكرهم لمبادرة أنصار الله وقالوا يا أخي تغيّرت نظرتنا إلى أنصار الله كثير.

وأمس التلفونات تأتيني من الإخوة في الجنوب والناس يهتفون باسم عبدالملك الحوثي والله وآيات الله، وأنا أقول هذا مكسب لأنصار الله بأن ينصفوا المظلوم ويقفوا مع الأحرار الجنوبيين والقضية الجنوبية.

 

بعد خروجك من السجن والتفافك مع عدد من القيادات الجنوبية الحرة هل ستعيدون صوتَ صحيفة الأَيَّام وتبني قضايا الجنوب خصوصاً في هذه المرحلة؟

هذه مشيئة الله، وإعادة صوت صحيفة الأَيَّام وتبني قضايا المظلومين هي أمنية بالنسبة لي، وأنا أتمنى أن يكونَ هناك قناة وصل وتواصل بين الجنوب والشمال، في شرفاء في الجنوب وشرفاء في الشمال، كُـلُّ واحد يعترف بحق الثاني في الوجود تمام، لا نخون بعضنا البعض، ولكن علينا أن نحقّق هدفا واحدا إذَا أرادوا وهو اليمن، بناء اليمن على أسس عادلة متساوية وقانون يتطبق على الكبير والصغير، وهذا ما نرجوه من الله سبحانه وتعالى.

بإذن الله إذَا خرجنا؛ لأَنَّ الأعمار هي بيد الله سنقفُ مع كُـلّ المظلومين ونقف ضد كُـلّ ظالم ونقول هذا صح وهذا خطأ.

 

رسالتُك إلى أبناء الشعب اليمني عامة؟

رسالتي للشعب اليمني يجب أن يعرف الحقيقة بأنه هؤلاء الذين يطبّلون وليس عندهم رؤية في التاريخ ولا عندهم رؤية على ما يحصل على الواقع، لا يريدون إلّا إذلال اليمن وقهره واستبعادَه ونهب ثرواته وأن يقفوا مع القيادات الحرة التي تملك القرار وتقف إلى جانب الشعب اليمني.

ورسالتي للشعب الجنوبي بأنّ الحرية والاستقلال هي قادمة بإذن الله وباعتراف من الإخوة في أنصار الله، على هذه المظلومية التي أنتم فيها، يتحقّق كلما أخذ من حرب 94م، وهنا ستعاد اللُّحمة الوطنية واللهِ ستعاد بدون حرب وبدون كلام وبدون أي شيء عندما تنصف المظلوم في المحافظات الجنوبية.

 

رسالتُك إلى أنصار الله؟

أنصارُ الله يستمروا على ما هم عليه والله باينصرهم، في مظلومين موجودين عندنا مليان، في واحد معانا واحد هنا له 33 سنة، عندنا هنا في قسم المصحة اسمه صالح فروان، كلمتهم قبل أسبوعين أمام وزير حقوق الإنسان في قناة اليمن الفضائية بالصوت والصورة، والآن مجنون، وقضيته معروف للقاصي والداني، كان ماشي في حجة قتلوا صاحبه جنبه قتل اللي قتل صاحبه، اعترف ومحكوم عليه إعدام، طيب نفذوا الحكم يا أخي ما نفذوا ولا شيء وهو يقول اعدموني.

وواحد اسمه إبراهيم الكرمدي، زوجته وعياله لفّقوا له تهمة وأكلوا أمواله، وهو كان في الأمن السياسي، و25 سنة، محكوم إعدام يقول لهم اعدموني يقولوا لوما يجي لك غريم، ومرمي هناك.

في قضايا كثيرة يا أخي اللي قد ماتوا ماتوا، كان في ناس من الأمن المركزي، والجيش والشرطة، كانوا في مهام عسكرية، ينفذ مهمة عمل حادثة وهو في مهمة عسكرية قالوا إعدام وخرجوه اعدموه، ليش قالوا هذا قتل ولد شيخ، وهذه من القضايا التي شاهدتها بعيني.

وهذه شوف قضية المعسرين والإفراج عن 53 أسيراً ستدخل في ميزان حسنات أنصار الله، وأناشد أنصار الله ببذل المزيد والمزيد في رفع الظلم عن السجناء الذين قضوا نصفَ أعمارهم في السجون وما زالوا خلف القضبان.

وللعلم أن أخلاقَ أنصار الله وصلت إلى داخل السجون فما بالك بخارجها، ولم يحصل خلال الأربعة العقود الماضية أن أفرجت السلطات عن سجين مُعسِر ودفعت عنه، وهذا ما عمله أنصار الله وأفرجوا عن 53 سجيناً معسراً.

 

 

هل من كلمة أخيرة في هذا الحوار تود قولها؟

ذكرتُ سلفاً العديدَ مما أردت قوله ولا يسعني إلا أن أشكُرُ صحيفة المسيرة ورئاسة التحرير الخاصة بها على لفتتها الكريمة إلينا كمظلومين.

وهذا إن دل على شيء إنّما يدل على أخلاقهم في رفع الظلم ورفع المعاناة، وهذا يشير إلى الأخلاقيات التي جاءت بها ثورتهم والتي تحملها قضيتهم.

وأرجوكم أن تكتبوا وتنقلوا هذه الرسالة عني: أتمنى أن لا يطول بقائي في السجن أكثر ولو لأيام معدودة؛ لأَنَّ الـ11 العام الماضية في كوم، والأَيَّام القليلة القادمة ستكون في كوم؛ لأَنَّي منذ سماعي خبر العفو عني، لم أتمكن من النوم أمس من شدة الفرحة والشوق لأهلي وأصدقائي وأبنائي وأحفادي الذين لا أعرفهم.

وفي الأخير أجدّدُ شكري لله سبحانه وتعالى على أن سخّر الرجالَ الشرفاءَ الذين سعَوا بكل إخلاص للإفراج عني.

والتحية أيضاً موصولةٌ إلى قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على جهوده الحثيثة في الاهتمام بالسجناء.

كما نشكر الرئيس مهدي المشّاط على الخطوات التي يتخذها في سبيل إنصاف الناس وتوجيهاته التي قال فيها “اللهَ اللهَ لا يبقى في السجن مظلوم”.

وأشكر محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا صاحب الجهود الجبّارة في إنجاح الوساطة، والشيخ محمد المقدشي محافظ ذمار، ومحافظ صنعاء الشيخ حنين قطينة وأمين العاصمة وكل المشايخ في صنعاء ومشايخ الجنوب الأحرار الذين كانوا مشاركين في هذه الوساطة.

كما أشكر مشايخ عنس وأُسرة آل المصري أولياء دم الشهيد صلاح المصري الذي أنا بريءٌ من دمه براءةَ الذئب من دم ابن يعقوب واللهُ شاهدٌ عليَّ، ولكن هم تكرموا وعفوا عني وأنا أشكرهم وأعتز بموقفهم الكريم.

وسنبدأ صفحة جديدة والسجن علّمنا الأشياء الكثيرة، ونسأل الله أن يحفظ اليمن.

وأتمنى من إخواننا أنصار الله أن يهتموا بالقضية الجنوبية كي تتوحدَ اللُّحمة ويزيد التفاف الجنوبيين حول أنصار الله.

وأكرر وأناشد الإخوان أنصار الله أن يعزّزوا جهودَهم في دعم القضية الجنوبية التي جاء اليوم الإماراتي والسعودي لتدمير الشمال والجنوب تحت مسمى الوحدة، في حين لا يسعى للوحدة هو يسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني، وهو اليوم يزُجُّ بأبناء الجنوب في المعارك في المناطق الشمالية للقتال باسم الوحدة. في الوقت الذي يرعى قيادات منبطحة أضاعت القضية الجنوبية.

وللعلم أنا كجنوبي لم يعترف بي سوى أنصار الله، لم يعترف بي المؤتمر ولا الإصلاح وأقول لإخواننا الجنوبيين أن لا يلتفوا حول التحالف والقيادات الجنوبية المنبطحة بل عليهم أن يلتفوا حول قضيتهم وحول مشروعهم النضالي الذي يعيد للقضية الجنوبية اعتبارها وكرامتها التي عمل الإصلاح وعفاش خلال الفترة الكثيرة الماضية إلى امتهانها.

 

قوات الاحتلال الإماراتي في عدن تقتحم منزل السجين المرقشي

 

وفي الحوار كشف المرقشي عن حادثة قيام قوات الاحتلال الإماراتي في عدن باقتحام منزله في العريش عند منتصف الليل.

وأضاف المرقشي “اقتحمت القوات الإماراتية بيتي في منتصف الليل وأخذت أولادي ناصر وعبدالحكيم واحتجزوهم في عدن وأدخلوهم داخل حمام لمدة يومين “.

وأكّد المرقشي أن السبب هو أن “الاحتلال كان يظن أن أولادي هم من يدير صفحتي على الفيس بوك؛ لأَنَّه متعود على وضع المساجين في حمامات وأماكن لا تعيش فيها حتى أي الحيوانات وأنا نشرت مقطع فيديو اعتراف لطارق الفضلي أن علي محسن كلّفه وكلف غالب القمش باغتيال قادة الحراك الجنوبي، كما أنشر يومياً النشاطات والأعراس التي تقام داخل السجن المركزي بصنعاء، وأقول لإخواني هذه سجون أنصار الله انظروا إليها”.

ولفت المرقشي إلى أن أسرتَه المكونة من سبعة أفراد خمسة أولاد وبنتين وبنتين تسكن في عدن وسط حالة رعب شديد من التعسفات التي يمارسها المحتلّ الإماراتي ومرتزِقته.

 

المرقشي يؤكّد: قاتلت في لبنان وفلسطين والإسرائيليون جبناء لكن العرب يحموهم

 

لفت المرقشي خلال حواره مع صحيفة المسيرة إلى مشاركته في القتال مع حزب الله وفلسطين ضد المحتلّ الصهيوني في ثمانينيات القرن الماضي.

وقال المرقشي “رحت قاتلت ببيروت في البقاع وبعلبك ومشيتها بارجلي من جبل إلى جبل، وهذا (الكون) هو ناتج عن شظية إسرائيلية وهي شرفٌ لي وابوسها كلما نظرت إليها والحمد لله، وقاتلت بفلسطين وهذه كانت نعمة كبيرة من الله”.

واستعرض المرقشي للصحيفة وثيقةً موقّعةً من حركة تحالف القوى الفلسطينية قدمت له الشكرَ على مناصرته لإخوانه الفلسطينيين، مؤكّداً “واجهنا الجيش الإسرائيلي، وجهاً لوجه وهم أجبنُ ما خلق الله على الأرض بس المشكلة الأنظمة العربية هي التي تحميه وتحمي إسرائيل، وإلا والله ما يسوى عندنا ذرة”.

كما كشف المرقشي عن الخِيانة السعودية التي كانت تساندُ المحتلّ الصهيوني من خلال دعمه عسكرياً.

 

قد يعجبك ايضا