لا يجوز أن نرى العدو كبيراً بالشكل الذي يدفعنا إلى أن نقدم تنازلات في المفاوضات.
|| من هدي القرآن ||
{فَإِنْ حَاجُّوْكَ} هي شبيهة بموضوع مفاوضات، أو حوار، أو جدل فأنت عندما تكون في حوار مع أطراف من هذا النوع ماضيهم أسود على هذا النحو، على هذا النحو في موضوع جدال، أو حوار، أو مفاوضات يجب أن يكون عندك هذه النظرة فتعرف أن هذا الطرف في واقعه هو واقع فيه نقاط ضعف كبيرة بالنسبة له لا يجوز أن أراه كبيراً فيكون بالشكل الذي يدفعني إلى أن أقدم تنازلات في تفاوضي معه في الأخير تكون أنت من قدم دينك وقدم الأمة بسبب رؤية مغلوطة إلى الطرف الآخر.
فتعتبر قاعدة هامة في موضوع التفاوض مع الآخرين، أو الحوار، أو الجدل هذه منسية أليست منسية عند العرب؟ على الرغم من مرور سنين طويلة أعني يبدوا لا يوجد التفات للقرآن ولا يوم واحد على الرغم من صراع، مع اليهود مع تقريباًً الغربيين بشكل عام، وتجدهم في عمي، في ضلال لا يهتدون بشيء نهائياًً لا يبدو أنه يوجد التفاته ولا يوم واحد للقرآن، أن يهتدوا به! أليس هنا يعطي رؤى صحيحة في كيف يكون موقفك من الآخر؟ وأن هذه الرؤية هي هامة جداً، ً جداًً في ماذا؟ أن تبقى مستقيماًً لله ومستقيماًً مع اتباعك {أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} (آل عمران من الآية20) أي ألم يؤد بهم إلى أن قدهم مستعجلين إلى أن يضحوا بأتباعهم؛ لأنه ليس فيهم من يمكن أن يكونوا مسلمين لله، ومن اتبعهم، ضحوا بدين الله، ومضحين حتى بأتباعهم، ومتحاورون، ومقدمون مبادرات، وتنازلات لليهود.
فهذه تعطي الناس أملاً أن يعرفوا أعداءهم أنهم هكذا، وأعداؤهم عندما يكونون على هذا النحو هذه نقطة ضعف فيهم كبيرة تجعلهم عرضة لأن يضربوا، بأن يذلوا، بأن يخزوا هم مستوجبون عذاباًً، مستوجبون خزياًً في الدنيا وعذاباًً في الآخرة، أليست هذه نقطة ضعف كبيرة جداًً؟ وعندك أنت كل نقاط القوة إذا فمهمتها، وسرت على هدى الله، ووثقت بالله، إنما تكون القضية صعبة لو أنك تتحرك في مواجهة مؤمنين، أولياء لله، هذه هي القضية الصعبة، أعني: هم الآن عندما يتحركون هي قضية يبدو أنها ملموسة فلذا يحاولون يبعدوننا عن الدين، هم يعرفون أنه فيما لو تحرك الناس على أساس دين الله، على أساس هذا القرآن الكريم أنهم سيدخلون في صعوبة كبيرة جداًً معهم، يهزمون أمامهم، ولهذا يحاولون يبعدوننا عن الدين؛ لأن معناه سيدخلون في ماذا؟ في حرب مع ناس الله معهم وهذه القضية كبيرة جداً.
الدرس الثاني عشر من دروس رمضان صـ26.