على مشارف العام الخامس من الصمود اليماني
|| مقالات || محمد محمد عايض
ونحن على مشارف العام الخامس من الصمود الأسطوري العظيم الذي سطّره هذا الشعبُ العظيمُ جيشاً ولجاناً شعبيّة والنكف القبلي يقضي رجالُ الله مرابطين في الثغور متصدين بكل بسالة لأكبر عدوان كوني تشهدُه الأرض ضد يمن الإيْمَان والحكمة ضد اليمن وشعبه وضد ثورته واستقلاله ومع هذا لا يزال الكثير من رجال اليمن يتوافدون على الجبهات ولا زالت قوافل الكرم تسند الجبهات بالمال والرجال مستمدين من الله الصبر والثبات واثقين بنصر الله ففي كُلّ لحظة وعلى امتداد ميادين الشرف والبطولة فمن باب المندب جنوباً إلى جبهات الحدود جيزان ونجران وعسير شمالاً يحقّق رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة والنكَف القبلي بفضل الله إنجازات نوعية ما بين دحر زحوفات وقنص رؤوس النفاق إلى غزوة مظفرة إلى هجوم نوعي وتطهير مواقع إلى قصف صاروخي ومدفعي إلى طيران مسيّر على مواقعَ استراتيجيةٍ في العمق السعوديّ والإماراتي ودخل معسكرات المنافقين وصولاً إلى إنجازات استراتيجية يرتب لها رجال الله في جبهات الحدود طالما تمادى العدو في غيه ستكون فاتحة نصر كبير ليس لليمن فحسب بل للمنطقة بكلها أننا لا نستطيعُ أن موجز انجاز يوم واحد في صفحة واحدة فما بالكم بأيام وليالي تقارب الشهر ولكننا من واقع الفخر والاعتزاز بما يحقّقه الله على أيدي جنوده من يمثلون قوته وبأسه على أعدائه في الأرض نحاول أن يكون لنا الشرف في أن نتعرف قطرة من بحر ما يجري على أيديكم من ضربات منكِّلة بأعداء الله وفي ذلك (فليفرحوا) وفي ذلك شفاء (صدور قوم مؤمنين) فمن باب المندب إلى بقية جبهات تعز عموماً صمود أسطوري وتطهير مستمر وإلى جبهات مأرب ونهم يسطر رجال الله الشرفاء أروع صور الملاحم والثبات، ففي صرواح التأريخ والحضارة يتجرع العدو السم الزعاف فيما العدو يعلن انتصارات وهمية يدغدغ مشاعر أمهات وعوائل المرتزِقة الذين تركهم صرعى في الشعاب والوديان، بينما أولياؤهم يعاقرون الملذات في فنادق وملاهي الرياض والقاهرة وغيرها.
أما جبهات الحدود فهي أكبرُ من أن نتحدث عنها وعدسات الإعلام الحربي تقدم يومياً للشعب اليمني والعالم أجمع ما يُنسيه جراحَه من مشاهدَ مصوّرة تثلج الصدور لما يقوم به رجالنا الأبطال من عمليات نوعية جعلت العدو يعيشُ حالةً من الهستيريا فيرتد حقوداً على قصف الأطفال والنساء والمساجد والمشافي وغيرها مثل الجسور ومصانع الحديدة والمنشآت الرياضية في اليمن ولا زال مسلسلُ اقتراف الجرائم مستمراً.. وبهذا نستطيعُ القولَ وبكل ثقة بأن تحالُفَ دول العدوان على اليمن قد خسر رهانَه في اختراق الجبهة الداخلية وشق الصف الوطني المقاوم للعدوان والتصدي له ونحن على مشارف العام الخامس في حَـدِّ ذاته يشكلُ هزيمةً كبيرةً لتحالف العدوان تضاف إلى الهزائم المتتالية التي يمنون بها يوميا في مختلف الجبهات الداخلية وفيما وراء الحدود لكن تظل مشكلتنا في أولئك النفر من السياسيين والاعلاميين الذين لا يعجبهم العجب وما زالوا غيرَ مصدقين بأن الوضعَ في اليمن قد تغير وأصبحت طموحاتُ كُلّ أبناء الشعب اليمني وتطلعاتهم لا نقول تتمثل وإنما تنحصرُ في التحرّر من الوصاية الخارجية والعمل على بناء الدولة القوية العادلة.
وأخيراً نقول على أيديكم أيها الأبطال سيكون إنقاذ المؤمنين فأنتم والله في أقدس مهمة اختاركم الله لهذه المهمة وفي أقدس موقف وفي أعظم مكانة قربه إلى الله أنكم تدافعون عن الأطفال والنساء والشيوخ وكرامة أبناء وطنكم لقد اختاركم الله لهذه المهمة فكونوا جديرين بهذا الاختيار وكما قال السيدي عبدالملك ابن بدرالدين الحوثي حفظ الله ورعاه (نحن في هذا السياق وفي هذا المسار مطلوب منا ونحن في معركة كهذه معركة مشرفة معركة عظيمة معركة محقة مطلوب منا فيها دائما أن نبذل قصاري جهدنا أن نثبت في كُلّ الأحوال والظروف أن نطمئن أن نثق بالله سبحانه وتعالى وبنصرة التحدي مهما كبر أنتم بالله أكبر، عامل القُـوَّة أننا معتمدون على الله وهم معتمدون على أمريكا.. أننا مظلومون وهم ظالمون، أننا معتدى علينا وهم معتدون باغون؛ ولذلك كُلّ عناصر القُـوَّة لصالحنا العناصر الأساسية التي تبني عليها سنن الله مع خلقه.
ونحن على مشارف العام الخامس نذكركم أيها الأبطال بأنكم شيعة (علي) ورجال علي وتعرفون جيداً مَن هو علي الذي قال فيه رسول الله (ص)(علي مع الحَـقّ والحق مع علي) وقال: علي مع القُـرْآن والقُـرْآن مع علي.. وقرآن الله ولايته وولاية رسوله بولاية الإمام علي (ع) وجعلها الطريق إلى الحَـقّ ومفتاح الصبر والغلبة فلن ننتصر ولن نكونَ من الغالبين ما لم نعِشْ في وعيه وشجاعته وفي صبره وثباته واستبساله وفي علاقته وثقته القوية بالله..