ذرائع لإفشال الاتفاق
|| مقالات || محمد البخيتي
نفسُ الذين هاجمونا بذريعة التفريط بالسيادة بذريعة تسليمنا ميناءَ الحديدة للأمم المتحدة قبل أيام هم أنفسهم من يهاجموننا اليوم بتهمة عدمِ تسليمه!.
مشكلةُ هؤلاء هي أنهم لا يحملون قضيةً؛ ولذلك فإن ضمائرَهم الميتةَ لا تستشعرُ أن الهدفَ من اتّفاق ستوكهولم ليس مكافئةَ طرف على حساب الآخر وإنما التخفيفُ من المعاناة الإنسانية الناتجة عن استمرار الحرب، خصوصاً على محافظة الحديدة التي تعد أكثرَ المحافظات اليمنية تضرراً؛ بسبب إغلاق مينائها وحرمان سكانها من الصيد في البحر.
قبولُنا برقابة الأمم المتحدة على ميناء الحديدة يعد تنازلاً كبيراً لدحض ذرائع العدوان لإغلاقه بذريعة استخدامه لتهريب الأسلحة أَوْ بذريعة استحواذنا على إيراداته، وذلك في مقابل إعادة فتحه بشكل كامل ودفع مرتبات الموظفين، وإنجازُ هذا الاتّفاق فيه مصلحةٌ لكل المواطنين بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية ويُسهِمُ في التخفيف عن معاناتهم.
بالنسبة لانسحاب القوات العسكرية من محافظة الحديدة فهو أمرٌ ملزمٌ لطرفَي الصراع بنفس القدر وبنفس الكيفية وعلى أيِّ مستوى كان، وبالتالي فإنَّ على دول العدوان ومرتزِقتها أن يفهموا أنه ليس علينا الانسحابُ لصالحهم كما أننا نفهمُ أنه ليس عليهم الانسحابُ لصالحنا وإنما لصالح الحديدة وفي سبيل التخفيف عن معاناتها.
لا تزالُ هناك جبهاتٌ أخرى مشتعلةٌ لم يتضمنها الاتّفاقُ للأسف الشديد رغم مطالبتنا بوقف الحرب بشكل كامل؛ لذلك دعوا الحديدةَ على الأقل تستعيد عافيتها؛ لأنها أكثرُ المحافظات تضرُّراً طالما ولا زال في إمكانكم القتالُ في بقية الجبهات والتي تُعَدُّ بالعشرات.