عودةُ العرب إلى سوريا
|| مقالات || أحمد الحسني
الساكتون وَالمتملقون قرارَ خزائن الخليج تجميدَ عضوية سوريا في جامعة الدول العربية التي كانت أحد مؤسّسيها يطلبون اليوم عودةَ سوريا إلى الجامعة، أما الذين كانوا وراءَ قرار التجميد المخزي وَممولوه فجُلُّ ما يطلبونه هو البدءُ بعودة السفراء السوريين وَتأجيل رفع قرار تجميد عضويتها في الجامعة إلى الجلسة القادمة، أي أن الجميعَ من حيث المبدأ وَبفارق جلسة فقط مرحِّبٌ بعودة سوريا، وَبمعنى أصح بالعودة إلى سوريا، فلم تبارح سوريا الأسد عروبتَها بقرار الخزائن الخليجية، وَإنما ظلت كما هي معقل القومية العربية التي انطلقت منها دعوتُها قبل قرن من الزمان لمواجهة الهيمنة الطورانية وَالاستعمار الأوروبي، حيث كان الذين يجمّدون عروبتَها ولاياتٍ عثمانيةً وَمستعمراتٍ وَمحمياتٍ بريطانيةً وَفرنسيةً وَإيطالية..
بعد سنواتٍ من الخراب وَإهدار الكثير من مال الخليج وَقيَمِ العروبة وَالكثير الكثير من الدم السوري، يعلنُ أعضاءُ الجامعة التي يُفترَضُ أن تكونَ عربيةً عن رغبتهم في العودة إلى آخر معاقل العروبة، معلنين بذلك انتصارَ سوريا الأسد العربي وَمحور المقاومة على قطيع التطبيع وَمحميات البترودولار وَجنرالات الارتزاق، مؤذنين بدنو الانتصار الشامل لمحور المقاومة عموماً وَأنهم وَأسيادهم سينحنون في الغد القريب أمامه في اليمن وَلبنان وَالعراق وَليبيا كما اليوم في سوريا..
عاد أعضاءُ الجامعة إلى آخر معاقل العروبة بعد سنوات من الخسائر الفادحة، وَلكن هل عادوا بذلك إلى عروبتهم؟؟
ثمة قائمةٌ طويلةٌ من المواقف يجبُ تصحيحُها وَفواتير حساب باهظة عليهم أن يدفعوها لترميم قِيَمِ عروبتهم وَإعمار ما خرّبته نزواتُهم في سوريا وَاليمن وَليبيا وَالعراق، وَمهما بلغت كلفةُ ذلك فهي أقلُّ بكثير من كُلفة الاستمرار في خدمة السيد الأمريكي وَالبريطاني وَإرضاء الحبيب الصهيوني لو كانوا يعقلون..