المرأة في مشروع الصمَّاد لبناء الدولة
|| مقالات || سعاد الشامي
لطالما بحثت الحياة عن العظماء الذين تكون لهم البصماتُ القوية والأدوار الفاعلة في وضع المشاريع لاستخلاف الإنْسَـان عليها وعمارتها، وعظمة الدور البشري في قيادة معركة الحياة لا تأتي تلقائياً فهي غالباً ما تكون منحةً إلهيةً وَمكافأة سماوية تتوج مطافَ البناء الروحي وتكلل خطوات البناء المادي في تكوين الثائرين والأحرار.
في التأريخ الإنْسَـاني المعاصر يعدُّ الرئيسُ الشهيد صالح الصمّاد سلامُ الله عليه أسطورةً من أساطير العظمة والرقي والعطاء؛ لأنه الإنْسَـان الذي يعجزُ البيانُ عن نقل حقيقته ويقصر الفكر في وصف أبجديته، فهو من خريجي مدرسة القُـرْآن الكريم التي أعاد وضع مداميكها حسين العصر، تلك المدرسة التي صنعت العظماء في زمن الانحدار، وأثمرت الأبطال في زمن الضعف والانكسار، وتبنّت الرجال في زمن الارتجال، وأعدّت القادة الأحرار في عصر التبعية والارتهان. فكان الصمَّاد رجلاً بحجم وطن. وقد توفرت فيه كُـلّ خصائص القائد العسكريّ والسياسي العبقري والخبير الإداري والمستشار الاقتصادي والأخصائي الاجتماعي؛ لذلك كان نعم الرئيس لشعب يعيش في أحلك الظروف وأشدها سوادا وبؤسا، وقد قادها قرابة عامين بقوة شخصيته وعظمة أخلاقه وسعة ثقافته ورصيد خبرته وكفاءة قيادته واتساع مداركه وشمولية معرفته لكل مجالات الحياة. ونجح نجاحا باهرا في قيادة الوطن، وتأسيس أركان قوية لتعزيز الصمود وتقوية مواجهة العدوان الإجرامي والانطلاق نحو بناء الدولة اليمنية العادلة وحُلم اليمن المنشود بالاستقرار والنهوض عبر تأسيسه لمشروع أسماه: “يد تبني ويد تحمي”.
وما كان للشهيد الصمَّاد عليه السلام أن يطلق مشروع استراتيجي بهذا الأسلوب القوي الذي يحفظ سيادة الوطن ويجسد معاني التعاون والتآلف بين أفراد المجتمع دون الاهتمام بالمرتكزات الرئيسية التي سيتوقف عليها البناء النهضوي ونجاحه بوصول اليمن إلى حيث المجد والقوة والانتصار والعزة وبالتالي لم تكن المرأة باعتبارها مكوناً أساسياً وشريكاً فع إلّا في المجتمع أن تغيب عن تصور ورؤية الشهيد الرئيس الصمَّاد رضوان الله عليه لمشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة.
فلقد اهتمَّ الصمَّاد سلام الله عليه بدور المرأة اليمنية العظيم في بناء المجتمع القوي في كُـلّ المجالات والذي برز بشكل مُشَرِّف خلال فترة العدوان بمواقف وتضحيات مقدسة قل نظيرها في أي مكان آخر، فنظر إليها بعين الشكر والتكريم والتقدير المصاحب لجهودها الجبارة والجوهرية، ومن منظور الشراكة الملزمة لها بالمزيد من البذل والعطاء في كُـلّ المجالات المتاحة أمامها سوى كانت علمية أَوْ عملية، ثقافية أَوْ سياسية، والتي تفرضها المسؤولية الدينية والوطنية والإنْسَـانية الملقاة على عاتق الجميع في التصدي لهذا العدوان السافر الذي يستهدف الجميع بلا استثناء.
ولذلك نجد الشهيد الصمَّاد سلام الله عليه يصف المرأة اليمنية بقوله: “المرأة اليمنية أثبتت أنها النموذج الأرقى والأنصع على تأريخ البشرية ” وكان ذلك أثناء لقائه ببعض القيادات النسوية من مختلف المكونات السياسية، لم يقلها الصمَّاد يومها من باب المجاملة أَوْ رفع المعنويات ولكنها كانت حروفاً صادقة جسدت سلوكيات المرأة اليمنية على واقع مظلومية جائرة لوطن جريح يتعرض لأبشع عدوان في تأريخ البشرية.
لقد نظر الشهيدُ الرئيسُ الصمَّاد للمرأة اليمنية من منطلق ثقافته القُـرْآنية ومنهج آل البيت عليهم السلام والتي فيها الزهراء عليها السلام وزينب الكبرى والصغرى ورقية وسكينة عليهن السلام وهن يجسدن الكمال في القيم الإنْسَـانية والوعي الثوري والعطاء الاسري ونظر إلى المرأة اليمنية من إرث تأريخه الوطني من خلال بلقيس وأروى بنت أحمد باعتبار إمكانياتها القيادية والريادية والإدارية. ونظر رضوان الله عليها للمرأة اليمنية من واقع ما تقدمه اليوم من صمود وثبات وعطاء في مواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي فكان لا بد من أن يحتفيَ بها ويشدِّدُ على دورها ويؤكّدُ على مكانتها كشريك أساسي وفاعل في مشروعه الوطني الرائد: “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”.
فسلام الله على روح الشهيد الصمَّاد وسلام على المرأة اليمنية المجاهدة والمعطاءة.