الاحتلال السعودي الإماراتي يبيع تأريخ اليمن

موقع أنصار الله || صحافة محلية ||  المسيرة| متابعات:

 

كشفت صحيفةُ أمريكية عن تورُّط الاحتلال الإماراتي السعودي في سرقة الآثار التأريخية لليمن ونقلها إلى الخارج وبيعها في الأسواق الأمريكية، ما يؤكّــدُ المخطّطَ القذرَ للحرب العدوانية على اليمن التي تقودُها الرياض وأبو ظبي بعد أن تم استهدافُ تأريخ الشعب اليمني العريق وبيع آثاره بثمن بخس في كُلّ دول العالم، كما أنه يعيدُ إلى الأذهان سرقةَ الآثار في العراق وسوريا ونقلها إلى واشنطن في مؤامرة قذره تستهدفُ الحضاراتِ العربية القديمة.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست”، أمس السبت، تقريراً مشتركاً لكلٍّ من مدير مؤسسة “ذا أنتيكوتيز كوليشن” و”تحالف حماية الآثار ديبور لير”، دعوا من خلاله إلى وقف تهريب المقتنيات الأثرية لليمن وبيعها في الأسواق الأمريكية، موضحين بأن هناك أدلةً مقنعةً تؤكّــدُ تورط أمريكا في نهب الآثار اليمنية، مبينين أن أبحاثاً لتحالف حماية الآثار كشفت عن أن الولايات المتحدة اشترت خلال السنوات الماضية ما قيمته 8 ملايين دولار من التحف الفنية القديمة والآثار المسروقة من اليمن.

ويشير التقرير إلى أن من بين المآسي المنتشرة اليوم بسبب العدوان السعودي الذي مضى عليها أربعة أعوام في اليمن، بما في ذلك خسارة آلاف الأرواح من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال بالإضافة إلى الفقر والجوع وتدمير اقتصاد البلد الهش بشكل ممنهج ومتعمد من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي، فإنه يتم نهب التراث الثقافي الثمين لليمن على يد عصابات إجرامية منظمة ومتطرفة تابعة للاحتلال، وهذه قصة معروفة، وتؤكّــد الحاجة لأَن تقوم وزارة الخزانة الأمريكية باستخدام نظام العقوبات الأمريكي لوقف سوق المقتنيات الأثرية اليمنية.

وأوضحت “واشنطن بوست” أن اليمن يعد نقطة لقاء للاتصالات القديمة والتجارة بين الشرق والغرب وملتقى خطوط تجارة البخور والبهارات، وموطناً لملكة سبأ الأسطورية والقصص عن الثروات التي وجدت في الأسواق اليمنية واستقلالية شعبه، التي نقلت من جيل إلى جيل، بالإضافة إلى تقاليد التصميمات الفضية العريقة.

وبيّن الباحثان “ذا أنتيكوتيز كوليشن” و”ديبور لير” أن معظمَ التأريخ العريق على مدى آلاف السنين نجا، وجعل اليمن مكاناً لأربع مناطق أثرية اعتبرتها منظمةُ التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) من المعالم التراثية الإنسانية، مشيرين إلى أن في اليمن متاحف وطنية تحتوي على مقتنيات لا تقدر بثمن، مضيفين: “في الوقت الذي تركزت فيه التغطية الإعلامية على القتال حول بعض هذه المناطق، إلا أنها تجاهلت الطرق التي يتم فيها تجريد البلد من تأريخه وعرضه للمشترين الأجانب”.

ونوّه الباحثان إلى أنه ورغم التحذيرات المستمرّة للأمم المتحدة والعالم من التجارة غير الشرعية لآثار اليمن، وتقديم أدلة على قيام عصابات متطرفة مسلحة تابعة للسعودية والإمارات ببيع الآثار والتراث والمقتنيات الفنية لليمنيين من أجل تمويل عملياتهم وشراء الأسلحة، مشيرين إلى نهب المتاحف الكبرى مثل متحف تعز الوطني ومتحف عدن الوطني ومتحف زنجبار الوطني واختفاء مقتنياتها.

ويفيد الكاتبان بأن الخبراء الدوليين دعموا هذه التقارير، التي أكّــدها الباحثون الأثريون على الأرض، بالإضافة إلى المجلس العالمي للمتاحف ولجنة الخبراء عن اليمن في الأمم المتحدة، مؤكّــدين أن هناك ما يدعو للشك بأن النسبة أعلى، فمع أنه من الصعوبة بمكان معرفة الحجم الحقيقي للتجارة غير الشرعية، إلا أن القصة عادية وتتماشى مع عمليات النهب التي تتعرض لها اليمن، التي نظر فيها للمتاحف والأماكن الأثرية على أنها طريق جيد للحصول على الأموال بسهولة.

وتضيف “واشنطن بوست” أن الولايات المتحدة وبالرغم من معرفتها بأن هذه الآثار المسروقة هي من تمول تحالف العدوان، إلا أن الأسواق الأمريكية تظل مفتوحة للمقتنيات الأثرية القادمة من اليمن، موضحة بأن وزارة الخارجية الأمريكية استخدمت الأدوات الدبلوماسية، وتوصلت إلى اتّفاقيات ثنائية تهدف لإغلاق الأسواق الأمريكية للمقتنيات الأثرية غير القانونية التي تصل إلى أمريكا، لافتة إلى أن الكونغرس اتخذ إجراءات مماثلة لمنع وصول المقتنيات المسروقة من العراق وسوريا.

ويستدرك الباحثان “ذا أنتيكوتيز كوليشن” و”ديبور لير” بأن سكوت الولايات المتحدة يطرح أسئلة حول احتمال مساعدة جامعي الآثار والمؤسسات الأمريكية على استمرار العدوان على اليمن من خلال شراء الآثار اليمنية، فيما تنشغل الأمم المتحدة بدعم من المجتمع الدولي في جهود إنسانية ومفاوضات حسّاسة من أجل الحصول على تسوية سياسية، بناءً على قرارات مجلس الأمن.

ويأتي نشرُ هذه التقرير في وقت كشفت مصادرُ إعلامية تابعة للعدوان عن قيام الاحتلال الإماراتي بنهب كُلّ الآثار الفنية القديمة من جزيرة سقطرى بشكل ممنهج ونقلها إلى متحف اللوفر في أبو ظبي ليتم عرضُها على أنها آثارٌ إماراتية إلى جانب آثار قديمة تابعة للعراق وسوريا تمت سرقتها أيضاً من قبل اللص نفسه الذي يقومُ وحتى اللحظة بسرقة آثار اليمن.

قد يعجبك ايضا