أنصار الله وموضوع السلطة
|| مقالات || زيد البعوة
يصور العدوانُ ومرتزِقتُه في وسائل إعلامهم أن العدوانَ على اليمن هو من أجل السلطة، بل إنهم جعلوا أبرزَ المبرّرات للعدوان على اليمن هو إعادة ما يسمى الشرعية ممن يسمونهم بالانقلابين الحوثيين وهذا هو أكبر أنواع الخداع والمكر؛ لأَنَّ الأيام والأحداث اثبتت عكس ما يدّعي العدوان ومرتزِقته وأن العدوان على اليمن استعمار خارجي وعدوان أجنبي لا علاقة له بتلك الخزعبلات التي يدعيها العدوان.
الحوثي يقاتل من أجل السلطة لا من أجل الوطن ولا من أجل الشعب ولا ضد الطاغوت والإجرام هو فقط يدفع بالناس إلى ميادين القتال من أجل أن يبقى في السلطة وأن يكون هو الملك والإمَام وصاحب القرار الأول والأخير الحوثي لا يريد السلام ولا يهمه امر الشعب والوطن
اما أمريكا والسعوديّة والإمارات فهم يحاربون الحوثي؛ لأَنَّه سيطر على السلطة والحوثي يواجه دول العدوان من أجل أن يبقى في السلطة والشعب هو المتضرر هكذا يقولون وهكذا يبرّر البعض موقفه المخزي وهكذا يهربون من الحقائق بكلام سخيف لا يستند إلى أي منطق.
هكذا يقولون وهكذا كانوا يعتقدون ولا يزال الكثير منهم يعزف على هذه السمفونية في هذه الظروف التي يمر بها الشعب اليمني في ظل العدوان لا ينظرون إلى أهداف العدوان التي ليست سياسيّة فحسب ولا اقتصادية فقط بل تستهدف الديموغرافيا للمجتمع اليمني بشكل عام الهُوية والانتماء والدين والحرية والاستقلال والتركيبة الاجتماعية والهُوية والمبادئ والقيم.
وكأن أمريكا وعملائها ال سعود وعيال زايد لم يعتدوا على اليمن من أجل أطماع استعمارية ومن أجل أهداف سياسيّة تستهدف اليمن ارضاً وإنْسَاناً تهدف إلى السيطرة على القرار السياسيّ وفرض الوصاية الخارجية ونهب الثروة واستعباد الشعب اليمني هكذا يبرّرون للعدوان جرائمه بأن الحوثي يريد السلطة.
لكن ما حصل في مشاورات السويد فند كُـلّ ذلك وكشف الحقائق حيث كان أبرز أهداف الوفد الوطني هو وقف العدوان وتحقيق السلام ورحيل قُـوَّات العدوّ الخارجي ورفع المعاناة عن الشعب اليمني واعلن الوفد الوطني عبر رئيس الوفد محمد عَبدالسلام الناطق باسم أنصار الله عن سعيهم الحثيث لإيجاد فرصة لفترة انتقالية تشمل جميع الأطراف اليمنية دون استثناء وهذا يثبت أن أنصار الله لا يسعون وراء السلطة وأن همهم الوحيد هو الحرية والاستقلال للشعب اليمني بشكل عام في جميع المحافظات.
ثم من خلال الجد والاهتمام والحرص والصدق لدى أنصار الله والمجلس السياسيّ الأعلى على تنفيذ اتّفاق السويد والذي كان أبرز بنوده التهدئة في الحديدة نجد أن أنصار الله وافقوا بكل قُـوَّة على تسليم الميناء للسلطة المحلية في الحديدة بإشراف أممي من أجل الحديدة ومن أجل اليمن ومن أجل أن لا تكون الحديدة مستعمرة لدول العدوان اليس هذا شاهداً على أن أنصار الله لا يسعون وراء السلطة بقدر ما يسعون إلى بقاء اليمن حراً مستقلّاً لا وصاية خارجية عليه؟
الا يدرك هؤلاء الأغبياء أن جد الحوثي هو الإمام علي عليه السلام الذي قال والله أن خلافتكم هذه لا تساوي عندي شراك نعلى إلّا أن أقيم حقاً وأبطل باطلاً؟ ربما لم يسمعوا بهذا لكن عليكم أن تبحثوا عنه في أمهات الكتب والسير والتأريخ وقبل أن تتعبوا أنفسكم راجعوا خطابات السيد عَبدالملك وهو يتحدث عن الوحدة والجمهورية والتوافق والشراكة والحوار والتعايش السلمي والتداول السلمي للسلطة
الحوثي لا يبحث عن جاه ولا عن منصب ولا عن مال ولا عن سلطة الحوثي يبحث عن أشياء عظيمة ويضحي من اجلها نحن في امس الحاجة اليها الحوثي يريد أن نكون أحراراً أعزاء كرماء يريد أن لا يستعبدنا أحد ولا يستذلنا ويهمين علينا الطواغيت والمجرمون يريد لنا أن نكون أقوياءً كما يريد الله.
الحوثي لم يأتِ بثقافة تتنافى مع ما يريد الله الحوثي فقط يملك ثقافة القُــرْآن وهل هناك ارقى واعلى واشمل وانبل من ثقافة القُــرْآن الكريم؟ لا ورب القُــرْآن ليست ثقافة الانبطاح والعمالة والنفاق والارتزاق والخيانة والذلة والانحطاط بأفضل من ثقافة العزة والكرامة التي يدعوا اليها الحوثي من خلال القُــرْآن.
والله الذي لا اله غيره أن السيد عَبدالملك على أتم الاستعداد لدعوة كُـلّ عناصر أنصار الله الذين يعملون في مُؤسّسات الدولة إلى ترك عملهم إذَا كان ذلك سيؤدي إلى وقف العدوان وأن يكون اليمن مستقلّاً وشعب اليمن حراً عزيزاً وأن ترحل دول العدوان وقُـوَّاتها وجيوشها من اليمن وأن يقدم الخونة والعُمَلَاء للعدالة وأن يكون هناك شراكة وتوافق لا مانع أن يكون المشّاط مواطناً عادياً كما هو الحال بالنسبة للسيد عَبدالملك الذي لا يملك أي منصب في الدولة ولا يقبض ريالا واحداً من أموال الشعب وخزينة الدولة والسلطة ومناصب الدولة ليست غاية يسعى لها أنصار الله على حساب مظلومية الشعب؛ لأَنَّ الهدف الوحيد لأنصار الله هو الاستقلال والحرية والعزة والكرامة للشعب اليمني بشكل عام وليس فقط لأنصار الله
ليست المسألة مسألة حب تسلط وجاه واموال وترف بالنسبة للسيد عَبدالملك وأنصار الله بشكل عام المسألة مسألة هُوية ودين وقيم ومبادئ المسألة مسألة حرية وكرامة واستقلال وقُـوَّة بل أن المسألة أكبر من ذلك بكثير فهي قضية يترتب عليها مصير أمة في الدنيا والآخرة.
وأكبر دليل على ذلك أن الحوثي لو كان يريد الدنيا والسلطة لما حمل روحه على كتفيه مواجهاً كُـلّ التحديات والأخطار كان سيحصل على السلطة والجاه والمنصب والمال بدون أي تعب فقط يحني رأسه الذي لا ينحني إلّا الله لأمريكا وانتهى الأمر لكن مقابل ذلك ذل وامتهان وخزي وعار وسخط الله وعقابه ليس فقط عليه لوحده بل على الشعب اليمني بأسره ولنا عبرة في مرتزِقة العدوان
لهذا نقول للجميع من لا يزال لديهم ذرة من الشك أَوْ لا تزال في أذهانهم بقايا من أكاذيب العدوان ومرتزِقته نظفوا قلوبكم وعقلوكم وانظروا إلى الواقع وستعرفون الحقيقة.